شريف سلامة: «فاتن امل حربي» يجسد واقعاً أليماً للمرأة.. ونيللى فى مشاهد العنف قالت لى: «أنت بتضربنى بجد؟!» «حوار»
■ أرفض «التطبيل» لنفسى بنشر إشادات الناس بأدائى: «بأتكسف»
شريف سلامة
لديه القدرة على التلون بين أدواره، نتيجة حرصه على تغيير جلده دوماً، وحرصه على تقديم كل ما هو جديد ومختلف، وتجلى ذلك واضحاً فى أعماله التليفزيونية السابقة، وأبرزها «لحم غزال» و«أسود فاتح».
الفنان شريف سلامة يخوض السباق الرمضانى هذا العام بمسلسل «فاتن أمل حربى» مع المخرج ماندو العدل، حيث حاز دوره وطريقة أدائه على إعجاب الجمهور خلال الحلقات الأولى، وذلك من خلال تقديمه لشخصية الزوج المستبد «سيف الدندراوى» الذى يعامل زوجته بطريقة عُدوانية، وتقع بينهما العديد من المشكلات تنتهى بالطلاق.
وكشف شريف سلامة فى حواره لـ«الوطن» عن كواليس العمل مع الفنانة نيللى كريم، والصعوبات التى تعرض لها أثناء التصوير، وتحضيراته الخاصة بالشخصية، كما أعلن رأيه فى إمكانية تغيير قانون الأحوال الشخصية الخاص بالمرأة، بالإضافة إلى تقييمه للمنافسة فى شهر رمضان الجارى.
كيف تابعت ردود الفعل المبدئية عن الحلقات الأولى من مسلسل «فاتن أمل حربى»؟
- سعيد للغاية بردة فعل الجمهور عن الحلقات الأولى، والتى جاءت مفاجئة وغير متوقعة بالنسبة لى، وسوف تشهد الحلقات المقبلة مفاجآت عديدة خاصة بشخصية «سيف الدندراوى»، والخط الدرامى الذى يجمع بينه وبين شخصية «تونة» خلال الأحداث.
ما أسباب موافقتك على خوض هذه التجربة التليفزيونية بعد مسلسل «لحم غزال» العام الماضى؟
- أسباب عدة، أولها العمل مع ماندو العدل، لأنه مخرج كبير ومهم فى الدراما، ويثق فى إمكانياتى كممثل، وثقته تعطينى حماساً بتقديم أفضل ما لدىّ من أداء، بالإضافة إلى وجود الفنانة نيللى كريم، فهى من الممثلات المحترمات على المستوى الإنسانى، فضلاً عن التعاون مع شركة «العدل جروب»، خاصة أن أول عمل قدمته كان مسلسل «محمود المصرى» الذى كان من إنتاج الشركة، ومن الأشياء المهمة التى حمستنى للمسلسل أن السيناريو من تأليف إبراهيم عيسى، لأنه مؤلف محترم كتب سيناريو مميزاً للغاية، ولديه وجهة نظر مهمة ستظهر خلال الحلقات المقبلة.
شخصية «سيف الدندراوى» أثارت جدلاً على السوشيال ميديا بمجرد ظهورها، هل شاهدت نماذج حقيقية تشبهها قبل تجسيدك لها؟
- لست من أنصار مشاهدة شخصية واقعية كـ «سيف» وتقليدها، فأنا كممثل أحب أن أقدم شخصية جديدة بإحساسى الشخصى، لأننى لو وجدت شخصية تشبهه فى الواقع، فربما نجدها متشابهة فى جزئية وبعيدة عنه فى جزئية أخرى، ومن هذا المنطلق، حرصت على تجميع كل ما شاهدته فى شخصية واحدة، لأننا نتطرق درامياً إلى هذا الموضوع بصورة كبيرة.
معنى ذلك أنك اعتمدت على السيناريو بصفة أساسية بجانب رؤيتك للنماذج الحقيقية من حولك..
