«الصحوة» تتحول إلى قرية نموذجية بالوادي الجديد: بناء وحدة صحية على أعلى مستوى.. وتطوير شامل لمحطة المياه
وحدة طب أسرة «الصحوة»
إحدى قرى مركز الداخلة فى محافظة الوادى الجديد، تبعد عشرات الكيلومترات عن المركز، وتقع بالقرب من أحد الجبال، إنها قرية «الصحوة»، التى غابت عنها الخدمات على مدار سنوات طويلة، وعاش الأهالى فيها حياة بدائية قبل تدخُّل المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» واختيارها ضمن القرى الأكثر احتياجاً.
بناء وحدة صحية، وتطوير محطة مياه مع خطوط المياه الرئيسية داخل القرية، أبرز ملامح تطوير «حياة كريمة» لـ«الصحوة»، والتى غيرت بشكل كبير من حياة أهاليها.. من انعدام كامل للخدمات، إلى «حياة» بالفعل «كريمة» لا ينكرها أحد.
وسط القرية، وبألوانها المعتادة مثل الأزرق والرمادى، كانت وحدة طب أسرة الصحوة، والتى تتكون من طابقين، انتهت «حياة كريمة» من بنائها وتشطيبها، حتى أصبحت أشبه بصرح طبى كبير داخل القرية، ينتظر الأهالى خلال الفترة القادمة تجهيزها، سواء من خلال الأجهزة والأسرّة أو الطاقم الطبى، آملين أن تصبح نهاية لمعاناة طويلة عاشوها خلال السنوات الماضية.
أمام بوابة وحدة طب الأسرة، يقف سعد معوض على، 54 عاماً، أحد أهالى القرية، موظف حكومى، يوضح كيف كانت حياة الأهالى داخل القرية فى غياب الوحدة الصحية ومدى المعاناة التى كان يتحملها الأهالى، قائلاً: «لما كان حد بيتعب عندنا كان الواحد يروح يخبط على جاره عشان ياخد أى وسيلة زى الموتوسيكل أو جرار زراعى أو عربية عشان توصله لأقرب مستشفى».
ويحكى «سعد» عن أحد المواقف التى واجهها فى غياب الوحدة الصحية أثناء لدغ عقرب لوالدته: «اضطرينا وقتها عشان نعالجها نروح لحد مركز الداخلة والعربية اللى وصلتنا لحد هناك خدت 100 جنيه بس عشان توصلنا»، مشيراً إلى أنه يوجد داخل القرية حالات عديدة فى أكثر من منزل لأفراد توفوا بسبب لدغات العقارب مع عدم وجود مستشفى قريب لعلاجهم.
«سعد»: سعداء بالتطوير
وعن آمالهم التى يطمحون إليها بعد بدء تشغيل الوحدة الصحية، يقول «سعد»: «كلنا متأكدين إن بعد تشغيل الوحدة الصحية هنا الوضع هيتغير، ومبسوطين بالصرح الجميل ده، وسعداء بالجدية فى الشغل والتطوير هنا فى القرية، بعد ما كنا مش موجودين على الخريطة أصلاً فى السنين اللى فاتت كلها»، مؤكداً أنهم ينتظرون خلال الفترة الحالية تجهيز الوحدة الصحية مع وجود الأطباء حتى يكتمل هذا الصرح العظيم.
الأهالي يشكرون «السيسي»: شُفنا تغيير حقيقي
ويشكر الرجل الخمسينى كافة المسئولين عن بناء ذلك الصرح الجميل، وعلى رأسهم السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومبادرة «حياة كريمة»، وتابع: «حياتنا اتغيرت، وبنقول للريس شكراً على التغيير الحقيقى اللى شُفناه، ننتظر استكمال بقية التطويرات، خاصة فى الصرف ورصف الطرق».
ويتفق معه إبراهيم محمد سيد، 60 عاماً، ويعمل مدير مدرسة، على أنهم على مدار السنوات الماضية كانوا يعانون أشد المعاناة نظراً لأنهم يعيشون فى منطقة بعيدة عن المركز وبالقرب من أحد الجبال، كما أنها تبعد عن أقرب مستشفى حوالى 8 كيلومترات، قائلاً: «لما حد بيتلسع من عقرب أو حاجة زى كده، ماكناش عارفين هنعمل إيه ولا هنتصرف إزاى لأننا مش بنلاقى أصلاً المواصلة اللى هتودينا لحد المستشفى دى، وحالات كتيرة اتوفت بسبب بُعد المسافة بين القرية هنا وأقرب وحدة صحية أو مستشفى».
الوحدة الصحية هنا كانت أملاً يحلم به الجميع وتحقق بسبب مبادرة «حياة كريمة» التى غيرت من حياة الأهالى، وفقاً لحديث «إبراهيم»، مضيفاً: «إحنا على ثقة كبيرة إن الوحدة بعد تجهيزها خلال الفترة اللى جاية هتعوّضنا عن معاناة السنين اللى فاتت كلها»، كما يشكر سيادة الرئيس على المجهودات الجبارة فى تطوير مختلف القرى داخل كافة محافظات مصر.
ومن ضمن القطاعات التى اهتمت بها المبادرة داخل قرية الصحوة، تطوير محطة مياه الشرب داخل القرية، سواء فى زيادة قدرتها على سحب ودفع المياه، أو زيادة أعداد الفلاتر، أو توفير مولد كهربائى داخل المحطة، تحسباً لأى ظرف طارئ، إضافة إلى حفر بئر إضافية تتدفق منها المياه بشكل مستمر، لتنتهى معها أزمة ضعف وانقطاع المياه داخل القرية.
