مصطفي وهبة
وسط العشرات من عمال التراحيل الجالسين على أحد الأرصفة يوميا يبحثون عن فرصة لكسب الرزق، تجد شابا ضخم الجثة مفتول العضلات عبارة عن بنية عضلية متكاملة، يسعى معهم للبحث عن مصدر دخل، فتارة يحمل الطوب والأسمنت مع العمال، وأخرى تجده وسط الفلاحين يسهم في جمع محصول، وأوقات بين عمال الصرف الصحي يعمل في مواسيرها، تظنه من سعيه الدؤوب ويده المغموسة في الشقاء دائما، أنه يسعى للإنفاق على أسرته أو يسعى لعلاج مريض على وشك الموت، ولكن كل ما يفعله بغرض تحقيق حلم لقب بطل العالم.
عشق صلاح وهبة الشاب العشريني، في أن يصبح للرياضة ورغبته في أن يكون أحد الأبطال الذي يرفعون اسم مصر في المحافل الدولية، دافعا له في البحث عن أي عمل شريف يمكنه من تحقيق هذا الهدف، فممارسته للرياضة بدأت مبكرا وهو في السابعة من عمره حينما التحق بصالة رياضية بدائية في إحدى القرى بمسقط رأسه بالشرقية، كان يقف فيها محاولا تقليد الرياضيين الكبار الذين يشاهدهم على شاشات التلفاز.
يزداد حبه للرياضة يوما بعد يوم، لكن الظروف المادية كانت حائلا أمامه دون أن يمارس الرياضة بشكل احترافي في مراكز الشباب بمحافظته، ليقرر البحث عن أي عمل يمكنه من ذلك «قررت أشتغل أي حاجة شريفة ومراحل عمري جربت شغل كتير زي عامل في أرض زراعية، شلت طوب ورمل، كنت بشيل مواسير الصرف الصحي».
في عمر 12 عاما شارك «صلاح»، في أول بطولة في حياته وذلك بعدما قضى فترة من ممارسته لعبة الكونغ فو، ولكن دون مشاركة «البطولات كانت محتاجة فلوس للتقديم واللبس والانتقالات ومكنتش أقدر على التكفلة دي وبعد الشغل لفترة شاركت»، لينجح في الحصول على المركز الأول في أول بطولاته التي كانت على مستوى المنطقة.
الرياضة في قلب الشاب البالغ من العمر 26 عاما لم تتوقف عند هذا الحد، إذ قرر الالتحاق بكلية التربية الرياضية، جامعة الأزهر، لحبه في دراسة المجال الرياضي، ثم حصل على درجة الماجستير، «طوال الفترة دي شاركت في عدد من البطولات وأحرزت ميداليات وشهادات، منها المركز الأول على مستوى الجامعات»، ليعمل بعد تخرجه في أحد الأندية وصالات الجيم.
خلال رحلة «وهبة» لأن يكون بطل عالمي في إحدى اللعبات، قرر ممارسة رياضة جديدة ظهرت في مصر قبل 3 سنوات تعرف باسم «الكابادي»، وهي هندية الأصل تجمع ما بين الركض والمصارعة القتالية، وهي أحد الرياضات القتالية الجماعية حيث تلعب 7 لاعبين مقابل 7، كونه من شوطين، كل منهما مكون من 20 دقيقة، وبينهما استراحة عبارة عن خمس دقائق، مع عكس اتجاه الفريقين في الشوط الثاني.
انضم «صلاح» لمنتخب مصر في لعبة الكابادي ليتبقى له خطوة واحدة لتحقيق حلمه لأن يكون بطلا عالميا، «من المفترض أني هشارك في بطولتين، وهما أهم حدثين في حياتي لأني من خلالهم هحقق حلمي بطولة أفريقيا للكابادي، لو فزت فيها هتأهل لبطولة العالم».
تعليقات الفيسبوك