القصة الكاملة لأزمة رسومات مترو كلية البنات.. غضب واتهامات ومفاجأة كبرى

على مدار الأيام الماضية، أثار عدد من الفنانين التشكيليين، حالة من الجدل، بشأن التصميمات التي نفذتها الفنانة غادة والي، على جدران محطة مترو كلية البنات، مشيرين إلى أن رسوماتها تحمل تقليدًا للوحات الفنان الروسي المعاصر چورچي كوراسوڤ، دون تصريح منه، بما اعتبره البعض تعديًا على حقوق الملكية الفكرية.

اتهامات الفنان الروسي لـ غادة والي

قال چورچي كوراسوڤ، في تصريح لـ«الوطن»: «تم استخدام لوحاتي في مترو أنفاق القاهرة، بدون إذني أو حتى ذكر اسمي، وأنتظر ردا رسميا على هذه السلوكيات، التي تنتهك حقي الأدبي والفكري».

وأشار الفنان الروسي إلى أنه تم تقليد 3 من أعماله الفنية الموثقة، والمنشورة على موقعه الرسمي عبر الإنترنت، وهي الأعمال رقم 116 (2001)، ورقم 168 (2005) في قسم الأصول المباعة، ورقم 212 (2012) في الأصول المتوفرة.

وحاولت «الوطن» التواصل مع المصممة غادة والي، إلا أنها أغلقت حساباتها، ولم ترد على الهاتف.

غادة والي ليست عضوة بنقابة التشكيليين

عقبت نقابة الفنانين التشكيليين، في بيان صحفي، على لسان الدكتورة صفية القباني نقيب التشكيليين، قالت فيه: «المصممة غادة والي ليست عضو نقابة الفنانين التشكيليين، ولا أعرفها، لكن ما حدث من استنساخ لأعمال فنان روسي دون تصريح منه، تعدي عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية، ولا يجوز أن يستخدم أحد أعمال أحد، إلا بعد أخذ إذنه، وكتابة اسمه مشاركة في العمل».

وأضافت صفية: «ما يلفت الأنظار والمسؤول المباشر عما حدث، الذي أوكل لها هذا العمل في مشروع قومي على مرأى ومسمع العالم كله، دون الرجوع لأرباب الفن، وهم كثيرون على قيد الحياة، والأستاذة ليست فنانة جداريات»، مؤكدة أن التصوير الجداري علم له أصول، ولدينا كبار رواد وشباب في هذا المجال.

أبرز فناني الجداريات

وأوضحت نقيب التشكيليين: «الفنانين الذين صمموا ونفذوا جداريات مترو الأنفاق الخطوط الأولى، الفنان الكبير سامي رافع، كما نفذ أعمال جداريات التحرير الفنان الكبير أحمد نبيل وزكريا الزيني وممدوح عمار، وغيرهم من كبار الفنانين الراحلين، ولدينا من الكبار عبدالسلام عيد ومحمد شاكر».

وتابعت: «لدينا أساتذة الجداريات وشباب، على سبيل المثال لا الحصر، الفنان محمد بنوي، الحاصل على جائزة في بينجلي فينسيا، وهو من تلاميذ الكبار، وعشرات شباب فنانين التصوير الجداري لكل خاماتها تكتظ بهم الكليات الفنية».

وأشارت صفية إلى أن من المصمين أساتذة قسم الديكور والعمارة الداخلية والفنون التعبيرية الدكتور محمد مكاوي، والدكتور طاهر عبد العظيم، الذي شارك في تصميمات محطات مترو الأنفاق الثالث، وأساتذة الجرافيك من كبار وشباب الفنانين الحاصلين على جوائز عالمية، من خريجي الكليات الفنية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية.

تفعيل قانون مزاولة المهنة

واختتمت نقيب التشكيليين: «هنا وقفة لتفعيل قانون مزاولة المهنة، لتصبح النقابة جهة حاكمة لأي فنان ويحاسب أمامها، ولا يجب أن تسند الأعمال الكبرى إلا لمستشاري النقابات، وهذا لتنظيم العمل، حتى لا يحدث ما نراه الآن».

مترو الأنفاق

علق مصدر مسؤول في الخط الثالث للمترو، في تصريحات لـ«الوطن»، على الأزمة المثارة بخصوص جداريات محطة كلية البنات: «الشركة الفرنسية المسؤولة عن إدارة الخط الثالث للمترو، تقوم بالتحقيق واتخاذ كل الإجراءات القانونية، في حالة قيام الفنانة التشكيلية غادة والي، التي تم التعاقد معها لرسم هذه الرسومات داخل محطة مترو كلية البنات، ولمعرفة حقيقة رسم لوحات متشابهة للوحات الفنان الروسي التشكيلي جريجوري كوراسوڤ على حوائط المحطة».

وأكد المصدر: «لم نتأكد حتى الآن، من ما إذا كانت رسومات الفنان الروسي تشبه التي قامت الفنانة التشكيلية غادة والي، برسمها على حوائط كلية البنات بالخط الثالث للمترو».