بريد الوطن .. الإسلام والمرأة.. رؤية عصرية (1)
الإسلام والمرأة.. رؤية عصرية
يعتقد بعض الناس أن الإسلام أتى ليحد من حرية المرأة، ليعرقل خطواتها فتصبح رهن إشارة الرجل «كالسيد وجاريته»، له الإمرة عليها، وعليها فقط التنفيذ، هؤلاء للأسف لم يكلفوا أنفسهم عناء النظر فى الإسلام وقوانينه وشرائعه ونظرته للمرأة منذ فجره، الإسلام الذى أولى المرأة عنايته، ما يتضح فى قول الرسول عليه الصلاة والسلام، على سبيل الحصر وليس القصر: «النساء شقائق الرجال»، وإذا بحثنا فى معاجمنا اللغوية نجد أن الفعل «شق» يوحى بأن أصلهما واحد وانقسم إلى نصفين متماثلين لا فضل لأحدهما على الآخر «إلا بالتقوى والعمل الصالح»، فبالفعل «خُلقت حواء من ضلع آدم». وبالمناسبة الإسلام هو الدين الوحيد الذى لا ينظر إلى المرأة على أنها السبب فى غواية آدم وإخراجه من الجنة، وبالتالى عوقبت المرأة بآلام الحمل والولادة وخلافه، المرأة فى الإسلام هى الأم والزوجة والأخت والابنة.. هى نصف المجتمع وتنجب النصف الآخر، إذاً فهى المجتمع بأسره، آخر كلمات الرسول عليه الصلاة والسلام فى حجة الوداع: «استوصوا بالنساء خيراً»، كيف للإسلام أن يكون مُحجِّماً لحرية المرأة وفارضاً لقيوده عليها ورسوله أفردها بوصيته فى حجة الوداع؟ وخلاف ذلك فى وصاياه عن «المرأة واليتيم».. الضعيفين، الله وكّل الرجل والمرأة بمهمة سامية هى مهمة الاستخلاف فى الأرض، كلاهما مُوكّل والعمل الصالح لكليهما جزاؤه جزاء حسن بلا تفرقة فى الأجر والثواب.
«مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ».
د. أسماء عبدالرحمن الشواربى
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com