«حياة كريمة».. كيف تغيرت صورة العشوائيات فى الدراما المصرية؟
«صابرين» فى مشهد من «الحلم»
شهد الشارع المصرى فى الدراما تطوراً كبيراً على المستوى الجمالى والحضارى، وذلك بعد سنوات طويلة من محاولات البعض التركيز على المناطق العشوائية وإبرازها فى المسلسلات والأفلام، وتصديرها للمُشاهد العربى، باعتبارها حالة عامة فى مصر، وهو ما يراه البعض بأنه تشويه وتزييف للواقع، مثلما حدث مؤخراً من رد فعل الجمهور تجاه أحد الأفلام المُشاركة فى مهرجان سينمائى ما، قبل شهور.
ويرى قطاع كبير من الجمهور أنه صار هناك حالة من الوعى، بعدما تغيرت صورة العشوائيات فى الدراما المصرية، ورصد الواقع الحقيقى واستعراض الأوضاع الجديدة، سواء كانت مدناً سكنية أو مشروعات طرق أو وسائل نقل وغيرها، وهو الأمر الذى بدا واضحاً من خلال المسلسلات التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية مؤخراً، لعل أبرزها «الحلم» و«نقل عام».
حسنى صالح: مسلسل «الحلم» يوثق إنجازات الرئيس السيسى فى «الأسمرات»..وعشت مع الأهالى هناك لمدة 18 شهراً
ومن جهته، كشف المخرج حسنى صالح كواليس تجربته فى مسلسل «الحلم»، الذى عُرض مؤخراً على قناة «الحياة»، ويُعد أول عمل درامى يُوثق مبادرة «حياة كريمة» والقضاء على العشوائيات، موضحاً أنّ فكرة هذا العمل لصاحبها الكاتب يسرى الفخرانى، المُشرف على المحتوى الدرامى فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، «بعد الاستقرار على الفكرة وملامحها، قضيت نحو عامٍ ونصف العام مع المؤلف محمد رجاء، فى منطقة الأسمرات، كمُعايشة وسط الأهالى هناك والاطلاع على تفاصيل حياتهم اليومية».
وقال حسنى صالح لـ«الوطن»، إن منطقة الأسمرات بها العديد من القصص والحكايات والموضوعات التى تستحق الرصد والتوثيق، كونها تحوى رسائل تبعث على الأمل وأن صاحب الحلم والطموح لا يتنازل عنه أبداً، مؤكداً أنّ «الأهالى استجابوا لتغيير حياتهم للأفضل عندما منحتهم الدولة حياة كريمة ووفرت لهم المناخ السليم».
ويرى أن «الأهالى هناك لديهم نوع من المُثابرة والكفاح وانتهاز الفرص، شأنهم شأن أى شاب مكافح، يسعى لتغيير حياته للأفضل»، متابعاً أن: «مصر صارت خالية من العشوائيات بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى، إذ إن المسلسل لم يرصد سوى الواقع، دون الاستعانة بأى ديكور أو لوكيشن، فمصر بلدنا نظيفة وجميلة».
وأوضح أن الشركة «المتحدة» بذلت جهوداً كبيراً، ووفرت كل الإمكانيات اللازمة وذللت الصعوبات، بشأنّ خروج العمل على مستوى عالٍ من الاحترافية والتميز.
وأشار إلى بعض المُخرجين، الذين يتعمدون رصد المناطق العشوائية، واصفاً إياهم: «أشخاص لهم أهداف مُعادية لمصر، يسعون لنقل صورة غير حقيقية عن الوطن وتصديرها للعالم».
كما قال المخرج عادل أديب إن مسلسل «نقل عام» يرصد الواقع الحقيقى دون تزييف، ويستعرض حجم التغيير الذى شهدته مصر مؤخراً من مشروعاتٍ جديدة، قائلاً لـ«الوطن»: «مصر جميلة فعلاً، وبها مناطق كبيرة ذات مظهر حضارى، والأعمال الفنية دوماً تؤرخ الواقع، لتعرف الأجيال القادمة ظروف تلك الحقبة والتطوير القائم، من خلال هذه المسلسلات».
وأشار إلى ظهور الكبارى الجديدة فى «نقل عام» والأوتوبيس الجديد «Green bus»، باعتبارهما واقعاً حقيقياً فى الشارع المصرى، قائلاً: «لو كان مشروع المونوريل قد دخل حيز التشغيل لكنت حرصت على ظهوره فى أحد مشاهد المسلسل، كونه واقعاً وليس خيالاً»، لافتاً إلى عدم وعى بعض المُخرجين على مدار الـ15 عاماً الماضية، وتركيزهم على العشوائيات فى مصر وتصديرها للمُشاهد، ما أثر سلباً على سلوك قطاع من الجمهور. وأضاف: «كنت حريصاً على أن يتطلع الجمهور لصورة مصر الجميلة من خلال المسلسل، وأنّ يشعر بإنسانيته، ويُعدل من سلوكه السلبى، فنحن نؤرخ للزمن».
وأكد عادل أديب أن «القائمين على الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لديهم وعى فنى كامل، وبمختلف القضايا، ولديهم ثقل ومسئولية ضخمة، ويحاولون حل مشكلات كانت موجودة على مدار السنوات الماضية».