"العناني": نستقبل 7 آلاف سائح يوميا منذ عودة النشاط و20 ألفا زاروا معرض آثار "ملوك الشمس"
الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار
قال الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، إنّ أزمة كورونا الأخيرة كان لها أثر سيئ على قطاع السياحة والآثار بشكل كبير، ووصف يوم 19 مارس الماضى بأنه من أسوأ أيام حياته، وكذلك أسوأ الأيام على قطاعى السياحة والآثار، حيث إنه اليوم الذى اتخذت فيه قرارات إغلاق المتاحف ووقف الطيران والسياحة. وأضاف «العنانى»، فى حواره لـ«الوطن»، أنّ دخل الآثار قبل كورونا كان 100 مليون جنيه، وبعدها أصبح «صفر»، لافتاً إلى أنّ قرار فرض تحليل pcr على زائرى مصر، أثّر بالسلب على عدد السائحين، لينخفض إجمالى الزوار بنسبة 60%، لكنه زاد ثقة السائحين فى الوجهات السياحية المصرية، وإلى نص الحوار..
إغلاق فورى للمنشآت التى يثبت تهاونها فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية.. وتحديث مستمر للضوابط
أعلن منذ يومين عن واحد من أهم الاكتشافات الأثرية، حدّثنا عن كواليس الاكتشاف وردود الفعل عليه؟
- كشف سقارة حدث مهم يبرز تفرّد مصر المتمثل فى تنوعها بين دول العالم، وكان محل اهتمام عالمى شارك فى حضور الإعلان عنه ٦٠ سفيراً لدى القاهرة وأسرهم من ٤٣ دولة صديقة لمصر، وهو ما سينعكس على دعمهم الكامل لقطاع السياحة والآثار المصرى. وبهذا الاكتشاف استكملنا ما بدأناه فى يوم السياحة العالمى مع ٣٠ سفيراً لدول مختلفة فى مصر وسفرهم إلى مدينة شرم الشيخ الأسبوع الماضى ليستمتعوا بأنشطة متنوعة وزيارة محمية رأس محمد ومتحف شرم الشيخ بهدف الترويج للسياحة فى مصر.
وزير السياحة والآثار: "19 مارس" أسوأ أيام حياتى لتوقف الطيران والسياحة.. ودخلنا بعد "كورونا" صفر
وماذا تم منذ غلق المواقع الأثرية وتوقف حركة السياحة فى مارس الماضى؟
- 19 مارس أسوأ أيام حياتى، وهو اليوم الذى اتُّخذت فيه قرارات إغلاق المتاحف ووقف الطيران والسياحة، وحتى البعثات الأثرية العاملة فى مصر، سواء الأجنبية أو المصرية، توقفت تدريجياً وتوقف دخل الآثار تماماً، بعد أن كان 100 مليون جنيه شهرياً من تذاكر المواقع الأثرية، و9 ملايين جنيه من المعارض الخارجية، وأصبح «صفراً»، مما أثر بشكل كبير على كل مشروعات الآثار.
وحين عادت حركة السياحة حرصنا على تنفيذ الإجراءات والضوابط بحزم، مما ينعكس على قطاع السياحة، ويعطى لنا ثقلاً كوجهة سياحية مفضلة، كما أصدرنا قرارات صارمة بإغلاق فورى للمنشآت التى يثبت تهاونها فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية، ووجّهنا بإغلاق فورى فور اكتشاف أى إصابة بكورونا، لأن التأثير لن يكون على المنشأة فقط، وإنما على قطاع السياحة ككل، ويوماً بعد يوم نُجرى تعديلات جديدة على ضوابط عودة السياحة، ونعقد اجتماعات كثيرة مع عدد من جهات الدولة، وكان رد الفعل عدداً غير متوقع، وفور فتح باب عودة السياحة، بلغ العدد من 6 إلى 7 آلاف سائح فى اليوم.
تحليل pcr للسائحين القادمين إلى مصر قلل أعدادهم 60%.. والنسبة تنخفض تدريجياً نتيجة الثقة فى مصر
هل ترى أنّ قرار إلزام القادمين إلى مصر بإجراء تحليل pcr أثر على حركة السياحة بالسلب أم بالإيجاب؟
- تحليل pcr للسائحين القادمين إلى مصر قلل الأعداد، إذ يمثل عبئاً على بعض السائحين، بينما يفضّل البعض الآخر عمله فى بلده، ونوع ثالث لا يفضل عمله من الأساس، لذا أثر على حركة السياحة القادمة وانخفضت الأعداد من 6600 فى الأول من أغسطس إلى 2400 فى الأول من سبتمبر، وذلك بنسبة 60% انخفاضاً.
وبعد حالة الاطمئنان التى نتجت عن الإجراءات المتبعة للتسهيل على السائحين، من وجود خيمة مخصّصة فى المطارات، وأماكن مخصّصة للدفع والالتزام بالإجراءات الاحترازية، بدأ الخط البيانى فى الارتفاع، وسجل أكثر من 3 آلاف سائح يومياً بإجمالى 330 ألف سائح منذ عودة السياحة فى الأول من يوليو بالبحر الأحمر وجنوب سيناء، وأصبح لدينا منتج ذو ثقة، وأمس عادت رحلات فرنسا، ويشهد هذا الأسبوع عودة السياحة التشيكية.
