ماذا يعني وصول مارين لوبان إلى مقعد الرئاسة الفرنسية؟.. خبير يجيب
المرشحة لرئاسة فرنسا - مارين لوبان
تنطلق الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية اليوم، بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، ومرشحة حزب التجمع الوطني مارين لوبان، لاختيار الرئيس الثاني عشر في الجمهورية الفرنسية.
وتصدّر الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته «ماكرون»، الجولة الأولى من الانتخابات بنسبة تصويت بلغت 27.8% فيما حصلت « لوبان» على 23.1% من نسبة الأصوات لتتصدر المركز الثاني، وسط منافسة شرسة وتصريحات وصفها البعض بأنّها أخذت من شعبيتها، مثل تصريحات منع ارتداء الحجاب، والمطالبة بعودة المهاجرين إلى بلادهم، وهو ما زاد التساؤلات: «ماذا سيحدث إذا وصلت مرشحة اليمين إلى قصر الإليزيه؟».
فرص وصول «لوبان» ضعيفة
الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال إنّ المؤشرات الأولية تؤكد أنّ فرص وصول المرشحة الرئاسية مارين لوبان إلى الحكم ضعيفة، خاصة بعد مناظرتها مع «ماكرون»، الذي ظهر أكثر ثباتا وإقناعا، خاصة حين تحدّث عن الملفات الداخلية والخارجية.
وقال أبوطالب لـ«الوطن»، إنّه رغم الاحتمالات الضعيفة، فقد تتمكن «لوبان» من الفوز في الانتخابات الرئاسية، وحال حدوث هذا الأمر، سيترتب عليه تغييرات عدة، سواء على مستوى السياسيات الخارجية لفرنسا وتحديدا مع الاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي «ناتو»، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنّ التغييرات ستطول السياسة الداخلية لفرنسا، فوفقا لوعود «لوبان» وموقفها من قضية الحجاب والمهاجرين ونصرة الفقراء، فهذه القضايا بحاجة إلى تعديلات تشريعية في الدستور، وتعديلات أخرى في بعض القوانين.
وفيما يخص إمكانية التغييرات التي قد تحدثها مرشحة حزب التجمع الوطني اليميني، أوضح «أبوطالب»، أنّها ستواجه صعوبات على المستوى الداخلي، خاصة أنّ ملفاتها الداخلية التي تحدثت عنها تحتاج إلى تعديلات في الدستور وفي بعض القوانين، في حين أنّها لا تملك كتلة برلمانية موالية لها، فحزبها وحده يمتلك 4 برلمانيين، وبالتالي فإنّها لا تستطيع إحداث تغييرات كبيرة في الداخل الفرنسي.
موقف «لوبان» من الحرب الروسية الأوكرانية
وعن سياستها وملفاتها الخارجية، أكد «أبو طالب» أنّ سياسة «لوبان» الخارجية مختلفة عن سياسات الاتحاد الأوروبي والناتو في بعض القضايا، مستشهدا بموقفها تجاه الحرب الروسية الأوكرانية، التي تراها من وجهة نظرها «مشروعة نسبيا بالنسبة لروسيا»، وأنّه يجب التوقف عن مد أوكرانيا بالسلاح، خاصة أنّها تجد أنّ الحرب ستحدث تغييرات كبيرة، ستجعل فرنسا بمعزل عن الهدف الحقيقي من التسليح، وهو إطالة زمن الحرب التي تؤدي إلى عدم استقرار في سوق الأغذية العالمية، وارتفاع الأسعار، ما ينعكس بدوره على الداخل الفرنسي، كما أنّها ترى أنّ منظمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» بحاجة إلى إصلاح كبير.
قلق أوروبي من «لوبان»
وقال «أبوطالب»، إنّ سياسات لوبان حال تطبيقها ستجعل فرنسا منعزلة، كما أنّ وصولها إلى الجولة الثانية والنهائية في الانتخابات الفرنسية، تسبب في حالة من القلق في عدة دول أوروبية، حيث خرج وزراء الخارجية في ألمانيا وإيطاليا وهولندا، في تصريحات دعمت ماكرون وطالبت الفرنسيين بانتخابه، ما يعكس القلق الأوروبي من وصول لوبان إلى الإليزيه.
ولفت مستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أنّ الكثير من المواطنيين الفرنسيين العاديين قلقين من وصول لوبان للسلطة، خاصة فيما يتعلق بعودة المهاجرين إلى بلادهم، لأنهم يؤثرون على سوق العمل، وعلى الأمن الداخلي، خاصة أنّ جزءا كبيرا منهم منخرط في الجرائم، كما أنّهم يرون أنّهم لا يؤمنون بقيم الجمهورية الفرنسية الحقيقية.
وعن التضييق على المسلمين، خاصة فيما يتعلق بارتداء الحجاب، أوضح «أبوطالب»، أنّ ماكرون ولوبان ينتهجان السياسية ذاتها، وموقفهما ثابت من الحجاب، لكن ماكرون يطبّق هذا بشكل ناعم، حيث شهدت سنوات حكمه الـ5 تعديلات في القوانين، تضمّنت تضييقا على المسلمين في ممارسة طقوسهم الدينية، خاصة بعد إغلاق عدد من المساجد بحجة محاربة التطرف وتمويل المتطرفين، أما لوبان، فتعلن الأمر صراحة وبشكل أكثر هجوما من منافسها.