كلمة السر في طفرة تصدير الغاز الطبيعي.. خبراء: تشغيل محطات الإسالة بكامل قوتها
المهندس مدحت يوسف
أكد عدد كبير من الخبراء قدرة مصر كدولة محورية ومركز إقليمى لتداول الطاقة، على أن تكون من أكبر المصدّرين للغاز الطبيعى عالمياً، خلال الفترة المقبلة، مع اتخاذ الدولة عدداً من الإجراءات الخاصة بترشيد الاستهلاك لتوفير كميات أكبر للتصدير إلى الخارج.
وقال المهندس وائل حامد عبدالمعطى، الخبير فى الصناعات الغازية بمنظمة الأقطار العربية المصدّرة للبترول «أوابك» إن صادرات مصر من الغاز الطبيعى المسال بدأت فى الارتفاع، خاصة مع تشغيل محطات تسييل الغاز الطبيعى بكامل طاقتها. وأضاف لـ«الوطن» أن مصر استطاعت أن تصدّر ما يقرب من 2 مليون طن من الغاز الطبيعى المسال خلال 3 أشهر فقط، وهو ما يجعلها تسعى بشكل كبير لزيادة هذه الكميات لتدخل بقوة للسوق العالمية وأن تكون منافساً قوياً لصادرات الغاز الطبيعى للدول الأوروبية، خاصة فى ظل الأزمات الحالية وانخفاض واردات أوروبا من الغاز الروسى المصدر الأكبر لاحتياجاتها من الغاز، وهو ما يجعلها تبحث عن بدائل لتلبية احتياجاتها.
«عبدالمعطي»: الدولة تستهدف الوصول إلى 8 ملايين طن صادرات قريباً
وأشار إلى أن مصر تسعى لتحقيق أرقام جديدة وقياسية فى كميات الصادرات من الغاز الطبيعى المسال، حيث تستهدف الدولة أن تصل إلى 8 ملايين طن من صادراتها من الغاز الطبيعى إلى الدول الأجنبية والأوروبية والدول الأخرى.
من جانبه، قال المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق بوزارة البترول والثروة المعدنية، إن مصر لم تكن دولة مبتدئة أو جديدة فى سوق تصدير الغاز الطبيعى المسال، ولكن على العكس كانت الدولة من ضمن كبرى الدول المصدّرة للغاز منذ زمن، لكنها تراجعت لعدة أسباب أمنية.
وأضاف، فى تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنه فى عام 1999 كانت مصر تصدّر نحو 12 مليون طن من الغاز الطبيعى لعدد من الدول، وهو كميات كبيرة ومرتفعة، ولكن عمليات التصدير توقّفت عقب ثورة 25 يناير 2011 والحرب على الإرهاب.
وأشار إلى أن توقف عمليات التصدير تسبّب فى وقف تنفيذ كثير من العقود إلى أن تم توقيعها فى وقت سابق وتوقف محطة دمياط للإسالة، وتسبب ذلك فى إقامة دعاوى قضائية دولية ضد مصر.
واستطاعت الدولة مؤخراً، عقب سيطرتها وتأمينها لجميع الخطوط والمؤسسات الغازية البترولية، أن تُسوى هذه الخلافات مع الشركاء الأجانب، وتستعيد تشغيل محطة دمياط للإسالة، لتدخل بقوة فى العمل مع محطة إدكو.
«يوسف»: مصر استعادت مكانتها في تصدير الغاز بعد توقفه تأثراً بأحداث 2011
وأوضح «يوسف» أنه مع دخول محطة دمياط للعمل مع محطة إدكو أدى ذلك إلى زيادة الكميات المصدَّرة من الغاز الطبيعى، والتى تتم إسالتها وعادت مصر بقوة لتتصدّر المشهد مرة أخرى، وتلفت أنظار العالم لها كمركز إقليمى لتداول الغاز الطبيعى والطاقة.
ولفت نائب رئيس هيئة البترول الأسبق إلى أن مصر تسعى لتصدير 8 ملايين طن من الغاز الطبيعى خلال العام الحالى، حيث سيفيدها ارتفاع الأسعار العالمية للغاز الطبيعى، خاصة أسعار الغاز فى الدول الأوروبية، التى تُعد سوقاً واعدة للغاز المصرى، خاصة مع انخفاض وارداتها من الغاز الروسى عقب فرض العقوبات عليها بسبب الحرب الروسية - الأوكرانية.