- «مقاطعاً»... شاهدت نماذج كثيرة من الرجال تُفكر بطريقة «سيف الدندراوى»، ولكن سيناريو إبراهيم عيسى كان الأساس أثناء تحضيرى للشخصية، بالإضافة إلى رؤية وتحضيرات المخرج ماندو العدل، كما استحضرت كل ما شاهدته من نماذج حقيقية لرجال يتعاملون مع زوجاتهم بتلك الطريقة بعد الطلاق، فهناك رجال فى المجتمع يفرضون سيطرتهم بشدة على زوجاتهم بعد الطلاق، وهو ما ينعكس أحياناً على الأطفال بشكل كبير، إذ يؤثر على دراستهم وتعليمهم وحياتهم النفسية والشخصية.
ما تعليقك على الصورة التى انتشرت على «السوشيال ميديا» بوقوف سيدة تحمل أبناءها أمام محكمة الأسرة، والتى تشبه بوستر المسلسل مصحوبة بتعليق «اختاروا صح»؟
- هذا كان أكبر دليل على تقديمنا لمسلسل واقعى، وأن الشركة المنتجة لديها وعى كبير باختيارها البوستر الدعائى للمسلسل بهذا الشكل، فالمسلسل يجسد واقعاً أليماً للكثير من السيدات التى تصل خلافاتهن مع أزواجهن إلى ساحات المحاكم بعد الطلاق، وتظل معاناة الأطفال بين والديهما هى محصلة تلك الخلافات، وبالعودة إلى أصل سؤالك، شعرت حين تداول هذه الصورة أن العمل لمس قلوب الجمهور، وجاءت بوادر النجاح مطمئنة بالنسبة لى، ولم أتوقعها إطلاقاً، ولكنى كنت على يقين أن العمل سيلمس قلوب المشاهدين، وخاصة المرأة، بما أن العمل يهتم بحقوقها، وينظر فى قوانين المجتمع التى تخصها.
ألم تتخوف من أداء دور سيف الدندراوى، خاصة أنك قدمت أكثر من نموذج يحمل سمة الشر خلال الفترة الماضية؟
- لم أقلق من ذلك ولا يشغل تفكيرى، لأننى قدمت شخصيات كثيرة تعلق بها الجمهور وأحبها، فأنا أسعى باستمرار إلى أن لا أقدم دوراً بعينه، ولكنى أحب أن أقدم دوراً مميزاً، ثم أقدم شخصية بعيدة عنه فيما هو قادم، فأنا أرفض تقديم دور الرومانسى الهادئ «اللى البنات بتحبه» طيلة الوقت، ولكنى أبحث دوماً عن عمل يفيد الناس ويعبر عن الواقع الذى نعيشه.
ماذا عن التحضير لشخصية سيف الدندراوى؟
- أتقرب من أدوارى قدر المستطاع فى كل أعمالى قبل انطلاق تصويرها، وذلك للوقوف على كل تفصيلة تخص الشخصية كى تبدو واقعية، وانطلاقاً من هذا المنهج، ركزت فى تسريحة شعره عند ذهابه للحلاق وطريقة شرائه لملابسه، فضلاً عن مخارج ألفاظه فى خناقاته مع «تونة»، فمهما بدت التفاصيل صغيرة فكنت أبحث عنها دوماً لإضافتها للشخصية كى أقدمها بشكل مختلف.
«رهانى الجديد فى رمضان 2022» بهذه الكلمات وصفك المخرج ماندو العدل، ما تعليقك على إشاداته؟
- سعدت بكلمات ماندو، وقلقت منها لأنها ثقة كبيرة فى الوقت نفسه، فهو مخرج كبير ولديه مكانة خاصة لدىّ، فإذا تحدثت عن الجانب الشخصى، فأنا أحبه كثيراً، وأذكر أنه وقت عرض مسلسل «السهام المارقة» كان يتحدث معى يومياً، ويشيد بأدائى، وكانت مكالمته لى مهمة وأنتظرها كل يوم، لذلك كنت متحمساً للعمل معه للمرة الثانية من خلال «فاتن أمل حربى»، وذلك بعد تعاونى معه فى مسلسل «الخروج» الذى تم تقديمه عام 2016.
