ميكروباص الساحل يصل محطة الحقيقة بعد 7 أيام: إزعاج سلطات وشهود ماشفوش حاجة
التحريات: الواقعة غير صحيحة.. والنيابة تقبض على 4 أشخاص
كوبري الساحل
وصلت حادثة سقوط ميكروباص من أعلى كوبري الساحل إلى محطتها الأخيرة، اليوم السبت، بعدما أصدرت النيابة العامة بيانا حسمت به الأمر، وأعلنت أن البلاغ عن الحادث إزعاج للسلطات، وعليه أمرت بالقبض على 3 متهمين لرواياتهم التي أصروا عليها مع بداية التحقيقات، قبل أن يتراجعوا ويدعوا أنها روايات تناقلوها عن الأهالي.
إلا أن التحريات وأعمال البحث توصلت في النهاية لعدم صحة رواية شهود العيان عن سقوط ميكروباص في مياه النيل، من أعلى كوبري الساحل، وأن ما سقط هو غطاء سيارة كبير الحجم، وانتُشل، وبهذا يكون «ميكروباص الساحل» وصل محطة الحقيقة، بعد 7 أيام كاملة من البحث والجدل، وانتهت القصة إلى أمر النيابة بالقبض على 3 شهود أزعجوا السلطات، وسائق توك توك تسبب في سقوط جزء من سور الكوبري.
غطاء سيارة وراء شائعة السقوط
نقطة الحسم الأولى في هذا الحادث كانت يوم الخميس الماضي، حين أعلنت أجهزة الأمن أن ما سقط من أعلى الكوبري هو غطاء سيارة أبيض اللون كبير الحجم، وهو ما توافق مع ما سجلته كاميرا مراقبة قريبة من المكان رصدت سقوط جسم أبيض من أعلى الكوبري، ظهر يوم الأحد الماضي، حيث أجريت تجربة إلقاء غطاء سيارة من ذات الزاوية، وتبين تطابق مشهدي السقوط.
وتتوصل الأجهزة الأمنية لعدم صحة بلاغ أحد المواطنين بعلمه من آخرين رؤيتهم لشيء يسقط من أعلى كوبري الساحل، ولم يتحققوا منه «مرجحين كونه سيارة ميكروباص»، وعليه انتقلت الأجهزة الأمنية المعنية مدعومة بكل التجهيزات اللازمة لعمليات الإنقاذ النهري، حيث مشطت القوات محيط محل البلاغ، وكثفت عمليات البحث الدقيق بنهر النيل، ولم يتم التوصل إلى أية آثار لمفقودين أو لسيارة «ميكروباص»، بينما عثرت قوات الإنقاذ النهري على «غطاء سيارة كبير الحجم» بقاع نهر النيل، فقط، ولم يُستدل على أية سيارات مفقودة بعد مراجعة خط سير سيارات الأجرة، بالإضافة إلى عدم تلقي الأجهزة الأمنية أية بلاغات تفيد غياب مواطنين أو فقدان سيارة أجرة «ميكروباص» في المدة من يوم الأحد وحتى الخميس الماضي.
إزعاج سلطات
وقبل قليل، أغلقت النيابة العامة باب الجدل الدائر على مدار الأيام الـ 7 الماضية، حيث أعلنت أن الحادث ما هو إلا إزعاجا للسلطات، وتوصلت تحقيقاتها فيه إلى عدم صحة الواقعة، فضلا عن أمرها بالقبض على 4 متهمين، أولهم سائق التوك توك المتسبب في سقوط سور الكوبري، فضلا عن 3 آخرين هم الشهود الذين أبلغوا عن الحادث، وما لبثوا أن تراجعوا عن أقوالهم، بعد مواجهتهم بالتحريات النهائية للمباحث.
معاينة النيابة
انتقل فريق من النيابة العامة إلى مكان زعم المبلغون بسقوط ميكروباص منه، حيث تبين سقوط جزء من سور كوبري الساحل، كما عُثر على آثار زجاج مهشم، واستمعت للشهود الثلاثة، حيث زعموا سماع صوت ارتطام شديد وسقوط ميكروباص، وما لبث الشهود أن تراجعوا عن شهادتهم لاحقا، بعد التحريات النهائية للمباحث، والتي أوضحت عدم صحة الواقعة، وأن ما سقط كان «غطاء سيارة».
تجربة وتطابق
ولجأت أجهزة الأمن إلى طريقة أخرى للتأكد من حقيقة ما سقط، فأحضرت غطاء سيارة في حجم ما رصدته كاميرات المراقبة، وأسقطته، ليتبين في النهاية تطابق المشهدين، وخلصت التحريات إلى عدم صحة الواقعة، وما عضد ذلك هو عدم التوصل لشيء جراء أعمال البحث، لتنتهي اليوم السبت، الحادثة، ويصل الميكروباص إلى محطة اليقين بأدلة فنية وقولية مترابطة.