بريد الوطن.. «عم حامد».. خادمٌ للمسجد للهِ حامد
عم حامد
منذ زمن ليس بالقليل، وفى أحد مساجد الجيزة العامرة كان هناك رجل طيب القلب، بشوش الوجه، لا تفارق البسمة محياه، اسمه عم حامد الخولى -رحمه الله- يقوم على شئون الجامع بكل حب وإخلاص.. لا يعتبر عمله مجرد وظيفة، أو «أكل عيش»، بل هو قُربى لله.. فلم أذكر مرة أن رأيته إلا ممسكاً بآلة تنظيف، أو منهمكاً بغسل مكان الوضوء.. همه الوحيد بيت الله ونظافته، ليكون فى أبهى صورة.. ورغم تقاضيه فى ذلك الزمان جنيهات معدودة، فإنه لم يكن يتوانى عن أداء عمله وواجبه كما ينبغى، بل وزيادة.. وفى صورة أخرى تراه يمسك مسبحته ذاكراً «حامداً».. يجمع بين العبادة والعمل، وصدق القائل: (لله قوم أخلصوا فى حبه.. فأحبهم واختارهم خُدَّاما).
يعرف رُوَّاد «مسجد النصر» -فى ذلك الزمان- جيداً «عم حامد» -رحمه الله- خاصة أوقات الصلاة.. يقوم على تنظيم الأطفال فى صفوف آخِرَ المسجد موجِّهاً وناصحاً، لينعم رُوَّاد الجامع بجو من السكينة والخشوع.
أما نعيه للموتى، فكان معبِّراً بصدق عن عظيم المصاب، وألم الفقد، مشاركاً بمشاعره ذويهم، وكأنه أحدهم، أو كأن المصاب يخصه.. عُمَّالَ المساجد وخُدامها.. خدمتكم لبيوت الله شرف عظيم، ويكفى أن سيِّدكم في عملكم هو الله.. وإخلاص العمل يُبقِى ذِكْرَ صاحبه أبد الدهر.
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com