«كبدة وصدَّقتها».. عبده طالب جامعي وأشهر بياع ساندوتشات بالفيوم
بيعملها على الفحم والساندوتش بـ 5 جنيهات
عبده يبيع الكبدة
يرتدي ملابسه ويذهب إلى الكلية صباحاً لينهي امتحانات التيرم الأول بالكلية، وما أن ينتهي يعود مُسرعاً إلى عربة الساندوتشات الخاصة به، يغير ملابسه سريعاً ويقف ليعد الساندوتشات ويبيعها لزملائه من طلاب جامعة الفيوم، يضع الكبدة على «الجريل» ويمزجها مع البصل والفلفل الأخضر بينما تتصاعد الأدخنة ممتزجة برائحة الطعام الشهي تداعب أنف المارة فتجبرهم على التوقف للشراء منه بعدما ذاع صيته خصوصاً بسبب رخص أسعار الساندوتشات التي يقدمها، ما جعل الزبائن يصطفون في طوابير أمام عربته الصغيرة.
طالب صباحاً وبائع ساندوتشات مساء
وقال عبد الرحمن السويفي، صاحب عربة كبدة وصدَّقتها لإعداد الساندوتشات، إنّه طالب بالفرقة الثانية بكلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم، وكان يعمل في أحد الفنادق خلال دراسته في الثانوية الفندقية، وخلال الإجازة الصيفية، ولكنه منذ أن التحق بالجامعة فشل في الحصول على عمل بسبب عدم قدرته على السفر لمحافظة أخرى وترك محاضراته، وبينما كان يتناقش مع أحد أصدقائه نصحه بعمل عربة ساندوتشات خصوصاً أنّه متميز في ذلك.
الكبدة بتتصدق بس الكدبة مبتتصدقش
وأضاف أنّه اقتنع بالفكرة، وبدأ تنفيذها بالفعل منذ عام، حيث أنشئ عربة صغيرة ثم قام بتطويرها واستأجر محلاً صغيراً في مواجهة جامعة الفيوم، موضحاً أنّ اسم العربة كان «قلشة» ثم أطلقها على العربة لكي يكون مميزاً ويجذب الزبائن، وبالفعل أصبح لافتاً لنظر أي شخص يمر من أمامه حتى لو لم يشتري منه، خصوصاً أنّه وضع لافتة أعدها خصيصاً حملت عبارة «الكدبة مبتتصدقش بس الكبدة بتتصدق».
نظافة وجودة والساندوتش بـ 5
وأشار إلى أنّه على الرغم من أنّه يصنع الساندوتشات على عربة إلا أنّ نظافتها وجودتها تسببت في حصوله على شهرة واسعة نافس بها كبرى المطاعم، خصوصاً أنّه يرتدي الجوانتي دائماً طوال فترة العمل، ويشتري أفضل الخامات وخصوصاً الكبدة والمخللات.
كبدة وسوسيس وحواوشي وزنجر
وأوضح أنّه يقدم ساندوتشات كبدة على الفحم، والكبدة الإسكندراني، والسوسيس، والحوواشي، بالإضافة إلى مكرونة بالبشاميل والتي تُعدها والدته في المنزل، وأيضاً ساندوتشات البطاطس والزنجر، موضحاً أنّ سعر الساندوتش سواء في العيش البلدي أو الفينو 5 جنيهات فقط ليكون في متناول جميع الطلاب الذين يحتاجون الكثير من المال طوال فترة الدراسة.
يوفق بين دراسته وصنعه للساندوتشات
وكشف أنّه يحاول التوفيق بين الدراسة وعمله على عربة الساندوتشات، موضحاً أنّه حينما يكون لديه امتحان ينهي عمله مبكراً عن باقي الأيام ويذهب إلى المنزل ليذاكر حتى يتمكن من الحصول على تقدير عالٍ، موضحاً أنّ صديقه يعمل معه على العربة ويتناوبون معاً حتى لا تتأثر دراسة أحدهما.
زملاؤه بالجامعة يأكلون عنده
وبينما يقوم عبد الرحمن بتقليب الكبدة وتفوح رائحتها في الأرجاء، يلتقط عبده أحد أرغفة العيش الطازج ويحشوه بالكبدة، قائلاً «زمايلي كلهم بييجوا ياكلوا عندي ويدعموني، وكمان الدكاترة بيشجعوني»، متابعاً «الكبدة على الفحم هي أكثر ما يميزني، وأصبح لدي خدمة توصيل الطلبات للمنازل بناءً على رغبة زبائني».
يحلم بإنشاء مطعم متخصص بالكبدة
وفي ختام حديثه، عبّر عبد الرحمن عن رغبته في أنّ يفتتح مطعماً كبيراً خاصا به، ويتخصص في إعداد وجبات وساندوتشات الكبدة نظراً لكونها أول ساندوتشات بدأ بها في حياته وكانت «وش الخير» وسبب رزق كبير له، بالإضافة إلى أنّ الكبير والصغير يعشق تناول الكبدة.