أثري: افتتاح طريق الكباش يجعل الأقصر متحفا مفتوحا للسياحة العالمية
جانب من احتفالية طريق الكباش
قال الدكتور أحمد الأنصاري، وكيل كلية الآثار بجامعة سوهاج، إن احتفالية افتتاح طريق المواكب المقدسة، المعروفة بـ«طريق الكباش»، وتجسيد عيد رأس السنة «أوبت»، يجعل محافظة الأقصر متحفا مفتوحا أمام السياحة العالمية، موضحا أن طريق الكباش، يتكون من ممشى حجري بطول الطريق، ويصطف على جانبيه ما يقارب الـ1300 تمثال، تتخذ أشكال كبش كامل أو رأس كبش بجسم أسد، أو رأس إنسان بجسم أسد.
وأضاف «الأنصاري» في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن طريق الكباش يربط بين معلمين من أهم المعالم الأثرية في محافظة الأقصر، وهما معبد الأقصر ومعبد الكرنك، ونُحتت تماثيله من الحجر الرملي ويمتد الطريق من معبد الكرنك، إلى معبد الأقصر بطول 2700 متر، مؤكدا أن طريق الكباش يُعرف بأنه طريق مواكب المعبودات.
الشكل الأول في طريق الكباش جسم أسد برأس كبش
وتابع وكيل كلية الآثار، أن هذا الطريق يعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة من الدولة الحديثة في عهد الملكة حتشبسوت للاحتفال بعيد أوبت، قبل أن يندثر الطريق تحت الأرض بمرور القرون وتعاقب الزمن، موضحا أن التماثيل الأصلية مقسمة إلى ثلاثة أشكال: الشكل الأول جسم أسد برأس كبش أقيم على مساحة 1000 قدم تقريبًا بين معبد الكرنك ومعبد موت في عهد حاكم الدولة الحديثة توت عنخ آمون.
وأوضح أن الشكل الثاني، هو تمثال كبش كامل، بُني في منطقة نائية في عهد الأسرة الثامنة عشر أمنحتب الثالث، قبل نقله لاحقًا إلى مجمع معابد الكرنك والشكل الثالث، الذي يضم أكبر جزء من التماثيل هو تمثال لأبي الهول «جسم أسد ورأس إنسان» وتمتد التماثيل على مسافة ميل إلى معبد الأقصر.
الطريق دفن تحت طبقات من الرمال على مر القرون
ونوه إلى أن العمل في طريق الكباش، أو طريق المراكب المقدسة، بدأ خلال عصر الدولة الحديثة، حيث كانت المركب المقدس للمعبود أمون، تستريح في معرض زيارتها لمعبد موت بالكرنك في عيد رأس السنة المسمى «أوبت»، واكتمل الطريق في عهد حاكم الأسرة الثلاثين نختنبو الأول «380-362 قبل الميلاد»، لكن الطريق دفن تحت طبقات من الرمال على مر القرون.
وأكد أنه تم العثور على الخيط الموصل لبقايا الطريق في عام 1949، عندما اكتشف عالم الآثار المصري زكريا غنيم ثمانية تماثيل بالقرب من معبد الأقصر، مع اكتشاف 17 تمثالًا آخر من 1958 إلى 1961 و55 تم اكتشافها من 1961 إلى 1964، موضحاً أن كل ذلك في محيط الطريق البالغ طوله آنذاك 250 مترا، لافتاً إلى أنه من عام 1984 إلى عام 2000، تم تحديد مسار الطريق بالكامل، ولكن الأمر كان صعباً حيث ترتب عليه عمليات هدم لإفساح المجال للطريق.