لكن ماندو العدل وصفك بالممثل الذى لم يأخذ حقه بعد.. فهل توافقه الرأى أم تعارض كلامه؟
- إذ كنت لم آخذ حقى كما أشار ماندو، فأنا المسئول عن ذلك وليس شخصاً آخر، لأنى «بشتغل قليل وبرفض أعمال كثيرة»، وحققت نجاحات كبيرة فى أعمال متنوعة، بداية من «حضرة المتهم أبى، حرب الجواسيس» وغيرهما من الأعمال التى أعتز بها، ولكن لدىّ مبدأ أسير عليه، ويتمثل فى رفضى «التطبيل» لنفسى، فأنا أصاب بالخجل عندما أجد فناناً ينشر «بوست» إشادة له من آخر، حقيقى «بتكسف» لما حد بيشكر فيّا، أنا راضى عما وصلت له، لأننى فى يوم ما «هعمل حاجات مافيش حد يقدر يعملها»، فأنا أشتغل على نفسى حتى أكون ممثلاً مختلفاً، وهذا هو هدفى، وللعلم فهو ليس غروراً، ولكنه اجتهاد وبحث فى أصول الشخصيات التى أقدمها، فلابد أن أكون «مصدّق فى الشخصيات» بصورة كبيرة، حتى يصدقنى الجمهور عند أدائى.
وما رأيك فى سيناريو إبراهيم عيسى؟
- سيناريو مختلف، ويناقش قضية صعبة وواقعية، أحترم كل شغله، إبراهيم عيسى هو من الشخصيات الواعية، التى تناقش قضايا مهمة خلال الأعمال، وكتابته لـ«فاتن أمل حربى» من الأشياء التى جذبتنى له، كنت على يقين أن المسلسل سوف يكون به جدل كبير وعمق فى الشخصيات، ومن وجهة نظرى السيناريو أكثر من رائع، وقد جلسنا جلسات عمل مع ماندو العدل قبل التصوير، وتحدثنا عن الشكل والمضمون، حتى تكون الشخصيات أقرب إلى الحقيقة من حيث الشكل الخارجى على مستوى قصة الشعر والملابس.. الخ.
ما أصعب المشاهد التى جمعت بينك وبين نيللى كريم؟
- بداية، أود توجيه الشكر للفنانة نيللى كريم، لأنها من أجمل وأشطر الفنانات اللاتى تعاملت معهن فى المهنة بشكل عام، كما أنها متفانية ومتواضعة وتعمل على نجاح أعمالها، لأن ما يهمها هو الناتج العام للمسلسل وليس طبيعة دورها فحسب، ولذلك أشعر بسعادة كبيرة إزاء تعاونى معها، وبعيداً عن هذا وذاك، فهى تتمتع بنفسية صافية لا تشوبها شائبة، لأن الإنسان قد يؤخذ من مجهوده بسبب النفسيات الصعبة التى يواجهها.
شاهدنا مشاهد عنف وضرب فى الحلقات الأولى بينكما، فما كواليس تصويرها؟
- «ضاحكاً»، المسلسل مليان مشاهد ضرب وذات مرة قالت لى «أنت بتضرب بجد يا شريف»، وأعتقد أنه من الجيد أن تشعر بالخوف، لأن فى المشاهد يجب أن تشعر تونة بالخوف من «سيف».
هل تعرضت نيللى لإصابات خلال التصوير؟
- لا لم يحدث ذلك، «سيف الدندراوى اللى بيضربها مش أنا»، فالمسألة مجرد تمثيل ليس أكثر، وهناك مشاهد كثيرة اعتمدت على المؤثرات الصوتية وخيال المشاهد.
ماذا عن مشاركة الطفلتين فى أحداث المسلسل باعتبارك أباً متحكماً؟
- ممثلتان بارعتان، لديهما قدرة كبيرة على التعبير والتحدث، وأتوقع لهما مستقبلاً كبيراً.
من وجهة نظرك، هل من الممكن أن يُحدث المسلسل ضجة وتغييراً فى قانون الأحوال الشخصية؟
- وما المانع؟ فقد يكون هذا الأمر وارداً، ومن الممكن أن يثير المسلسل جدلاً على السوشيال ميديا، فأنا أقدم هذا العمل من أجل المرأة، فهى الأم والأخت والزوجة والصديقة، وأتمنى أن تعيش المرأة حالة راحة فى حياتها، بدون ضغوط من المجتمع.
