خبيرة علم الاجتماع: كتائب "الإخوان" الإلكترونية منصة شائعات يومية للإضرار بالدولة
د. مها سليمان
قالت الدكتورة مها سليمان، الخبيرة فى علم الاجتماع السياسى، مقدمة دراسة «أثر الشائعات على الأمن القومى المصرى فى ضوء الثورات العربية»، إنها «اختارت دراسة الشائعات ودورها فى دعم التنظيمات الإرهابية لأن نهج جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها قائم على الشائعات والتضليل». وأضافت «مها»، فى حوارها لـ«الوطن»، أن «الدراسات أثبتت أنه لا يمر يوم دون إطلاق أهل الشر للشائعات بالاستعانة بكتائب إلكترونية موجهة»، مؤكدة ضرورة الرد عليها أولاً بأول لحماية الأمن القومى.
وإلى نص الحوار
لماذا أعددتِ دراسة حول «الشائعات» ودورها فى دعم التنظيمات الإرهابية بالدول العربية؟
- البداية تعود إلى أن رسالة الماجستير كانت عن أثر الشائعات على الأمن القومى، وأثناء إعدادها اكتشفت أن نهج جماعة الإخوان الإرهابية منذ نشأتها قام على الشائعات والتضليل، لدرجة أنها زعمت إعلان «هتلر» إسلامه، وأن اسمه أصبح الحاج محمد هتلر، وهى أغرب شائعة إخوانية على مر التاريخ، كما أن المراجع أشارت إلى لقاءات وعلاقة جمعت بين هتلر وقيادات الجماعة التى اعتادت على مدار تاريخها الاستقواء بالخارج، وآخرها ما أثبتته رسائل هيلارى كلينتون التى تم تسريبها أثناء الانتخابات الأمريكية، والتى أكدت لقاءات الجماعة مع المسئولين بالولايات المتحدة قبل وأثناء وبعد 25 يناير.
د. مها سليمان: نجاح المشروعات القومية الكبرى سبب حقد التنظيم
ما دور الشائعات فى حروب الجيل الرابع؟
- نعيش فترة حرب من غير سلاح، ولكنها قائمة على استراتيجية وأجندات معينة تديرها أجهزة استخبارات، والشائعات أحد أسلحة حروب الجيل الرابع، والتى انتشرت، خاصة مع كثرة المشروعات القومية للدولة منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأثبتت الدراسات أنه لا يمر يوم دون إطلاق أهل الشر للشائعات، عبر كتائب إلكترونية يتم شراؤها عن طريق «فيس بوك» وغيره، حيث وصل عدد الشائعات اليومية لـ223 شائعة، أى 21 ألف شائعة فى 90 يوماً.
الهجوم أفضل وسيلة لمواجهة الكذب والتضليل
كيف تتم مواجهة حرب الشائعات؟
- لا بد من إعلاء الوعى المصرى ثقافياً وإعلامياً، لأننا للأسف نتعامل مع الشائعات بأسلوب الدفاع وانتظار الشائعة أن تظهر ثم يتم الرد عليها، وهو أسلوب ابتكرته أمريكا فى 1974، حيث كانت تنتظر الشائعة وتضربها بقوة، وهو ما يقوم به حالياً مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بالرد على الشائعات فى وقتها، ولكن لا بد من علاج هذا الأمر من الأساس، حيث يتم تقديم المعلومات والأخبار الصحيحة أولاً بأول، وعلى كل وزير أن يكون لديه فريق عمل وتقنيات للتعامل مع مواقع التواصل، وكذلك التربية الإعلامية، أى الدقة والبحث عن مصدر المعلومة، لمعرفة هدف الشائعة ومَن يقف وراءها.
للمنابر والمنصات الدينية وقصور الثقافة دور في معركة نشر الوعي
حدثينا عن كيفية تنمية وعى المواطن؟
- البداية من الأب والأم، ومراقبة الأبناء والمواقع التى يتصفحونها، ثم المنابر والمنصات الدينية وقصور الثقافة، فالوعى ثقافة تنتشر بين الناس، وإذا تحدثنا عن أزمة كورونا كمثال، سنجد فى بداية الأزمة أنه لم يكن الاهتمام كبيراً بتطبيق الإجراءات الاحترازية، ولكن مع انتشار الوعى أصبحت الكمامة أساسية.
ذكرتِ أن الخوف من شائعات كورونا أخطر من الجائحة نفسها؟
- الشائعة ليست خبراً مغلوطاً فقط، وهذا ما حدث فى بداية الجائحة عندما حاول أهل الشر نشر أخبار وصورة كاذبة عن حجم الإصابات بمصر، رغم أن الأعداد الرسمية لم تتخطَّ 50 إصابة يومياً، وأثَّرت تلك الشائعات على الاقتصاد والبورصة.
ماذا عن الشائعات الاقتصادية التى تناولتِها فى الدراسة؟
- هذا النوع من الشائعات هو الأخطر، حيث إن هناك شائعات الأمل، التى من الممكن أن تسهم فى ارتفاع البورصة، ولكن بمجرد تكذيبها ستنخفض مرة أخرى، وقد تؤدى إلى انهيار اقتصادى، أما النوع الآخر فهو شائعات الخوف، مثلما حدث فى كورونا، حيث إنها من الممكن أن تتسبب فى كوارث.
السوشيال ميديا تتحكم فى الإعلام.. هل هذا الطرح صحيح؟
- بالفعل نعم، وللأسف لا يوجد اعتراف بذلك، كما أن وسائل الإعلام أصبحت تعتمد بصورة رئيسية على ما يتم تداوله عبر السوشيال ميديا، دون حتى التدقيق فى مدى صحة المعلومة.
إعلامنا قادر
عليه الابتعاد عن السرعة فى نقل الخبر والاهتمام بالدقة، حيث إنه أصبح يمكن اندلاع فتنة بمجرد منشور عبر السوشيال ميديا، فلا بد من الاهتمام بشكل كبير بالتربية الإعلامية، وللأسف الإعلام التقليدى انسحبت منه الثقة لأنه غير قادر على إرضاء حاجتنا المعرفية والتنوع، إضافة إلى أن مواقع التواصل تنقصها المصداقية.