كحك لانا الفلسطينية أصل فرحة العيد: «20 سنة في وجه الاحتلال ولسة مكملة»
كعك العيد من صنع لانا ووالدتها
وسط اعتداءات الاحتلال ومحاولته طمس هويتهم، لم ينسوا يومًا عاداتهم وتقاليدهم والطقوس المرتبطة بالمناسبات الدينية، ففي الخارج جنود ببيادات غاشمة تحاول تدمير كل ما أصله عربي، بينما في داخل المنزل فرحة بحلول عيد الفطر المبارك، وأمهات تجلس بين بناتهن تصنعن معًا كحك العيد بأيديهن حفاظًا على الأصل والهوية.
20 سنة والدة «لانا» تصنع الكحك بالمنزل
على الرغم من إقامتهم داخل مدينة حيفا الفلسطينية، التي باتت مع الوقت تحت سيطرة جيش الاحتلال، لم تغفل والدة لانا على الاحتفال بعيد الفطر المبارك مرة واحدة منذ أكثر من 20 عامًا، وصنع الكحك المختلف في شكله ومذاقه ومسمياته عن باقي الدول، وتساعدها ابنتها في إعداده.
مقادير الكحك الفلسطيني «زرد ومعمول»
في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، تبدأ «لانا» في شراء مقادير الكحك لوالدتها، وهي: «طحين، مسكته مطحونة مع بهارات، زبدة خاصة»، وتعجن الأم كلها معًا، مع إضافة عجوة التمر وبهارات خاصة أخرى، لتصنع «الزرد»، وهو أحد أنواع الكحك الفلسطيني، حسبما ذكرت الفتاة العشرينية في حديثها مع «الوطن».
أما النوع الثاني من الكحك هو «المعمول»، وهو عبارة عن «سميد وزبدة مفروكين معًا»، ويتركوا يومًا كاملًا، ثم يعجنوا مع مياه عادية ومياه ورد أو زهر «حسب الذوق»، وتقلب كل هذه المقادير مع حشو الجوز «عين جمل» والقرفة والعجوة والفستق الحلبي، بحسب «لانا»، إذ إن هذه الأسماء والطريقة من التراث الفلسطيني القديم.
«بقالنا 20 سنة بنعمل الكحك في البيت عشان نحس بأجواء العيد.. وطعمه بيكون أفضل من الشراء»، قالتها «لانا»، لافتة إلى أن والدتها اعتادت على عمل كمية كبيرة من الكحك لتوزيعها هدايا على جيرانهم، موضحة: «ناس كتير بطلوا يعملوه وعاداتنا وتقاليدنا صارت تختفي»، وهو ما جعل والدتها تصر على تلك العادة السنوية لإحياء التراث والحفاظ على الهوية.
«لانا»: «الاحتلال مش هيمنع عاداتنا وتقاليدنا في العيد»
الأجيال الجديدة غالبيتهم لا يصنعون الكحك بأنفسهم، ويشترونه جاهزًا، بحسب الفتاة الفلسطينية: «مبيعرفوش يعملوه»، خاصة في حيفا لظروفها الخاصة حاليًا، إلا أن والدتها مازالت محافظة على تلك العادة: «الاحتلال مش هيقدر يمنعنا نحافظ على عاداتنا وتقاليدنا في العيد»، مختتمة أن طبق الكحك من المُسلمات لديهم على طاولة عيد الفطر: «ولازم نوزع على الجيران».