ما تعليقك على آراء الجمهور بأن شريف سلامة أعاد نيللى كريم للنكد من جديد؟
- «ضاحكاً» «خالص، ماتقلقوش النكد لمصلحتكم.. من أجل المرأة»، والمسلسل يهتم بقضايا المرأة بشكل عام، وهناك مشاهد كثيرة فيها نيللى «فرفوشة»، نيللى كريم فنانة شاملة وتستطيع التلون بين الأدوار بحرفية شديدة.
ماذا عن التعاون مع فادية عبدالغنى وعودتها من جديد للدراما؟
- الفنانة فادية عبدالغنى تجسد دور والدتى، وأرى دورها مهماً ومحورياً بحسب الأحداث، فهى شخصية حساسة ومختلفة ورقيقة، وسعيد بالتعاون معها خلال أحداث المسلسل، بالإضافة إلى الفنانة هالة صدقى، فهى فنانة عبقرية وأعشق تمثيلها، وسوف تكون مفاجأة للجمهور خلال الحلقات المقبلة.
من وجهة نظرك، ما أصعب المشاهد التى واجهتك خلال التصوير؟
- لا يوجد مشهد صعب بعينه، فالمسلسل بأكمله يعتبر صعباً، من أسهل مشهد إلى أصعبه، فأنا أتعامل مع أى عمل فنى بهذه الطريقة، وأذاكر الشخصية جيداً حتى تكون سلسة بالنسبة للمشاهد.
ما رأيك بأغنية تتر المسلسل للمطربة أنغام والتى تحمل اسم «أنا مش ضعيفة»؟
- الأغنية فوق رائعة، وكلماتها تتماشى جيداً مع طبيعة الأحداث، وأعتقد أن الجمهور تأثر بكلمات الأغنية، فهى تعتبر عاملاً من عوامل نجاح المسلسل، وسعدت بمشاركة أنغام بغناء تتر المسلسل للغاية.
كيف أثرت شخصية سيف الدندراوى عليك فى حياتك الشخصية؟
- هناك بعض صفاته تلازمنى فى المنزل بسبب تقمصى للشخصية مع الأسف، خاصة أننى أحاول العيش بداخلها حتى أنتهى من تصوير دورى كاملاً.
لا أتعامل مع زوجتى داليا مصطفى بنفس طريقة «سيف الدندراوى» وأتمنى الراحة لكل سيدة بعيداً عن ضغوط المجتمع
معنى ذلك أنك تمارس صفات سيف الدندراوى على زوجتك داليا مصطفى؟
- «ضاحكاً»، دائماً تقول لى هيكرهوك، أنا معايا سيف الدندراوى فى المنزل، لكنها حبيبة عمرى وعشرة سنين، وأفصل فى التعامل معها عن أى شىء أقدمه، كما أنها وجهت رسالة للجمهور على حسابها منذ أيام وقالت «والله طيب وحنين»، هذا أكبر دليل على معاملتى لها.
بعيداً عن السباق الرمضانى، ماذا عن مسلسل «ورق التوت» مع المخرج حسام على؟
- انتهيت من تصوير مسلسل «ورق التوت» منذ فترة مع المخرج حسام على، والمسلسل مكون من 45 حلقة، ومن المقرر أن يتم عرضه بعد السباق الرمضانى، فهو يدور فى إطار تشويقى اجتماعى، ويجمع بين عدد من النجوم الشباب منهم أسماء جلال وثراء جبيل.
ابتعدت عن السينما لمدة عامين بعد فيلم «الصندوق الأسود».. فما السبب؟،
- أرفض أعمالاً كثيرة، وأنتظر تقديم عمل يعيش لسنوات ويحترم المشاهدين وفكرهم، لأننا مسئولون عن المشاهدين وقراراتهم، فبيدنا إما أن ندمرهم أو نوجههم؛ على حسب الثقافة التى نقدمها.
متابعة ذاتية
لا يشغل بالى إطلاقاً المنافسة فى شهر رمضان، فأهم شىء بالنسبة لى هو تقديم عمل مختلف للجمهور، دون النظر إلى المنافسة أو «التريند»، فأنا أقدم الشخصية كما هى، ثم أتابع العمل بعد عرضه على القنوات، لأننى أحب أن أتابع ذاتى، وأشاهد ربط شخصية «سيف الدندراوى» مع الشخصيات الأخرى.