جولة داخل «HST» الأولى بالشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي.. «مدرسة دي ولا كلية هندسة؟»
ابتكارات الطلاب في المدرسة
طلاب يجلسون في المعمل، يمسكون بأدوات بسيطة قد تكون «لمبة» أو قطع خشبية أو ألوان، بجانب أجهزة تتعقد أسلاكها لتتصل ببطاريات صغيرة، يفكرون في تصميم مشروع خدمي للمجتمع، يطوعون من خلاله التكنولوجيا لتحقيق مفهوم التطبيق العملي، هكذا يبدو المشهد بمدرسة الـ«HST» للتكنولوجيا التطبيقية، التي تهتم بتدريب الطالب على كيفية التعامل مع الإلكترونيات وتطبيقها لخدمة المجتمع.
يعتمد نظام التعليم في مدرسة «HST» على الدراسة النظرية أولاً، ثم التطبيق العملي ثانياً، حيث يتلقى الطالب المعلومات المتخصصة في البرمجة و«السوفت وير» نظرياً في الفصل الدراسي، ثم يطبقها عملياً وكيفية تفعيلها في معامل المدرسة والتي تشمل أربعة معامل، بحسب الدكتورة منى أحمد، مسؤولة الجدودة بالمدرسة، مؤكّدة أنَّها أول مدرسة متخصصة على مستوى الشرق الأوسط في الذكاء الاصطناعي والفنون الرقمية.
للتدريب الميداني معملين بمدرسة الـ«HST»، حيث يجلس كل طالب على جهاز كمبيوتر ويبدأ تطبيق ما تعلمه في الفصل، ومعه مجموعة من الأدوات البسيطة التي تمكّنه في النهاية من عمل مشروع تكنولوجي خدمي، مثل بوابة للتعقيم أو كاميرات مراقبة أو أجهزة للكشف عن الألغام، بحسب ما روته «منى» لـ«الوطن».
البرمجة و«السوفت وير» والذكاء الاصطناعي، عناصر أساسية في العملية التعليمية بالمدرسة، فتقول مسئولة الجودة بمدرسة الـ«HST»: «خصصنا معملين للبرمجيات والذكاء الاصطناعي لتدريب الطالب على يد نخبة من المهندسين المتخصصين حتى يتمكن من ابتكار حلول واقعية لمشكلات المجتمع باستخدام التكنولوجيا».
يختلف نظام التعليم والتدريس في المدرسة عن أي مدرسة أخرى، لأنّه يعتمد على مفهوم جعل الآلة تفكر وتتخذ قرارات من خلال تعريف عميق للمعلومات بداخلها، بحسب المهندس هشام يحيى، رئيس مجلس إدارة مدرسة «HST»، موضحاً: «كل ذلك يسمى بالتحول الرقمي الذي يسهم في القضاء على الفساد».
يقول رئيس مجلس إدارة مدرسة «HST» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنَّ المدرسة تليق بمستقبل مصر الجديدة، فالطلاب لديهم القدرة على تصميمم مشروعات تكنولوجية في السنة الدراسية الأولى، لأن الدراسة بها تعتمد على البحث والتطوير لتخريج طالب ذو جودة عالية.
عدد كبير من الكليات تنتظر خريجي هذه النوعية من المدارس، أبرزها كليات التكنولوجيا التطبيقية التي تقوم على العلوم التطبيقية وكليات الهندسة العادية، فيؤكّد «يحيى»: «نعمل على تأهيل الطالب لهذه النوعية من الكليات بشكل جيد».
المواد الدراسية بمدرسة الـ«HST»
الرياضة والفيزياء والعلوم مواد أساسية بمدرسة الـ«HST»، ويختلف تدريسها عن المدارس الأخرى، لأنّها تدرس على يد نخبة من أساتذة الجامعات، بحسب المهندس هشام يحيى، موضحاً أنَّ الدراسة تشمل أيضاً المواد الثقافية مثل اللغة العربية واللغة الإنجليزية والتربية الدينية، مؤكّداً أنَّ الطالب يدرس 35 ساعة أسبوعياً، لافتاً إلى أنَّ بقية المواد لها علاقة بالذكاء الاصطناعي يتمّ تدريسها وفق منهجية الجدارات: «إزاي الطالب يكون جدير في التخصص نفسه» وتمكذنه من العمل على الأنظمة الذكية:«الطالب يتخيل مشكلة ويحلها».
تفاصيل اختبارات القبول بالمدرسة
يعتمد القبول بالمدرسة على مجموعة من الاختبارات والتي ينتج عنها نجاح ما يقرب من 1.5% من إجمالي عدد المتقدمين، وفق ما رواه رئيس مجلس إدارة مدرسة «HST»، موضحاً أنَّه تقدم للمدرسة 4514 طالبًا للعام الدراسي الجديد 2021-2022 نجح منهم في الامتحانات المبدئية 350 طالبًا فقط، واجتاز منهم 66 طالب للالتحاق بأقسام المدرسة وهي الذكاء الاصطناعي والفنون الرقمية.
القبول بمدرسة «HST» يتم وفق مجموعة من الاختبارات، فيقول المهندس هشام يحيى، إنَّه يتمّ عقد امتحان مبدئي للمتقدمين على أجهزة الكمبيوتر يتكون من 35 سؤالًت في النحو واللغة العربية والإنجليزي والرياضيات لمدة نصف ساعة، بعدها يدخل الطالب مقابلة شخصية.
المقابلات الشخصية في مدرسة «HST» تتم على يد نخبة من أساتذة الجامعات المتخصصين في علم الفرز التربوي والتقييم، فيقول «يحيى»: «المقابلة الشخصية تتمّ بنظام المجموعات كل مجموعة 25 طالبًا ينجح منهم ما يقرب من 25 طالبًا»، موضحاً أنَّه يتمّ اختيار الطالب الحاصل على نسبة 90% في الامتحان المبدئي وتقيس المقابلات الشخصية طريقة حديث الطالب وأسلوبه وملامح وجهه وثقته بنفسه، لافتاً إلى أنَّ الدراسة مجانية في المدرسة ويتمّ تسيلم الطالب زي مجاناً اعتباراً من أول أيام الدراسة.
أساتذة جامعات ضمن الهيكل الوظيفي بالمدرسة
لمدرسة «HST» هيكل وظيفي يختلف تماماً عن المدارس الحكومية، يشمل 5 أساتذة جامعيين في تخصصات التربية والتكنولوجيا و2 استشارين، ومهندسين متخصصين، وفق رئيس مجلس إدارة المدرسة، وهناك تنسيق كامل مع جامعة عين شمس والجامعة اليابانية لتوقيع برتوكولات تعاون تتيح لخريجي هذه المدارس تخفيضات معينة في القبول بالجامعات.