الآباء يطمئنون على خطة تنظيم سير الدراسة.. والمعلمون والعمال ينظمون دخول الطلاب
عدد من أولياء الأمور تجمعوا أمام المدارس للاطمئنان على أبنائهم
مع دقات السادسة والنصف من صباح اليوم، بدأت المدارس بكافة أنحاء الجمهورية فتح أبوابها أمام الطلاب فى اليوم الثانى لبدء الدراسة بعد توقف دام لعدة أشهر بسبب تفشى فيروس كورونا.. «الوطن»، أجرت جولة فى مناطق بولاق الدكرور والدقى، ورصدت التزام المدارس بالإجراءات التى حددتها وزارة الصحة للحد من انتشاره، حيث لا يسمح بالدخول بدون «الكمامة»، واعترض عدد من أولياء الأمور على عدم السماح لهم بالدخول إلى الفصول للاطمئنان على أبنائهم، ووجدوا أمام بعضها دون الالتزام بالإجراءات.
وقوع بعض المشادات مع المواطنين
أمام مدرسة الشهيد العميد عامر عبدالمقصود الابتدائية المشتركة بمنطقة الدقى، وقف عدد كبير من المواطنين فى مشهد عشوائى لا يدل على علمهم بخطورة الموقف، غير مكترثين بإرشادات وزارة الصحة، التى حددتها لتفادى تفشى العدوى بين الطلاب، حيث تجمع العشرات دون ارتداء الكمامات، مطالبين بالسماح لهم بدخول المدرسة، الأمر الذى رفضه بشكل تام مدير المدرسة، الذى خرج ليؤكد لهم أنه لا بد من ارتداء الكمامة والحفاظ على مسافات آمنة لعدم انتقال العدوى، ومع تزايد الأعداد بدأت الأصوات تتعالى بعدما خرج مدير المدرسة ليطالبهم بالانصراف خوفاً عليهم ورغبة فى تخفيف الضغط على الأبواب، ما أدى بدوره إلى نشوب مشادة كلامية بينه وبين بعض المواطنين، الذين وقفوا أمام البوابة الرئيسية انتظاراً لموعد الدخول، حيث طلب منهم الالتزام بالإجراءات الوقائية، والدخول بشكل منتظم.
وأكد عدد من أولياء الأمور أنهم جاءوا للتأكد من سير العملية التعليمية بشكل منتظم، إلى جانب مرافقة الأبناء الصغار الذين لم يعتادوا على الخروج بمفردهم نظراً لصغر أعمارهم، والتعرف على جدول الحضور الذى اختلف عن الأعوام السابقة، ما يتطلب معرفته حتى يتسنى لهم إحضار الطلاب فى المواعيد المحددة.
"محمد": "ابنى لسه داخل أولى وعايز أطمن عليه واتفاجئت بالزحمة"
ويقول محمد عبدالحى إنه جاء بطفله الأصغر إلى المدرسة نظراً لأنها المرة الأولى التى يذهب فيها الطفل إلى المدرسة: «داخل سنة أولى، وعايز أطمن عليه، وأعرف هيقعد فين ومين هيكون المدرس بتاعه، وده من حقى، مش قادر أحكم إن كان فيه تنظيم جوه المدرسة ولا لا».
"عيسى": "جاى آخد ابنى وأمشى عشان العدوى"
يمسك بطرف الحديث أحمد عيسى، ويقول إن التجمع أمام أبواب المدرسة بهذا العدد يشير إلى عدم إدراك أولياء الأمور خطورة الموقف، على الرغم من التحذيرات المستمرة التى تطلقها الدولة: «لابس الكمامة وملتزم بيها لكن مكنتش أتوقع إن هيكون فيه كل العدد ده، جيت أجيب ابنى عادى، وأمشى لكن مش هقف فى الزحمة دى، لأنى مش عايز أتعدى، هروح أقعد على قهوة جنب المدرسة أستناه لما يخرج». ويقول مصطفى أحمد، ولى أمر، إن اليوم يعد هو الأهم بالنسبة له هذا العام، لأن نجله يذهب للمرة الأولى إلى المدرسة: «جيت معاه ما ينفعش ييجى لوحده، وعملت كده مع إخواته السنين اللى فاتت، وشارى له كمامة وقناع واقى». وشهدت مدرسة محمد فاروق وهدان الإعدادية بمنطقة بولاق الدكرور وجود عدد كبير من أولياء الأمور للتعرف على الخطة التى وضعتها إدارة المدرسة لتنظيم سير الدراسة، بينما انشغل المدرسون والعمال بتنظيم دخول الطلاب، والتأكد من ارتداء الكمامات، حيث لا يسمح بدخول المدرسة بدونها، إلى جانب تنظيف العاملين للبوابة وتعقيمها ورش الكلور والسوائل المعقمة لضمان تطهير فناء المدرسة.
وكانت وزارة التربية والتعليم قد شددت فى وقت سابق على تنفيذ أعمال التعقيم والتطهير دورياً، إلى جانب ضرورة معرفة الوضع الصحى بالمدارس، بعد انتشار كورونا وإصابة ملايين المواطنين حول العالم، ما أدى إلى توقف مجالات الحياة المختلفة، الأمر الذى أدى إلى إغلاق المدارس بشكل تام تجنباً لانتقال العدوى بين الطلاب فى العام الدراسى المنصرم، ومع اقتراب موعد الدراسة بدأت معدلات الإصابة تتراجع، وبدأ معها التفكير فى عودة المدارس مرة أخرى، ونجحت مؤسسات الدولة فى توفير كافة السبل التى من شأنها منع انتقال العدوى بين الطلاب، بتعقيم المدارس بشكل دورى إلى جانب إلزام جميع من يدخل المدرسة بارتداء الكمامة، وتخفيض عدد الطلاب مع تقسيم الأسبوع بينهم.