علي جمعة: الإمام أحمد الدردير آخر من تولى السُلطات الثلاث
الدكتور علي جمعة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الديار المصرية السابق، إن الإمام أحمد الدردير كان من نسل الفاروق عمر بن الخطاب، لافتًا إلى أن مشروعه التجديدي كان يرتكز على القيام بالسُلطات الثلاث التشريعية، فكان فقيهًا مالكًا لا يُشق له غبار، وشرح مختصر الخليل، حيث كان يأتي للناس بحقوقهم من ظلم المماليك والقضائية، إذ كان يحكم بين الناس.
الشيخ أحمد الدرير كان نقطة فارقة بين عصرين
وأوضح «جمعة» خلال استضافته ببرنامج «مصر أرض المجددين» المذاع على فضائية «الحياة» أن الشيخ أحمد الدرير كان نقطة فارقة بين عصرين، لدرجة أنه عندما مات عام 1201 هجرية، وهذا كان عام بين قرنين وقبل دخول الفرنسيين بـ12 عامًا وقبل وفاة المقتضى الزبيدي بأربع سنوات، وهي فترة مليئة بالتطور الاجتماعي، واستطاع خلالها المماليك من بسط سطوتهم على مصر، وأصبحت مصر تحت الاحتلال العثماني ولم يكن يسمى احتلالًا وقتها، ولكن والي مصر كان يُعين من أسطنبول والحاكم يأتي من الخارج.
الشيخ الدرير آخر من جمع بين السلطات وكان قاضيًا
وأشار الدكتور على جمعة، إلى أنه في القرون السابقة لم يكن هناك تقسيمًا واضحًا كما يحدث الآن، من سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية، وأصبح بناء الدولة الحديثة قائمًا على الفصل بين السلطات، وكان الشيخ الدرير رحمه الله آخر من جمع بين السًلطات، وكان قاضيًا يقضي بين الناس، وكان ينفذ الأحكام وفقًا لطبيعة العصر، فكان في دار الدرير مشنقة لتنفيذ أحكام الإعدام في بيته، وكان الناس راضين عن ذلك لأنهم وثقوا في علمه ودينه وكان لا يظلم عنده أحد.