فلسطين في 2021.. حرب وهدنة وإعادة إعمار بجهود مصرية

كتب: رؤى ممدوح

فلسطين في 2021.. حرب وهدنة وإعادة إعمار بجهود مصرية

فلسطين في 2021.. حرب وهدنة وإعادة إعمار بجهود مصرية

أحداث عديدة شهدتها الأراضي الفلسطينية خلال عام 2021، إذ كان عدد كبير من البلدان والقرى الفلسطينية على صفيح ساخن، وبلغ الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ذروته بإعلان حكومة الاحتلال الإسرائيلي شن حملة عسكرية موسعة على قطاع غزة حملت اسم «حارس الأسوار»؛ ليتطور الأمر بعد أيّام قليلة، وتصبح حربا مدمرّة راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى من المواطنين الفلسطينيين العزل.

7 يناير.. إغلاق الاحتلال للحرم الإبراهيمي 

وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، المسجد الإبراهيمي لمدة 10 أيام في 7 يناير 2021، وذلك في خطوة خطيرة تتعلق بتجاوز السيادة الفلسطينية عليه، واتباعه للمناطق التي أغلقها الاحتلال بسبب كورونا.

وتزامن الإغلاق حينها مع حدوث جملة من الانتهاكات طالت عددا من الأماكن الدينية المقدسة، ابتداء من المسجد الأقصى الذي تعرض إلى اعتداء من قبل مجموعات من المستوطنين، وذلك من خلال تلاوة صلوات توراتية علنية، بالإضافة إلى اقتحام مقام النبي موسى، تحت حراسة مسلحة من شرطة الاحتلال. 

أحداث الشيخ جرّاح  

ووقعت مساء 6 مايو الماضي، مناوشات بين عدد من الفلسطينيين وقوة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بشأن إخلاء سبع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جرّاح بالجانب الشرقي من البلدة القديمة في القدس، وذلك لإسكان مستوطنين إسرائيليين، ومع بزوغ شمس السابع من مايو، الموافق 25 رمضان، بدت الأجواء الأمنية في العاصمة الفلسطينية «القدس» متوترة للغاية، وما هي إلا ساعات قليلة حتى وقعت اشتباكات بين متظاهرين فلسطينيين وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، بعدما اقتحم الآلاف من الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، واعتدوا على المصلين، ما أسفر عن إصابة أكثر من 205 فلسطينيين في المسجد الأقصى وباب العامود والشيخ جرّاح.

تفاصيل الحرب على غزّة 

وعقب 3 أيّام من المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية، أطلقت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة رشقة صاروخية باتجاه المستوطنات الإسرائيليّة، وذلك مع انتهاء المهلة التي حددتها قيادة المقاومة، لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على سكّان حي الشيخ جرّاح، والانتهاكات والاقتحامات المستمرة للمسجد الأقصى.

في صباح يوم 11 مايو بدأت الحرب الفعلية على قطاع غزّة، وقصف سلاح الجو الإسرائيلي، مبنى مؤلف من 13 طابقاً في القطاع، بعد ضربة في غارة جوية، وأطلق مسلحون فلسطينيون صواريخ في عمق إسرائيل، وفي اليوم التالي قتل الجيش الإسرائيلي قائداً بارزاً في حماس بغزة.

واستمرت الحرب على قطاع غزّة وازدادت حدّة الغارات الجوية الإسرائيلية، واندلعت معها أعمال عنف في مناطق مختلطة يسكنها يهود وعرب في إسرائيل، وهوجمت معابد يهودية واندلعت اشتباكات في بعض البلدات، وفي يوم 15 من الشهر ذاته استهدفت غارة إسرائيلية برجاً مكوناً من 12 طابقاً، كان يضم مكاتب مؤسسات إعلامية دولية، ليتم تدميره بالكامل، واستهدفت غارات الاحتلال المستشفيات والمراكز الصحية، في حين أطلق مسلحون فلسطينيون وابلاً من الصواريخ على تل أبيب.

وبعد أسبوع من الحرب، نزح أكثر من 52 ألف فلسطيني، وحث الرئيس الأمريكي جو بايدن الطرفين على التهدئة، بينما الطرفان يستأنفان هجماتهما وسط تكثيف لمحادثات وقف إطلاق النار.

دور مصر في المصالحة

ومساء يوم 20 مايو، أصدرت حماس والحكومة الإسرائيلية بيانين بإعلان موافقة الطرفين على هدنة، وانتهت الاشتباكات بوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في الساعة الثانية فجر يوم الجمعة 21 مايو، وذلك بوساطة دولية قادتها مصر، فيما تعهدت مصر بتقديم يد العون للجانب الفلسطيني والمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزّة.