وبعض البلاد التى لم تفتح باب عودة طيرانها إلى مصر، يحرص مواطنوها على زيارة مصر من بلدان أخرى، وهو ما حدث مع ألمانيا، ونحن حريصون جداً، ولو ظهرت حالة واحدة مصابة فى مصر كنا سنصبح حديث كل وسائل الإعلام العالمية، وهو ما لم يحدث بفضل الإجراءات المشدّدة التى نتبعها.
بمناسبة الحديث عن السياحة التشيكية، ما سبب خروج معرض «ملوك الشمس» للتشيك فى الفترة الحالية؟
- تلعب المعارض دوراً مهماً جداً جداً لعودة السياحة، وهو ما حدث فى افتتاح معرض الآثار المؤقت «ملوك الشمس» فى العاصمة التشيكية براغ فى أغسطس الماضى، بحضور رئيس وزراء التشيك، فالمعرض الذى زاره 20 ألفاً فى براغ، وحصلنا على 50% من إيراده، كان له دور مهم، فقبل افتتاح المعرض كان الحديث عن عودة السياحة من التشيك مستحيلاً، وبعد الافتتاح وفى حديث ودى مع رئيس الوزراء، بدأ الأمر، حيث تحاورنا عن الوضع فى مصر، وكان قرار عودة السياحة التشيكية.
وافق مجلس الوزراء منذ أيام على معرض بالسعودية، ما تفاصيل المعرض؟
- لأول مرة فى المملكة العربية السعودية، يقام معرض للآثار المصرية، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء المصرى، ويقام خلال شهر نوفمبر المقبل، ويختتم زيارته للمملكة بعد عامين، وتحديداً فى نوفمبر 2022، متضمناً الإعداد والتغليف والنقل والشحن، ويضم المعرض 84 قطعة أثرية مصرية مختلفة من متحف الآثار الفن الإسلامى.
وماذا عن السياحة الداخلية، هل من الممكن أن تكون بديلاً مضموناً؟ وما الحوافز التى ستقدم لها؟
- السياحة الداخلية هى التى حملت القطاع الفندقى مؤخراً فى أزمته، وهناك 675 فندقاً حصل على ترخيص حتى الآن، وبالفعل تم تخفيض الأسعار بشكل كبير للمصريين عن تلك الفترة التى كانت عليها فى 2019، فالسائح المصرى أصبح سعر ليلته أكثر من سعر ليلة الأجنبى، وبعض الرحلات تتكلف أقل من 500 دولار بالطيران، وربح الشركة المنظمة، لذا فالمصرى أصبح أكثر إغراء من مثيله الأجنبى حالياً، لكن لدينا ضوابط يجب الالتزام بها، وبينها ألا يزيد إجمالى الإشغالات على 50% من طاقة الفندق.
وأنا بشكل شخصى طلبت حجزاً فى أحد الفنادق الذى تصادف وكانت طاقته الاستيعابية مكتملة، وكان رد الفندق أنّ الوزير سيزيد عن النسبة المقررة، فرفضت أن أخالف القرار، وهو ما يؤيدنى فيه أصحاب المنشآت، لكن هناك قرارات أخرى مهمة، بينها السماح للمرة الأولى لشركات السياحة بنقل السائح المصرى بأوتوبيسات لدعم السياحة الداخلية، ودعم قطاع النقل السياحى الذى تضرر كثيراً.
وعد بعودة السياحة التشيكية.. واعتماد استراتيجية "الترفيه والثقافة" وحملات لتنشيط السياحة الدينية
وما أبرز المشروعات والبرامج التى ستعتمدها لفتح أسواق جديدة؟
- قريباً سيتم اعتماد استراتيجية «الترفيه والثقافة» لدمج السياحة الثقافية مع السياحة الأثرية، لذلك تم إقامة متحف الغردقة وشرم الشيخ لربط السواحل البحرية بالآثار المصرية، ولتطبيق الاستراتيجية تقوم الدولة حالياً برفع كفاءة الطرق بين محافظات الصعيد والمحافظات الساحلية، وتطوير المطارات، وسيتم إطلاق حملة ترويجية بعنوان «فى كل شبر حكاية» خلال أكتوبر الحالى تحكى حكاية كل منطقة فى مصر، وتؤكد أنّ تنوع مصر فى تفردها، والشخصية المصرية ناتج اختلاف ثقافات متنوعة، فمصر تزخر بمناطق تجمع الأديان سانت كاترين، مجمع الأديان بالقاهرة والأقصر، وجارٍ العمل على تنشيط السياحة الدينية «مصر المقدسة أو المباركة»، فمصر تتميز بآثار العائلة المقدسة إلى جانب الآثار المسيحية الفريدة التى لم تزرها العائلة المقدسة، مثل الدير الأحمر والأبيض بسوهاج، إلى جانب المناطق الدينية الإسلامية المميزة مثل الأزهر، إضافة إلى المعابد اليهودية.
دعم القيادة السياسية
يوجد دعم قوى من القيادة السياسية للمشروعات الأثرية، وسيتم افتتاح عدد من المشروعات الأثرية المهمة قريباً، وجرى بالفعل الانتهاء منها، مثل متاحف المركبات الملكية ببولاق وشرم الشيخ، وكفر الشيخ، والحضارة، والعاصمة، بجانب الانتهاء من تطوير متحف التحرير وميدان التحرير، وتكلف متحف شرم الشيخ نحو 800 مليون جنيه، وكفر الشيخ نحو 45 مليون جنيه، فيما تكلف المتحف الكبير نحو مليار دولار، وستكون قاعة توت عنخ آمون بالمتحف أجمل قاعة فى العالم.