بريد الوطن.. الكلمة الطيبة شريان الحياة
الكلمة الطيبة شريان الحياة
يحتاج المجتمع المصرى إلى القيام من وضع الركود إلى التقدم، كما يتوق أيضاً إلى التسامح من وضع التعصب، وإلى التراحم من وضع التفسخ، لا أبحث عن الأسباب فهى كثيرة ومتعددة، معظمها من صنع المجتمع ومؤسساته وحكوماته المتعاقبة، فغياب العدل والرحمة والمساواة والاحترام وشيوع الفساد والنهب والتعصب والجهل والتحرش تشارك فيها الجميع، فما كان غير مقبول أصبح مقبولاً فى مجتمع تمرس على القبح واحتفى بالثقافة الهابطة والفن الردىء وأخلاق العشوائيات، روى عن الرسول عليه الصلاة والسلام: «إن أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً وألطفهم بأهله»، ودعا السيد المسيح فى موعظة الجبل البشر وقال: «أنتم ملح الأرض، وأنتم نور العالم، فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة، فيمجدوا أباكم الذى فى السماوات»، إن أول ما يظهر للبشر هو كلامهم، ومن هنا تأتى أهمية الكلمة وخطورة ما ينقله اللسان، سواء من أخلاق أو فحش، فقد اختفت الكلمة الطيبة وحل محلها السباب والشتائم، وحتى على صفحات التواصل الاجتماعى اختفى الأدب، وأصبحت قلة الأدب هى السمة المعبرة عن المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة، يا سادة أذكركم وأذكر نفسى بخطورة الكلمة قبل أن تكتبها أو تنطقها بقول الأديب عبدالرحمن الشرقاوى فى رائعته «الحسين ثائراً»: «أوتعرف ما معنى الكلمة.. مفتاح الجنة فى كلمة.. دخول النار على كلمة.. الكلمة نور.. وبعض الكلمات قبور.. عيسى ما كان سوى كلمة، أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين فصاروا يهدون العالم».. فى البدء كانت الكلمة.
سامح لطفى هابيل
محامٍ بالنقض - أبوتيج
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com