رغم الأمطار والرياح العاصفة التي باتت تضرب الأجواء، فإن ذلك لم يكن عائقًا أمام متطوعي معرض الدقي المخفض للكتاب، الذين انطلقوا بكل حب وإصرار لإرشاد الزوار خلال جولاتهم في المعرض، وتقديم الترشيحات للإصدارات الحديثة من الكتب والأعمال الأدبية.
طلبة المدارس والجامعات، كانوا أبرز المتطوعين في ذلك الحدث الثقافي المهم الذي تنظمه مكتبة ميكرفون في مقر المكتبة بالدقي وانطلق أمس، ويستمر حتى 7 مارس المقبل، متضمنا الكثير من الفعاليات الثقافية ومناقشات أعمال أدبية لكبار الكتاب والمثقفين، وقد تنوعت أسباب المتطوعين للمشاركة في المعرض فهناك من كانت رغبته حب الكتب، أو كسر دائرة الملل وما يصاحبها من اكتئاب وهناك من يقدس فكرة التطوع في حد ذاتها وخدمة المجتمع.
راحيل: تطوعت للهروب من الروتين والاكتئاب
راحيل رأفت في عامها الجامعي الرابع بكلية التربية النوعية قسم مسرح بجامعة عين شمس، كانت أحد المتطوعين في قسم الكتب المستعملة، والتي اعتبرت أن مشاركتها في معرض الدقي للكتاب المخفض كانت بالنسبة لها وسيلة للخروج من حالة الملل والاكتئاب التى تصيبها أحيانا بسبب الروتين: «هذه ليست أول مرة اتطوع مع مكتبة ميكروفون، بل كانت أول مشاركة في العام الماضي، كنت في حالة من الاكتئاب بسبب عدم وجود ما يشغلني وشكل الحياة الروتينية الذي يقتصر على الدراسة، وعندما قرأت عن حاجة المكتبة لمتطوعين للمشاركة في تنظيم المعرض، انطلقت مباشرة ووجدت ترحيبا كبيرا من جانب المسؤولين فى المكان والمساعدة بشأن أي شيء لا أعرفه، وقد استفدت من مشاركتي في التطوع أكثر بكثير من الاستفادة التي أقدمها للزوار، فقد هربت من دائرة الاكتئاب المخيفة التي كادت تبتلعني، خصوصا مع رؤية الزوار من مختلف الأعمار».
ماهيتاب: أحب فكرة التطوع وخدمة الناس
أما ماهيتاب منصف طالبة في العام الثاني بكلية آداب قسم فلسفة بجامعة عين شمس، فأشارت إلى أنها تحب فكرة التطوع في حد ذاتها ومساعدة الزوار من محبي الكتب للوصول للكتب التي تناسبهم، وهذا كان سببا في تطوعها في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ53 التى انطلقت في شهر يناير الماضي: «أحب التطوع في مجال الكتب، لأنني اعتبره من المجالات المهمة المؤثرة في المجتمع، فهى بشكل غير مباشر تخلق الوعي لدى المواطن العادى وفهم الأحداث على مر التاريخ، وما يحدث حاليا، وبحكم دراستي في مجال الفلسفة فقد قرأت الكثير من الكتب والأعمال الفلسفية، لذا تطوعت في معرض الكتاب، وحاليا في معرض الدقي المخفض، لأنني أريد أن أساعد الناس في الوصول إلى الكتب التي تناسب ذوقهم، وخصوصا الشباب الصغير الذي مازال يخطو أولى خطواته في مجال القراءة، ولا يعرف فن اختيار الكتاب المناسب».
مصطفى: أرد الجميل لمن ساعدني على دخول عالم القراءة والكتب
أما مصطفى حسين مهران طالب في الفرقة الثالثة بكلية آداب قسم جغرافيا بجامعة القاهرة، فاعتبر أن مشاركته في التطوع في معرض الدقي هي رد جميل لصديق ساعده على الدخول في عالم القراءة والكتب: «بشكل عام أنا شغوف بالقراءة والكتب، وكان السبب صديق لي وجدني لا أعرف كيف أقضي وقت فراغي عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، فبدأ يدفعنى إلى مجال القراءة، ويرشح لى الروايات والأعمال الأدبية المناسبة، وبعدها تعمقت في مجال القراءة حتى بت أتابع أحدث الإصدارات والكتابات الأدبية وأرشحها لمن حولى، ووجدت أن خبرتى لابد أن يستفيد بها الجميع، فقررت التطوع في المعرض، لتقديم المساعدة لمن حولي، خصوصا أننى أحب عالم الكتابة وأحلم بالدخول فيه فى يوم من الأيام».
تعليقات الفيسبوك