هروب 6 أسرى من السجون الإسرائيلية 

واستيقظ العالم أجمع، 6 سبتمبر الماضي، على خبر عملية هروب سينمائية، كان أبطالها 6 أسرى فلسطينيين، استطاعوا الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة، بعد حفر نفق امتد من زنزانتهم وصولاً إلى خارج السجن، وتمكنوا من الخروج واحداً تلو الآخر في الظلام قبل أن يطلع الصباح.

وعقب انتشار الخبر، عبر وسائل إعلام محلية فلسطينية وأخرى عالمية، استنفرت قوات الاحتلال الإسرائيلي قواتها بمحيط السجن وفي بلدات الداخل المحتل، بالإضافة إلى الضفة الغربية، وتحديداً مدينة جنين، مسقط رأس عدد من الأسرى الفارين، وأفادت حينها وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصادر في الشرطة، أن من بين السجناء الفارين 5 من حركة الجهاد الإسلامي، وآخر من حركة فتح، ونشرت مواقع إعلام عبرية صوراً للنفق الذي قالت إنهم حفروه وتمكنوا من خلاله من الفرار، وصوراً لهويات الأشخاص الستة الفارين.

ويذكر أنّ الأسرى الفارّين هم: محمود العارضة، ويعقوب قادري، وأيهم كممجي، ونضال انفعيات، ومحمد العارضة، وجميعهم من حركة الجهاد الإسلامي، إلى جانب زكريا الزبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى المحسوبة على حركة فتح.

وعقب 5 أيام من عمليات البحث والتفتيش والمداهمات، وتحديداً مساء يوم 10 سبتمبر، ألقت قوات من الشرطة الإسرائيلية القبض على اثنين من الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع، في مدينة الناصرة، وحسب المعلومات فإن الأسيرين اللذين جرى القبض عليهما، هما محمود عبد الله عارضة، 46 عاما، من جنين، ومعتقل منذ عام 1996، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، ويعقوب محمود قادري، 49 عاما، من بير الباشا، ومعتقل منذ 2003، ومحكوم عليه مدى الحياة، وجاء في بيان للشرطة الإسرائيلية، أنها اعتقلت اثنين من الأسرى الستة في منطقة جبل القفزة بالناصرة.

 وفي صباح اليوم التالي الموافق 11 سبتمبر، اعتقلت قوة خاصة إسرائيلية، أسيرين آخرين من الأسرى الفلسطينيين الفارين، وهما: زكريا الزبيدي ومحمد العارضة،  وبعد غروب شمس يوم 19 من الشهر ذاته، تمكّنت قوة من «الشباك» من اعتقال آخر أسيرن فارين من داخل أحد المنازل بجنين، وهما: أيهم كممجي ومناضل نفيعات، ليتم بذلك إعادة الأسرى الستة إلى غياهب السجون الإسرائيلية مرّة أخرى وتقديمهم إلى المحاكمة.

اقتحام المستوطنين وشرطة الاحتلال للمسجد الأقصى

وبدأت اقتحامات المسجد الأقصى هذا العام، في 7 يناير، واقتحم مستوطنون إسرائيليون تحت حراسة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، باحات المسجد الأقصى المبارك، وقاموا بجولات استفزازية في المكان، وتواصلت بعد ذلك الاقتحامات، وفي أواخر شهر فبراير الماضي، اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى، وذلك مع آخر أيام عيد المساخر اليهودي، ودعت منظمات متطرفة لاقتحامه، ودعت جماعات الهيكل الإسرائيلية، اليهود، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لاقتحام مركزي للمسجد الأقصى، على شكل طقس احتفالي «كرنفالي».

وفي مطلع شهر سبتمبر، اقتحم مستوطنون المسجد الأقصى، تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، استجابة لدعوات منظمات «الهيكل» بتكثيف الاقتحامات خلال فترة الأعياد اليهودية، كما تم اقتحام الأقصى مرّة أخرى من قبل مجموعات منظمة من المستوطنين لإيقاد شعلة عيد الأنوار اليهودي أو ما يعرف بعيد «حانوكا»، لإضاءة الشمعدان في الليلة الأولى من العيد اليهودي، ولم يخلو الأمر من الاقتحامات المتكررة في كل يوم جمعة بعد أداء الصلاة.


مواضيع متعلقة