«أم محمد».. تبيع السمك منذ 35 عاما لتربية أبنائها: أبوهم سابهم «فيديو»
أم محمد
لم تعش طفولتها كقريناتها من الفتيات، فمنذ نعومة أظافرها تتحمل المسؤولية، فكافحت قبل الزواج واستمر كفاحها حتى الآن، من أجل حياة كريمة لها ولأبنائها، بعد أن تخلى زوجها عنهم، فظلت تحفر في الصخر بحثا عن «لقمة العيش».. «أم محمد» واحدة من أشهر بائعي السمك في سوق الأنصاري بمحافظة السويس، وهي المهنة التي سلكت دروبها منذ كان عرمها 12 عاما فقط: «واخدة على الشقا من صغري».
بدأت «أم محمد» العمل في هذه المهنة قبل الزواج، وكانت مهمتها إحضار الأسماك من منطقتي «فايد وأبو رمانة» إلى السوق: «هناك بييجي التجار وياخدوا مني جزء من السمك وأهو كله بيرزق، واللي يتبقى بقعد في السوق أبيعه، وربنا يرزقني، كمان عندي زباين متعودين يشتروا مني».
اقرأ أيضا رحلة كفاح «أم أحمد» من السعودية إلى باب الشعرية: 70 سنة ولسه بعافر
تطول ساعات عمل هذه السيدة إلى ما بعد المغرب، على الرغم من أنها تبدأ يومها في الثالثة فجرا، إلا أنها لا تكل ولا تمل من السعي نحو رزقها: «بيع السمك محتاج الصحيان بدري، عشان بنروح للصيادين بدري».
قسوة الزوج لم تهزها
عن زوجها، قالت: «كنت متجوزة صياد يعنى رزق اليوم بيوم، ومع الوضع ده كان لازم استمر في بيع السمك، لأن الست الجدعة لازم تقف جنب جوزها»، على الرغم من أن «أم محمد» تؤمن أن الحياة مشاركة، ولكن بعد مرور السنين وإنجابها بنت وولدين لاحظت أن زوجها لا يتحمل مسؤولية البيت ولا الأولاد، فقررت الانفصال عنه: «حاول ياخد العيال، طبعا رفضت، لأنه كان مش هيحافظ عليهم، وشقيت على ما ربيتهم وجوزت البنت لزوج كويس ومقدر شقايا على ولادي، وفضل يطلبها مرة واتنين لغاية ما وافقت عليه، والصبيان بيشتغلوا في الحلقة معايا يساعدوني أو يساعدوا أي بياع أو محل تنظيف وبيراضيهم في آخر النهار، ولو مفيش شغل بيقفوا معايا».
اقرأ أيضا مناديل «سماح» تساعدها على الحياة ومصاريف أبنائها: «عضمي وجعني من البرد»
تتذكر «أم محمد» ضيق ذات اليد عند زواج ابنتها، الظروف كانت صعبة، ولكن «ولاد الحلال كتير» ساعدوها حتى تمكنت من إتمام زواج ابنتها، وعلى الرغم من أنها قدمت ما في وسعها لأبنائها، إلا أنها لا تزال تشعر بالذنب لأنها لم تتمكن من تعليمهم: «زعلانة إني ماعرفتش أعلم عيالي، وأعلمهم إزاي وأنا تقريبا بشتغل اليوم كله وبنام ساعات قليلة، والتعليم عاوز مذاكرة ومتابعة، وأنا لا عندي وقت ولا قدرة مالية اصرف على تعليم، ولكن هما يتعلموا من الحياة ومني الكفاح، أنا اشتغلت 35 سنة بشقى على عيالي، وهافضل كدا لغاية آخر يوم في عمري، بس نفسي أعمل عمرة أو حج ودا مش بعيد على ربنا إني اختم حياتى في طاعته».