كيف تتحدث أفلام ومسلسلات إسرائيل عن مصر؟.. دراسة تكشف نتيجة صادمة «فيديو»
مشهد من أحد إنتاجات سينما الكيان الصهيوني
كيف تقدم الدراما والسينما التي ينتجها الكيان الصهيوني المحتل، صورة مصر ورؤسائها وتاريخها؟ كيف هي صورة مصر التي ينقلها هذا الكيان إلى شعبه ويتعمد أن يصدرها إلى العالم أجمع منذ عام 1948 وحتى العام الجاري 2021؟.. تساؤلات كثيرة حاولت الباحثة رانيا محمود، خريجة كلية الإعلام جامعة 6 أكتوبر، أن تجيب عليها في رسالة الماجستير الخاصة بها، التي استغرق العمل عليها حوالي العامين، وتمت الموافقة عليها مؤخرًا، مستغلة دراستها لكل من الإعلام واللغة العبرية والعلوم السياسية، للتعمق بشكل واسع ودقيق حول هذا الأمر.
صعوبات كثيرة واجهت الباحثة، حتى تقدم هذه الدراسة، يأتي في مقدمتها ندرة الباحثين والإعلاميين الذين يجيدون التحدث باللعة العربية، إضافة إلى عدم توفر الأفلام والمسلسلات الإسرائيلية في مصر، وهو الأمر الذي أجبرها على شراء هذه المواد الفنية من دولة الكيان المحتل بهدف تقديمها لأغراض البحث العلمي، الذي يفيد ويخدم جانبا هاما من الأبعاد السياسية والتاريخية والثقافية المتعلقة بالصراع المصري الإسرائيلي، حسب ما توضحه خريجة كلية الإعلام.
أسباب الدراسة
وتقول «رانيا»، في حديثها مع «الوطن»، إنها فكرت في تقديم هذه الدراسة، لأنها ترى أنه لا سبيل للتعرف على صورة مصر في الدراما السينمائية والتليفزيونية الإسرائيلية إلا من خلال بحث علمي وموضوعي يبتعد كل البعد عن الانفعالات العاطفية والمخزون النفسي السلبي للشعب المصري تجاه إسرائيل، مضيفة: «أقول هذا لأن لدينا مشكلة في المعرفة تجاه الجانب الإسرائيلي فأصبحنا نطلق الأحكام دون دراية أو دراسة، وبالتالي فهذه الدراسة قدمت صورة مصر الدرامية في إسرائيل دون مجاملة للجانب المصري أو تحامل على الجانب الإسرائيلي، بل تم تقديم الحقائق كاملة وتفسيرها كما جاءت وكما قدمتها إسرائيل في الدراما العبرية».
نتائج وأرقام
وتوصلت الباحثة إلى عدة نتائج مهمة وغريبة من خلال دراستها تلك، تكشف عنها في حديثها مع «الوطن»، في عدة نقاط:
- اتضح من خلال التحليل الكمي والكيفي للدراسة، أن الموضوعات الحربية احتلت المرتبة الأولى في المعالجة المُقدمة في الأفلام والمسلسلات الإسرائيلية عن مصر، حيث بلغت نسبة الموضوعات الحربية المُقدمة عن مصر في الأفلام الروائية الإسرائيلية 73,34%، فيما بلغت نسبة الموضوعات الحربية المُقدمة عن مصر في الأفلام الوثائقية الإسرائيلية 60%، أما المسلسلات التليفزيونية الإسرائيلية فبلغت نسبة الموضوعات الحربية المُقدمة عن مصر 42,85.
- غلب الطابع السلبي على الصورة المقدمة عن مصر في الدراما السينمائية والتليفزيونية الإسرائيلية.
- كان تمثيل الرئيس جمال عبد الناصر تمثيلا سلبيا للغاية وتم وصفه بالشرير الذي قاد مصر للهزيمة.
- أثبت التحليل الكمي والكيفي وجود اهتمام كبير بالموضوعات المُقدمة عن حرب الأيام الستة (حرب 1967)، في كل من الأفلام الروائية، والوثائقية الإسرائيلية، حيث احتلت موضوعات حرب الأيام الستة المرتبة الاولى في كل من الأفلام الروائية بنسبة 36,66%، والأفلام الوثائقية بنسبة 40%.
- غياب تمثيل فترة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن كل المعالجات الدرامية المقدمة عن مصر خلال الفترة الزمنية محل الرصد.
- غياب تمثيل فترة حكم جماعة الإخوان المحظورة عن كل المعالجات الدرامية الإسرائيلية المقدمة عن مصر خلال الفترة الزمنية محل الرصد.
نتيجة صادمة وغريبة
وتلفت الباحثة إلى أن أغرب النتائج الصادمة، التي توصلت إليها من خلال دراستها، تتمثل في غياب فترة تمثيل حكم الإخوان المسلمين لمصر عن كل المعالجات الدرامية الإسرائيلية المقدمة عن مصر خلال الفترة الزمنية الي تتناولها الدراسة، مؤكدة في نهاية حديثها مع «الوطن»، أنها ترى بأن هذا الغياب متعمد نظرًا لعمق العلاقات، التي جمعت بين إسرائيل وأمريكا وجماعة الإخوان المحظورة، مشيرة إلى أنه عندما تفتح الصناديق السوداء، سنعرف جميعا حقيقة الدور الذي لعبته إسرائيل وأمريكا وجماعة الإخوان المحظورة في أحداث 2011، متسائلة من خلال دراستها، هل لدى الكيان الصهيوني المحتل الجرأة لعمل وإنتاج افلام ومسلسلات تكشف حقيقه دور إسرائيل في احداث 2011؟ أم ستتحفظ حتى لا تضر بمصالحها مع مصر؟