حكم ضرب الزوجات بعد تصريحات مبروك عطية.. الأزهر يستنكر وعقوبة بالحبس
ضرب الزوجات
هاجم رواد مواقع التواصل الاجتماعي الداعية الدكتور مبروك عطية، وذلك بعد تصريحاته الخاصة بضرب الزوجات، حيث برر الضرب واستخدام العنف ضد النساء، بعد شكوى سيدة تدعى «آية محمد» من معاملة زوجها لها، متهمة زوجها بالتعدي عليها بالضرب وتعذيبها وربطها بجنزير لمدة 20 يومًا ويأمر كلب مسعور بمهاجمتها.
وجاء رد مبروك عطية: «هناك قاعدة من يوم ما ربنا خلق العالم لغاية يوم القيامة، النساء مبالغات في الشكوى، هذه قاعدة لازم نحطها قدام عنينا، فيه قاعدة تقول لو الإنسان قام من النوم وضرب فورًا أو دخل على البيت وضرب فورًا، فهذا شخص يحتاج مستشفى أمراض عقلية لأنه أكيد عنده مرض، أما الإنسان الطبيعي لا يمكن أن يصل لهذه الدرجة إلا بعد درجة استفزاز قوية جدًا»، وبدأ الجميع يتساءل ما حكم ضرب الزوجات وكيف تتعامل المؤسسات الدينية مع ذلك؟.
الإفتاء تنهي الجدل في حكم ضرب الزوجات
وأوضحت دار الإفتاء، أن الدين لم يجِز ضرب المرأة إلا عند الضرورة القصوى وكخيار أخير لإصلاحها وتقويمها، ويكون بأدوات غير مؤذية على سبيل العتاب لا الإيلام، كالسواك الذي يقابله في ثقافة العصر الحديث فرشاة الأسنان، كما أنه يجوز للحاكم منع ضرب الزوجة وفقًا لما يراه مناسبًا للواقع والمجتمع.
وأضاف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق، أن ما يدعيه هذا الزوج من جواز الاعتداء على الزوجة والأولاد وتهديدهم وترويعهم لا علاقة له بالشريعة الإسلامية السمحاء، حيث حث الإسلام على خلاف ذلك، وجعل حسن معاملة الأزواج لزوجاتهم وأهليهم معيارًا للخيرية؛ فقال صلى الله عليه و آله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي، و لم يرد عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أنه ضرب نساءه قط؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ» رواه مسلم.
وقال الدكتور محمد عبدالسميع أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإسلام لم يحل ضرب الزوجة كما يشاع، وأن الآية الكريمة «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ»، لم تصرح بالضرب، وأمرت الرجل أن يجلس مع الزوجة، وتتحدث معها لتعرف المشكلة وتطرق لحلها.
الأزهر الشريف يستنكر ضرب الزوجات
وأكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن كلمة «وَاضْرِبُوهُنَّ» ليست أمرًا مفتوحًا بضرب الزوجة، يفعله الزوج متى شاء ويتركه متى يريد، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر به، ولم يشجعه، ولم يمارسه مرة واحدة في حياته، لكن للأسف الشديد فهم هذا الموضوع، وأن الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة في قوله تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا»، هو الضرب الرمزي وهو فيما يجمع عليه أئمة العلم- المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر، وأن العلماء فسروا المراد بالضرب بأنه الضرب الرمزي بالمسواك مثلا أو فرشة الأسنان في هذا الزمن، ما يعنى إعلان الغضب وليس الإيذاء.
وأضاف الدكتور محمود الصاوي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن ضرب الزوج لزوجته أو الإساءة لها بشكل عام، أمر حرمته الشريعة الإسلامية، موضحًا أن النبي قال: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله»، موضحًا أن الممارسات السيئة التي يقوم بها الأزواج لا علاقة لها بالشرع، وأن الشريعة الإسلامية بريئة من هذه الممارسات، وسببها الجهل بدين الله والتربية الخاطئة، و أن قضية الضرب التي يتحدث بها بعض الرجال في تلك الآية القرآنية ويبررون بها أفعالهم المسيئة للإسلام وللأسرة والمجتمع، ليس لها علاقة بدين الإسلام.
آمنة نصير توضح حكم ضرب الزوجة و تهاجم مبروك عطية
قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر أن المقصود من قوله تعالى «وَاضْرِبُوهُنَّ» أن الله وجه أمرًا قبل الضرب وهو أن ينصح الرجل زوجته أو يهجرها، كما أن المقصود بالضرب في الآية أن تخرج و تترك البيت من «ضرب عمرو في البيداء»، أي خرج إلى الفراغ، والضرب في الآية معناه الخروج من البيت، كما هاجمت الدكتور مبروك عطية بعد تصريحاته الأخيرة الخاصة بضرب الزوجات، قائلة إن المرأة مكانتها أن تُكرم لا أن تهان.
مشروع قانون تغليظ عقوبة ضرب الزوجات
وكانت النائبة أمل سلامة قد تقدمت بمشروع قانون تغليظ عقوبة ضرب الزوجات، إلى البرلمان؛ أملًا في مناقشته خلال دور الانعقاد الجاري، تزامنا مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، و أكدت أن التعديلات تهدف إلى الحفاظ على الأسرة وحفظ حقوق المرأة، لاسيما أن أغلب حالات الطلاق ترجع إلى ضرب الزوجات، وخصوصا أن 86% من الزوجات يتعرضن للضرب بطريقة أو أخرى، مضيفة «أن العقوبة لا يوجد بها أي تمييز بين الرجل والمرأة في حال تعدي الزوجة على زوجها بالضرب».