أحمد عبد المنعم الشهير بمنعش
دائمًا ما يشعر الثلاثيني «أحمد عبد المنعم» بحالة من فقدان الشغف والاختناق، بمجرد فتح عيادته وممارسة مهنته كطبيب أسنان، فينظر دائمًا إلى ساعة الحائط مراقبًا الوقت الذي يحين فيه مغادرة العيادة، حتى قادته الصدفة إلى حضور إحدى محاضرات التصوير، التي جعلته يجد مراده، ويقرر العمل في مهنة التصوير مُحققًا فيما بعد الكثير من الجوائز وإشادات جميع من حوله.
«دخلت كلية طب أسنان جامعة إسكندرية عشان مجموعي.. مكنتش بحبها ولا بكرهها»، كما روى أحمد لـ«الوطن»، ونتيجة لعدم اهتمامه بالدراسة في الكلية تأخر عن التخرج عامين، ليبدأ بعد ذلك في ممارسة مهنته كطبيب أسنان في عدد من العيادات والمراكز الطبية، حتى تمكن بعد عدة سنوات من فتح عيادته الخاصة، إلا أنه كان يشعر دائمًا بالملل، وعدم الرغبة في العمل كطبيب أسنان.
خلال مرحلة التخبط وعدم السعادة التي عاني منها أحمد، عرض عليه أحد أصدقاؤه الذهاب معه إلى محاضرة، لتعليم أساسيات التصوير الفوتوغرافي، وأثناء حضوره وجد نفسه مُنبهرًا بالمعلومات التي يتلقاها، وشعر برغبة كبيرة في التدريب المكثف حول مهنة التصوير: «اشتريت كاميرا وكنت أول مرة في حياتي أعرف معنى الشغف».
«لفيت مصر كلها علشان أدور على لقطات حلوة»، وفقًا لحديث عبد المنعم، إذ دفعه حب التصوير إلى البحث عن اللقطات المختلفة حتى استطاع احتراف التصوير بعد وقت قليل.
وعُرضت صوره في عدد من المعارض الدولية مثل معرض «Freedom in Pixels»، الذي أُقيم في بلجيكا وفرنسا، كما عرضت صوره في مسابقة الإمارات للتصوير الفوتوغرافي، وحصوله على المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي «الناس والمدينة» التي أقيمت في الإسكندرية، وحصل أيضًا على المركز الثالث في مسابقة التصوير الفوتوغرافي «الإسكندرية في صورة»، التي نظمها نادي القاهرة للتصوير الفوتوغرافي.
بعد تحقيق نجاح كبير في التصوير، ترك أحمد عمله كطبيب أسنان بعد حوالي 8 سنوات، حتى يتفرغ لممارسة شغفه: «قولت كفاية أضيع عمري أكتر من كدة في حاجة مش بحبها»، واستطاع بعد معافرة طويلة في سوق العمل، أن يتخصص في تصوير المنتجات المختلفة من ملابس رياضية، ومشروبات، وأطعمة، ثم تخصص في تصوير عيادات الأسنان وحقق شهرة واسعة، جعلت العديد من عيادات الأسنان في أنحاء مصر تتواصل معه لعمل جلسات تصوير.
بجانب تحقيق أحمد شهرة واسعة في مجال التصوير، تمكن من تأسيس قناة على يوتيوب باسم «منعش»، نالت إعجاب الآلاف من المتابعين، يقدم خلالها محتوى ترفيهي حول أغرب المُنتجات التي تُعرض للبيع على مواقع الشراء الإلكترونية، وأغرب أنواع الفاكهة، وغيرها من الموضوعات: «خلال 8 شهور بس القناة حققت 22 مليون مشاهدة وأكتر من 400 ألف متابع»، موجهًا رسالة في نهاية حديثه للشباب بضرورة البحث عن المهنة أو المجال الذي يحقق طموحه ويجد به السعادة، بغض النظر عن الكلية التي التحق بها، وأن يمتلك الشجاعة لعيش فترة التخبط حتى يجد نفسه واضعًا قدمه على بداية الطريق.
تعليقات الفيسبوك