«حمدي»: المياه كانت ضعيفة جداً
تظهر محطة المياه من الداخل بشكل مطوَّر وحديث، ومن أبرزها أجهزة التحكم فى المحطة بالكامل، وأمام محطة المياه يقف حمدى محمد، أحد أهالى الصحوة، موضحاً أن المياه داخل القرية قبل تطوير مبادرة حياة كريمة للمحطة كانت ضعيفة للغاية، وكان المواطنون يعانون كثيراً بسبب ضعف المياه التى تصل إلى منازلهم، مضيفاً أن «حياة كريمة» جعلت المياه تصل إلى مختلف منازل القرية، والقرى المجاورة وعلى مدار اليوم كله، وأنهت معاناة الأهالى سنوات طويلة أثناء ضعف وقطع المياه.
وحسب حديث «حمدى» جاءت «حياة كريمة» وطورت محطة المياه ورفعت قدرتها من 100 متر مكعب فى الساعة إلى 240 متراً مكعباً فى الساعة، إضافة إلى تركيب 4 فلاتر بدل فلترين، وحفر بئر جديدة، كما تم توفير مولد كهربائى لاستخدامه فى حالة وجود أى عطل طارئ: «نحب نشكر مبادرة حياة كريمة والرئيس عبدالفتاح السيسى على مجهودات المبادرة داخل القرية هنا».
ويتفق معه فى الرأى زكريا أحمد مصطفى، 50 عاماً، فى أنهم كانوا يعانون كثيراً من ضعف المياه، لأنها كانت تصل لأماكن محددة وأخرى لا تصل إليها، وتحديداً الأماكن البعيدة عن محطة المياه، حيث كان الناس يلجأون إلى ملء جراكن مياه من القرى المجاورة يمكن أن تبعد 4 كيلومترات: «لكن دلوقتى خلاص بقت المياه شديدة ومحدش بيشتكى من المياه نهائى، والمياه بقت موجودة 24 ساعة».
ومن جانبه أكد ماهر محمد عطية، رئيس الوحدة المحلية لقرية الصحوة، أن القرية كانت من القرى الأكثر احتياجاً داخل مركز الداخلة التابع لمحافظة الوادى الجديد، وتم إنشاء وحدة صحية على أعلى مستوى بتكلفة وصلت إلى 6 ملايين جنيه، وهى الوحدة التى كان يحلم بها أهالى القرية على مدار السنوات الماضية، ولا يصدق الأهالى أنها تحققت حتى الآن.
ويؤكد «ماهر» أن الأهالى كانوا يعانون كثيراً فى الماضى لأن أقرب وحدة صحية كانت على بُعد 8 كيلومترات من القرية، قائلاً: «كان لو واحد عاوز يكشف أو ياخد حقنة حتى كان يقطع المسافة الطويلة دى»، ويوضح أنه تم أيضاً تطوير محطة مياه الشرب فى قرية الصحوة من خلال مبادرة حياة كريمة، بعدما كانت تعانى القرية من مشكلات متعددة مع المياه فى السابق، ولكن أصبحت تصل إلى جميع المواطنين.
«عطية»: المواطن قبل «حياة كريمة» كان يعاني من قلة الخدمات
وأشار رئيس الوحدة إلى أن المواطن قبل «حياة كريمة» كان يعانى من قلة الخدمات لكن الآن أصبح ينعم بوحدة صحية على أعلى مستوى ومياه نظيفة وقوية تصل إلى جميع المنازل، من خلال دعم القرية بـ8 كيلو خطوط مياه، إضافة إلى تطوير خطوط المياه فى القرية.
ويشكر «ماهر» الرئيس عبدالفتاح السيسى على المبادرة التى تهتم بتطوير القرى الأكثر احتياجاً، مضيفاً: «ينقصنا فى القرية هنا الصرف الصحى ورصف الطرق، وبذلك تكون اكتملت جميع الخدمات».
وفى سياق متصل، نظمت مديرية الصحة والسكان بقنا قافلة طبية مجانية للكشف وتقديم العلاج للمواطنين بقرية «القلمينا»، التابعة لمركز الوقف، ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
فحص 727 مواطناً في قافلة طبية بقنا
وقال محافظ قنا، فى بيان اليوم، إن القافلة استمرت على مدار يومين ووقعت الكشف الطبى المجانى على 727 مواطناً فى عدد من التخصصات الطبية المتنوعة شملت «أمراض الباطنة، الجراحة العامة، أمراض النساء والتوليد، طب الأطفال، الأمراض الجلدية والتناسلية، تنظيم الأسرة»، إلى جانب إجراء التحاليل الطبية، والأشعة وتحويل الحالات التى تحتاج لإجراء عمليات جراحية إلى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
وقال الدكتور راجى تواضروس، وكيل وزارة الصحة بقنا، إن القافلة نجحت فى توقيع الكشف الطبى على إجمالى 380 حالة فى اليوم الأول، و347 حالة فى اليوم الثانى، بينها 205 حالات باطنة، 200 حالة طب أطفال، 173 حالة أمراض جلدية وتناسلية، 70 حالة جراحة عامة، 42 تنظيم أسرة، 37 حالة نساء، كما أجرت تحاليل طبية لعدد 60 حالة، بجانب الاهتمام بالثقافة والتوعية الصحية لعدد 71 حالة من أبناء القرية.