بريد الوطن ..مقام الحب ومنازل المحبين
مقام الحب ومنازل المحبين
تَحدَّث سيدى زين السَّمَّاك عن مقامات المؤمنين المخلصين لله سبحانه وتعالى الذين يعيشون من خلالها، مثل مقام الإحسان، ومقام التقوى... إلخ، وقد أشار إلى أن لكل مقام جنَّة من جنَّات الله. إذن يتجلى لنا أيضاً من روعة الانسجام الإلهى والغرام الربَّانى مقام الحبّ، والذى جنَّته تصبح جنَّة الحب، فهى الجنَّة التى اجتمع بها العاشقون الولهانون بذكر ربِّهم، قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، فَهُم بِشُكرِهم وسُجودِهم وعَملِهم كواكبُ فى هالات الغرام السَّابحة يطوفون، وعلى نغمات العشق والهوى هم يُطرِبُون، وحولهم أطياف الأحبة المُسبِّحون، السرور على ثغورِهم مُرتسم، والقلب بحبِّ ربه مُبتسِم.
وبذلك يصبح الحبّ فى كينونته عقيدة وكياناً ومحوراً استراتيجياً تلتفّ حوله الأرواح الطاهرة النَّقيَّة التَّقيَّة، المستكينة بجانب جذورها الممتدة إلى الحبيب الأول، هو الله، فهو الحبيب الأول والأخير، وما بين الأول والأخير مراحل متغيرة، لكن فى البداية والنهاية ثبات، فالبداية عندما خَلَقَ الخَلْق كى يُعرَف، والنهاية عندما يلتقى الإنسان بربِّه مُخلِّفاً وراءه الدنيا، ونجد الروح متلهفة والقلب شغوفاً لِيُغدق عليه ربّه بحُكمٍ ميموناً بالجنَّة.
وصار الحبّ محل تعجب وحيرة بين البشر، فيسألونه كيف أصبحت حباً؟ فيقول: إن لدى ربّ السموات والأرض قارورة الحب الإلهيَّة الخفيَّة بأغوار العرش العظيم تتوارى خلف الحُجب، وما إن خُلِق الإنسان ذلك الحبيب الأوحد لله، حتى انكسرت معه قارورة الحبّ وانسكب منها إكسير الحبّ الذى سقى به ربّ الحبّ محبوبه فبات الحبّ بينهما هو ماء المُحيا، أينما ذكر أحدهما الآخر كان الحبّ قبساً من نور بينهما، وطافت الملائكة تنثر الأزهار فى السموات والأرض وما بينهما، لأن الأحبة فى ذِكرٍ وحبّ، فيمتد وصال الهوى بين القاصى والدانى ويُصبح مَدَداً نورانياً من رآه سُرّ، ومن اخترقه مَرّ.
باسم عوض الله
يتشرف باب «نبض الشارع» باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com