ابن الشيخ زويد بـ«البالطو الأبيض».. حقق حلم والده وتعب والدته
أم محمد تبكي من الفرحة وتتمنى أن تحج لبيت الله الحرام
محمد يحقق أمنية والدته بدخول كلية الطب بجامعة العريش
«لو قعدت سنة أشكر فيكي ليل نهار مش هديكي حقك يا سندي» كانت هذه هي كلمات الطالب محمد محمود الهلولي ابن مدينة الشيخ زويد، والطالب بكلية طب العريش سنة أولى، والتي وجهها لأمه من أمام الباب الرئيسي لكلية الطب بجامعة العريش، حينما استلم «البالطو الطبي».
محمد شاب يتيم، فقد والده وهو في الصف الأول الابتدائي، ولكن أم محمد السيدة التي أنجبت ولد وبنت، وضعت أمام عينيها التحدي والوصية، التحدي في مواصلة الكفاح من أجل أبنائها، والوصية، هي وصية الزوج الذي كان دائما يطلق على أبنائه لقب «الدكتور»، فقد كان ينادي دنيا بالدكتورة دنيا، وينادي الابن بالدكتور محمد.
كانت وصية أبي لا تغيب من تفكيري
تقول دنيا الابنة الكبرى، لـ«الوطن»: «كنت دائما أضع وصية أبي رحمة الله عليه بين عيناي، فهي لا تغيب عن ذاكرتي، حينما كان يناديني بالدكتورة دنيا، ولكن الحظ لم يحالفني عامها برغم حصولي على 91% علمي علوم، ولكني دخلت المعهد الصحي بالإسماعيلية وحصلت على تقدير امتياز وأنا الآن أشعر بفخر تربية أمي ووصية أبي».
أيامي الأولى بكلية الطب تجعلني أفتخر بأمي
ويضيف الابن محمد محمود في أيامه الأولى بكلية طب العريش، لـ«الوطن»: «كدت أن أفقد الأمل في أن أنفذ وصية أبي، ودعاء ودعم أمي، بعدما حصلت على 91.22% ونقص عن الدخول عدة درجات أقل من ربع في المئة، ولكن جاء قرار وزير التعليم العالي ومجلس الوزراء بمنح طلاب الثانوية 1% على المجموع بسبب الأوضاع التي مرت بها المحافظة، ليعيد هذا الأمل لي من جديد، وأقوم بعمل تغيير الاغتراب من كلية صيدلة بالإسماعيلية إلى كلية طب العريش».
ويضيف «محمد» وعيناه تدمعان من الفرحة، «أنا أول شيء قمت به بعد أن لبست الروب الأبيض، هو أخذ صورة لي أمام باب الكلية، وإرسالها لأمي التي كانت تواصل الليل بالنهار، بجانبي وأنا أذاكر في الثانوية العامة، كانت حينما تراني أريد أن أنام، تقوم بعمل مشروبات لي، وتطبطب على كتفي، وتضمني قائلة (اصمد يا محمد، واوعى تنسى وصية أبوك، الطب يا محمد) كانت والدتي تشعرني أنني في حرب كبيرة، وقبلنا جميعنا التحدي، كانت أمي السند حينما غاب السند وكانت الداعم، وكنت لا أعرف من أين كانت تأتي بالمصاريف المنزلية، ما جعلتنا يوما نشعر بأننا نحتاج لأحد، ولم تسمح أن يطرق بابنا أحد ليمن علينا بشيء».
أم محمد تبكي من الفرحة وتتمنى أن تحج لبيت الله الحرام
تقول أم محمد وهي تبكي من الفرحة لـ«الوطن»: «كان عندي يقين بالله أن الله لن يضيعنا، فقد استشهد زوجي فداء للوطن، ونظرت أبنائي في خدمة الوطن، في أن يكونوا صالحين، ابنتي تمت خطبتها، وسوف تتزوج خلال أسابيع، بعد أن تخرجت في المعهد الصحي، ومحمد سندي بعد الله، دخل كلية الطب، فإنني ذهبت معه في التنسيق والتسكين في المدينة الجامعية، واطمأننت عليه، وتركته في أيامه الأولى ليرى مستقبله، وطالبته أن يرسل لي صوره له أمام الكلية بالروب الأطباء الأبيض، وفيها لكي أتغذى على رؤيته بروبه الأبيض كل لحظة، وأطلب من الله أن يعطيني طول العمر لكي أراه يعالج المرضى، ويقف بجانب الفقراء والمساكين، وبعدها أحج لبيت الله الحرام لأشكر ربي على ما أعطاني من كرمه، فقد أخذ ومنح، وعطاءه كان أكبر بكثير».