فيديو.. المقاهي في الموجة الثانية "نزل شيشة هنا" وكوبايات مش بلاستيك
في المقاهي: الشيشة متاحة بسهولة وغياب كامل للاجراءات الاحترازية
تدخين الشيشة في أحد المقاهي
"شيشة تفاح وصلحه".. صوت صدر من أحد الزبائن على مقهى شعبي بمنطقة الدقي، تعجب الحضور من الجملة خاصة أن الشيشة ممنوع استخدامها وتداولها منذ ظهور جائحة فيروس كورونا، جعل البعض يتهامسون فيما بينهم "هما هنا بيقدموا شيشة عادي؟"، سؤال أجاب عليه عامل المقهى بـ"نعم"، ما حول المقهى إلى مركز رئيسي لمدخني الشيشة في ذلك المكان، فالمقهي خالي تماما من الإجراءات الاحترازية والوقائية، فلا كمامات يرتديها الزبائن، ولا مسافات بين الطاولات وبعضها البعض.
بداية قرار منع تدخين "الشيشية" في المقاهي كان في 16 مارس الماضي، حين أعلنت الحكومة ومنظمة الصحة العالمية مخاطر تداول الشيشة في المقاهي والمطاعم لعدم نقل فيروس كورونا، ليصدر قرار بمنعها رسميا لحين انتهاء أزمة الفيروس التاجي، لتخرج عقب القرار العديد من الحملات التابعة للتتنمية المحلية لضمان تنفيذ القرار، وإغلاق الأماكن المخالفة.
في شارع التحرير الرئيسي، لم يكترث أحد المقاهي بانتشار فيروس كورونا وعودة معدل الإصابات للارتفاع مرة آخرى، حيث استمر في تقديم "الشيشة" التي تخرج من فم شخص إلى آخر، ومن يده إلى يد العشرات في اليوم الواحد، في رفع لاحتمالية زيادة أعداد الإصابات، فقبل أن تدخل المقهى تجد الأشخاص يجلسون في يدهم الشيشة، دون كمامات، دون تباعد أو أي إجراءات احترازية أو وقائية.
الغسل بالماء والصابون.. هي إجراءات المقهى في التعامل مع الشيشة قبل تقديمها للزبائن، فبعد أن ينتهي منها الزبون يتم غسلها لتكون جاهزة لزبون آخر، "كمان بنقدم مبسم، حرصا على الزبائن وبعد الاستخدام الزبون بيتخلص منه"، وهناك بعض الزبائن الدائمين يصطحبون معهم الجزء العلوي من خرطوم الشيشة.
500 مليون جنيه حجم خسائر القطاعات التي تعمل بالشيشة ومكوناتها مثل المطاعم والكافيتريات والمقاهي ومصانع المعسل والفحم ومحال بيع مكونات الشيشة القطاعي والجملة، حتى أكتوبر الماضي، هو ما أوضحه هشام وهبة عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت السياحية، في تصريح سابق لـ"الوطن".
مقهي صغير لا تتجاوز مساحته بضعة أمتار، في شارع إيران، كراسيه متلاصقة ببعضها البعض نظرا لضيق مساحته، يجلس فيه حوالي 10 أشخاص من بينهم 8 يدخنون "الشيشة"، فإذا طلبها أحد الجالسين من عمال المقهى يجهزونها له بكل سهولة وفي دقائق معدودة، ويكتفي العاملون بها إعطاء راغبها "مبسم" عبارة عن قطعة بلاستكية التي توضع في مكان الفم.
"محمود.أ"، أحد زبائن القهوة يسكن على مقربة منها، رغم امتلاكه "شيشة"، في منزله، إلا أنه لا يستمتع بها إلا في المقهى وسط الناس، "شربها مزاج مينفعش إلا وسط الناس وعلى القهوة"، كما أنه ليس في حرفية عمال القهوة في تجهيزها من حيث وضع مكوناتها أو تجهيز فحمها المشتعل والجهاز في أي وقت، حسب حديثه.
شركة "Copan Diagnostics Inc" الرائدة فى جمع وتحليل العينات عالميًا، سحبت 2489 عينةً من الشيشة مثل مسح الخراطيم في المدن التي سجلت أكبر نسبة إصابة، وتم عمل ذلك ليلًا لأنه الوقت الذي يكثر فيه الإقبال على تدخين الشيشة، وكان جزء من الأنابيب التي تم أخذها يحتوي على النيتروجين السائل الذي يوجد داخل الأنابيب المائية، وبالفحص اتضح أن الشيشة لها دور فى نقل فيروس كورونا.
في منطقة "عزبة أولاد علام"، قبل أن تطلب الشيشة، سوف يأتي عامل المقهى ويعرضها عليك إذ كنت من مدخنيها، في الداخل يجلس الزبائن يدخنون "الشيشة"، في غياب تام للإجراءات الاحترازية الأخري المتعلقة بارتداء الكمامات أو التباعد بين الطاولات.
في داخلها يجلس "إبراهيم" في الأربعينيات من عمره، أحد زبائنها المعتادين بحكم عمله بجانبها، حيث يختلس بعض الوقت من عمله لشرب الشيشة، ووسيلته في مواجهة كورونا هو شرائه مبسم معدني، اشتراه في بداية الأزمة لمنع انتقال العدوى له، "تجهيز الشيشة في البيت صعب وممل، ومش هقدر أستني لحد ما أروح"، حسب حديثه
ورغم محاولات الحد من تأثير الأزمة على أصحاب المقاهي بإصدار "الشيشة أحادية الاستخدام"، إلا أنها لم توجد في المقاهي الثلاثة، إذ مازال الاعتماد مستمرا على الشيشة التقليدية المعتاد استخدمها منذ سنوات، والتي تنتقل من شخص لاخر.