الفنان الراحل طلعت زكريا
عاما مر على رحيل أحد عمالقة الكوميديا والفن في مصر، الفنان طلعت زكريا، الذي تحل علينا اليوم ذكراها الأولى، إذ غادر عالمنا في 8 أكتوبر العام الماضي، بعد صراع مع المرض.
وشارك الفنان الراحل في أكثر من 170 عملا فنيا، إذ تميز بكاريزما مختلفة وخفة ظل جعلته يشارك كممثل كوميدي في غالبية أعماله، التي كان أبرزها والسبب في نجاحه الكبير فيلمي: "حاحا وتفاحة" و"طباخ الريس".
وبعد فيلم "طباخ الريس" دخل طلعت زكريا، في غيبوبة استمرت لشهرين، ثم تماثل للشفاء، وعاد لاستكمال مسيرته الفنية، إلا أن صحته تأثرت كثيرا بسبب الوعكة الأولى، والتي لاحقته بعدها المزيد من الوعكات حتى توفي عن عمر يناهز 58 عامًا.
وكان آخر ظهور للكومديان الراحل، في حفل زفاف أحمد فهمي وهنا الزاهد، إذ نشرت ابنته إيمي مقطع فيديو لها مع والدها عبر حسابها بموقع "إنستجرام"، وهي ترقص على نغمات "يا بتاع النعناع يا منعنع" للمطرب الشعبي مصطفى حجاج، وظهر زكريا وهو يجلس على كرسي، وتبدو عليه علامات المرض، ورغم حزن الجماهير عليه بعد هذا الظهور والذين توقعوا أن نهاية نجمهم المفضل قد اقتربت، إلا أن تصريحات الراحل السابقة في عدد من البرامج، تؤكد أنه لا يخاف هذا المصير.
محنة المرض وما صاحبها من مصاعب منذ الغيبوبة، تحدث عنها زكريا مع الإعلامية نجوى إبراهيم، في برنامج "بيت العيلة"، على قناة "النهار"، قائلا: "أخدت عين بعد ما خلصت فيلم (طباخ الريس)، وقبل ما يتعرض بشهر أصبت بغيبوبة، ويعتبر أنا أطول مريض يقعد في غيبوبة، أنا قعدت فيها شهرين".
وكشف الممثل الكوميدي، أنه أصيب بمرض نادر يحدث لشخص من كل مليون شخص، ودخل بسببه في غيبوبة استمرت شهرين، ووضع على أجهزة التنفس الصناعي، لأن الأطباء لم يكن لديهم أملا في شفائه.
يرى زكريا تجربة مرضه الصعبة، بأنها "قرصة الودن"، بعد ظهور علامات الغرور عليه، عقب نجاح فيلمه "حاحا وتفاحة"، موضحا أن "المنتجين كانوا ييجوا يسيبوا فلوس ويمشوا، وقعدت أفكر في حاجات مش حلوة، وماشي بكل شيء خاطئ في الحياة.. معايا فلوس كتير جدا والناس بتشاور عليا، فجت القرصة ديه، لأ أصحى بقى لأن ربنا اللي خلاك كده"، مؤكدا أنه عاد إلى طريق الصواب بعد شفائه.
وحكى الفنان الراحل، عن الصدمة الأولى بعد استيقاظه من الغيبوبة، إذ تفاجأ بحالته والشكل الذي أصبح عليه، قائلا: "كنت خاسس أكتر من 50 كيلو، ولقيتهم رابطين دماغي وحالقين شنبي، دي كانت كارثة سودة، كان عندي كرسي متحرك قومت وسندت عليه وروحت قدام المراية ملقتش طلعت زكريا لاقيت أم أحمد"، مشيرا إلى أنه حينها كان في باريس، وأصيب بحالة هيستيرية بسبب فقدان شاربه، حيث ذهب إلى باب الغرفة وظل يطرق عليه ويصرخ.
كشف النجم الكوميدي، أنه أثناء غيبوبته كان يرى أشياء يصفها بأنها لم تكن حلما: "كنت بشوف نفسي طاير في سحب وسما، وكنت بشوف ناس قريبين منهم وشوشهم سودة وعينهم زرقا، والعياذ بالله شبه الشياطين وبعدين ألاقي إيمي لابسة الإسدال وبتصلي في أوضة في حته تانية لوحدها، وعمر ابني واقف بعيد وبيضحك".
وعن المشاهد التي كان يرعا أثناء الغيبوبة، قال زكريا، إن البعض قد يعتقد أنها مجرد أحلام، لكن الحقيقة غير ذلك، مضيفا: "في فرق جامد بين الحلم واللي بقولوا"، معتبرا أنها علامات لحادث لم يكن يعلمه.
ورد طلعت زكريا على شائعة ترددت عن وفاته، بشكل كوميدي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "حضرة المواطن" مع الإعلامي سيد علي، قائلا: "جعلتني أضحك كثيرا، قالوا عني إني فلسعت وتوكلت على الله".
وأراد زكريا، طمأنة جمهوره على صحته، بنشر صورته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، علق عليها/ "لسه شويه.. فيه حاجات معملتهاش حتى الآن".
ونوه بأن شائعة وفاته اُطلقت من لبنان، وأنه علم بذلك عن طريق عدد من أصدقائه في بيروت، مؤكدا أن مطلقي الشائعات هم مجموعة من الأشخاص يسعون لإثارة البلبلة.
يؤكد زكريا، خلال مداخلة هاتفية له مع الإعلامي جابر القرموطي في برنامجه "مانشيت القرموطي"، أنه لا ينافق أحدا في الوسط الفني ولا يثني على أعمال أي مخرج ليعمل معه، مضيفا: "أنا بقول للأعور أنت أعور في عينه، عشان كده أنا متأخر جدًا ومعرفتش أعمل فلوس، وحتى الفلوس اللي عملتها اتصرفت على المرض، والحمد لله والشكر لله".
تعليقات الفيسبوك