«المنتزه» يعود بقرار جمهوري: حدائق مفتوحة للجميع ومصدر جذب للسياحة العالمية
حدائق المنتزة
حدائق المنتزه، تلك الجدران العتيقة والأشجار المعمرة والورود النادرة والذكريات القديمة، هى منطقة سياحية تاريخية تراثية عالمية على أرض مصرية بعروس البحر الأبيض المتوسط، حيث تمتد حدائق المنتزه على مساحة 370 فداناً، تحتاج السير على الأقدام لساعات طويلة لاكتشاف جمالها وروعتها وبراعة إنشائها، فهى أهم وأكبر حدائق الإسكندرية، وأجمل المقاصد السياحية العالمية.
«أنا عاوز أفكركم لما جينا نبدأ فى المنتزه ناس كانت بتقول هتعملوا إيه وناس زعلت.. إحنا مش هنحرم حد أبداً.. المنتزه مفتوحة لكل الناس ومتاحة للكل من أول أنا.. مفيش حد له حاجة مش بتاعته.. لو بتاعته مش هقدر أنازعه فى الملكية.. الشاليهات اللى كانت موجودة إنت بتستخدمها أسبوع و2 فى السنة دلوقتى مفتوحة للكل.. تقريباً كل حاجة خلصت.. قصر السلاملك كان هينهار.. نرجّع كل حاجة زى ما كانت.. ده تاريخنا»، هكذا تحدّث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الحديقة التاريخية، تلك المنطقة المعشوقة لأهالى الإسكندرية والسياح الأجانب والعرب.
تطل حدائق المنتزه على خمسة شواطئ من أهم وأجمل شواطئ المدينة هى: عايدة وكليوباترا وفينيسيا وسميراميس، إضافة إلى شاطئ خاص بفندق «هلنان» (فلسطين). وتزخر حدائق المنتزه بالعديد من المبانى التراثية ومنها قصر «السلاملك» وقصر «الحرملك» و«كشك الشاى» ومبنى «الصوبة الملكية» ومبنى «الخزان الملكى» ومبانى «برج الساعة» وكوبرى جزيرة الشاى والمبنى الملكى وأحواض المزارع السمكية والأسوار الخارجية والمداخل التذكارية.
مدير «آثار الإسكندرية»: شواطئ جميلة.. وقصور فخمة وحدائق ومبانٍ ملكية
ويقول محمد متولى، مدير عام آثار الإسكندرية، عن حكايات وتاريخ المنتزه، إن البداية كانت عندما قرر الخديو عباس حلمى الثانى بناء قصر وحدائق للتنزه فى هذه المنطقة التى كان يزور شواطئها دوماً، وأشرف بنفسه على قصر السلاملك والحدائق.
وأضاف «متولى»، لـ«الوطن» أمس، أنه فى عام 1892، أصدر الخديو عباس حلمى قراراً بإنشاء قصر سُمى وقتها «السلاملك»، وهى كلمة تركية تعنى مكان الرجال، حيث بُنى القصر على خليج المنتزه الصغير أعلى تل ارتفاعه ١٧ متراً، ووقتها كان القصر مكاناً عسكرياً، لذلك كانت توجد مدافع حربية فى حديقة القصر من الناحية المواجهة للبحر.
وأوضح أن القصر بُنى على يد المصمم اليونانى ديمترى فابرشيوس باشا، مهندس القصور الخديوية، واستوحى تصميمه من الطراز النمساوى السائد فى القرن التاسع عشر، إرضاءً لرغبة الخديو وصديقته الكونتيسة مارى تورك فون زندو، التى أصبحت فيما بعد زوجته وعُرفت باسم جلفدان هانم.
وأضاف أن قصر «السلاملك» يضم 14 جناحاً، من بينها الجناح الملكى، والحجرة البلورية المخصصة للملكة، وفى عهد الملك فاروق قرر إنشاء مكتب الملك بالقصر، وأضيفت سينما خارجية وأنشئ كوبرى يربط جزيرة الشاى بالقصور الملكية، وشُيدت مبانٍ خدمية ملحقة بالموقع مثل صهريج المياه وبرج الساعة ومحطة القطار الملكية، ومكاتب الإدارة والركائب الملكية، التى نفذها المهندس المعمارى المصرى البارز مصطفى باشا فهمى.
«متولى»: المنطقة تضم قصر «الحرملك» الذى أنشئ فى عهد الملك فؤاد
وأشار إلى أن منطقة المنتزه تضم قصر «الحرملك»، وهى كلمة تركية الأصل وتعنى مكان النساء، أنشئ القصر فى عهد الملك فؤاد الأول، ويتكون من ثلاثة طوابق، وتوجد به غرفة ولى العهد، وتم حفر سرداب يربط بين القصر والبحر لكى يُستخدم فى حالة حدوث أى حصار أو هجوم.
وأوضح «متولى» أنه بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952، أصبحت حدائق المنتزه وقصورها ملكاً للدولة المصرية، وفُتحت أبوابها للمواطنين من كافة المحافظات للاستمتاع وقضاء أوقات الفراغ والاستجمام على شواطئها الخلابة، إضافة إلى أن قصر المنتزه شهد انعقاد القمة العربية الثانية بمصر فى الفترة من 5 إلى 11 سبتمبر 1964.