بريد الوطن.. مرض العشم وحسن الظن والحب
حسن الظن والحب
تدور بيننا مواقف ومواقف، ولا تنتهى الحياة من المواقف، حقاً مواقف!! إننا ببساطة نتعامل مع بشر لا ملائكة، أحياناً تمر المواقف وكأنها لم تكن، وأحياناً أخرى نقف لبعضنا البعض نتبادل التهم.. غفلنا عن أسمى ما فى الحياة وهو حسن الظن بالآخرين أو ما يُسمى «العشم».
ترددت كثيراً على مسامعنا كلمة «العشم» والكثير ينطق بها فى لهجتنا العامية، ألم تسمع يوماً وأنت تقدم لأحدٍ خدمة ما ويرد بكل تلقائية يقول: «عشمى فيك كبير»؟!.. فالعشم هو باب من أبواب حسن الظن والحب، هو الأمل والطمع غير المضر بالشخص، فمن يثق فى حب شخص له هو من يتعشم فيه، وعلى قدر ثقة وحب الشخص للآخر يكون العشم.
نعيش جميعاً صراعات متتالية، كل منا يواجه الحياة بمفرده، لم تصفُ الحياة لأحد مهما كان، تظاهر البعض بالسعادة العارمة، فلكل منا جرحه الخاص الذى ينغص عليه حياته، كل هذا كفيل بأن يحول مزاج الفرد 180 درجة، فإذا كان لك عند غيرك عشم ولم يلبه لك، فاعلم أن الحياة لم تكن صافية معه، وإذا صادفك الحظ وحصلت على ما تريد منه، فهذا شخص إيمانه أقوى منه، وقد فعل ذلك تلبية لما يسمى «جبر الخواطر».
يجب أن نلتمس لبعضنا الأعذار، ولنتخذ من جبر الخواطر طريقة للتعامل، لسنا بالطبع سيئين، ولكنها فقط الظروف، الظروف هى من تبعدنا عن بعضنا، ولكننا ما زلنا نمتلك الأخلاق، حتى وإن غفلنا عنها ولم نعمل بها طوال الوقت، يكفينا أنها بداخلنا تنبت، نرويها بالخير الذى نجده من بعضنا البعض، فما نحن إلا محطات فى حياة بعض، لا نملك لبعضنا إلا العشم.
هدى عثمان
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com