قصة شاب خرج حيًا بعد 27 يوما تحت الأنقاض في زلزال قتل 360 ألف شخص
الشاب الهايتي إيفانز مونسينياك
تناقلت وسائل الإعلام الدولية قصة نجاح فرق الإنقاذ في انتشال سيدة وطفليها من تحت الأنقاض بعد قضائهم 228 ساعة تحت ركام أحد المباني في زلزال تركيا وسوريا، لكن لا تعتبر تلك المدة هي الأكبر في تاريخ الناجين من تحت أنقاض الزلازل، حيث توجد قصة ملهمة وفريدة لشاب من دولة هايتي صمد لمدة 27 يومًا تحت الأنقاض وبقي على قيد الحياة.
بلغت قوة زلزال هايتي 7 درجات على مقياس ريختر
وتعود القصة إلى يوم الثاني عشر من يناير عام 2010، عندما ضرب زلزال دولة «هايتي»، بلغت شدته 7 درجات على مقياس ريختر لقياس قوة الزلازل، ومثلت مدينة ليوجان الواقعة على بعد 25 كلم غربي عاصمة هايتي، مركز هذا الزلزال الذي دمر 90 % من مباني المدينة.
وأسفر الزلزال عن تدمير 250 ألف منزل إضافة لنحو 30 ألف محل تجاري كما قُدرت الخسائر المادية آنذاك بأكثر من 7 مليارات دولار، وتراوح عدد القتلى بين 220 ألف و360 ألف قتيل، بحسب أرقام الحكومة الهايتية.
ومن بين أعداد القتلى المرتفعة وركام المباني المهدمة، خرج الشاب «إيفانز مونسينياك»، حيا بعد قضائه 27 يوما تحت الأنقاض، وكان أبا لطفلين وعاش بمنطقة «بورتاي سان جوزيف» الفقيرة، متوجها نحو السوق حيث امتهن بيع الأرز، ومع اقتراب الساعة الخامسة مساءً، شعر إيفانز بهزة أرضية قوية قبل أن يجد نفسه عالقا تحت أكوام من الأنقاض عقب انهيار السوق والمباني القريبة منه، مؤكدا أنه لم يتمكن من التفريق بين الليل والنهار طيلة الفترة التي قضاها عالقا.
وجد إيفانز مونسينياك نفسه دون طعام وشراب واضطر حينها للنظر حوله بحثا عما يسد رمقه عقب فقدانه الأمل في الخروج والنجاة، ثم لاحظ إيفانز مونسينياك وجود بعض المياه التي تتساقط بين الأنقاض لتنزل بالقرب منه، ومع اقترابه منها، تأكد هذا الشاب من أنها مياه الصرف الصحي الخاصة بالسوق، وعلى مدار أيام، اعتمد على المياه الملوثة كمصدر شرب، ليشعر بآلام شديدة في البطن كلما شرب منها.
وفي يوم الثامن من فبراير عام 2010 تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال إيفانز من تحت الأنقاض، وتراجع وزنه نحو 40 كيلوجرام.