فرق المتطوعين بـ«حياة كريمة» في القرى والنجوع تنظم جولات وتنقل احتياجات الأهالي للمسؤولين
«المبادرة» أقامت جلسات حوارية للتعريف بأبرز المشروعات فى المرحلة الأولى والاستماع لآراء المواطنين لإيجاد حلول مبتكرة لحل مشكلاتهم
مع اقتراب المرحلة الأولى من النهاية وبدء المرحلة الثانية من مشروعات مبادرة «حياة كريمة» فى عدد من المحافظات، تتواصل جلسات الحوار المجتمعى التى تنظمها المؤسسة فى عدد من القرى والوحدات المحلية بمختلف المحافظات، والتى تكون نقطة البداية فيها كتائب المتطوعين الذين يجوبون القرى والعزب والنجوع، بهدف التعرف على تطلعات المواطنين إزاء المرحلة الثانية، الذين كان أبرزهم مؤخراً فى الشرقية والإسماعيلية والدقهلية والغربية والفيوم وغيرها من المحافظات.
منسقون: جلسات الحوار منصة مهمة أمام أهالينا.. وأستاذ علوم سياسية: تتناغم مع دعوة «السيسى» للحوار الوطنى
فى هذا السياق، قال سعيد عباس منسق عام مؤسسة حياة كريمة بمحافظة الشرقية، إن جلسات الحوار المجتمعى فى الشرقية تتم على مستوى 5 مراكز التى ستعمل بها مبادرة حياة كريمة فى المرحلة الثانية، مضيفاً، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن ما يجرى هو أننا نقوم بتجميع الأهالى التابعين للقرى بإحدى الوحدات المحلية والاستماع إليهم وإلى آرائهم وتطلعاتهم وآمالهم بشأن ما يريدون تحقيقه فى الأماكن التى يعيشون بها.
وأوضح «عباس» أن جلسات الحوار المجتمعى أصبحت كمنصة يعرب من خلالها أهالينا فى القرى عن كل ما يرغبون فيه، علماً أن مشروعات حياة كريمة تشمل جميع المناحى التى تمس حياة المواطن، نحن كأننا نقول لهم ما الذى تريدونه فى المرحلة الثانية؟ وما الذى يشغلكم؟ ونسمع منهم لدراسة مطالبهم وأخذها فى عين الاعتبار.
ولفت منسق حياة كريمة بالشرقية، إلى أن المؤسسة لديها متطوعون يجمعون احتياجات الأهالى فى القرى بالتعاون معهم، ثم تتم دعوة البعض للمشاركة فى الحوار المجتمعى، ونراعى التنوع بين مختلف الأعمار والفئات، الشباب وكبار السن وذوى الهمم والمرأة، الكل يكون ممثلاً فى هذه الجلسات. وقال منسق الشرقية إن أكثر ما لفت نظرهم خلال جلسات الحوار المجتمعى أن الأهالى يقدرون ما تقوم به مبادرة حياة كريمة، ويؤكدون أن ما قدمته المبادرة أمر فاق كل التوقعات.
بدوره، قال المهندس محمد سامى منسق عام مؤسسة حياة كريمة فى الدقهلية، إن ما يميز جلسات الحوار المجتمعى أنه يكون هناك تعاون كبير مع المحافظة والجهاز التنفيذى للمحافظة، فيكون على سبيل المثال حاضراً لتلك الجلسات ممثلو قطاع الكهرباء والمياه والغاز والصرف الصحى ومجلس المدينة وكافة الجهات التنفيذية بحضور أعضاء مؤسسة حياة كريمة وفريق المتطوعين.
وأضاف «سامى»، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، أن هناك بعض المطالب يكون وجود ممثلى الأجهزة التنفيذية مهماً للتعامل المباشر معها، على سبيل المثال لو كان هناك بعض الأهالى لديهم قطعة أرض ويريدون تخصيصها لبناء مدرسة فيتم عرض الأمر والتعامل يكون معه بشكل مباشر وأكثر إنجازاً.
ولفت «سامى» إلى أنه فى جلسة الحوار يتم تدوين جميع مطالب الأهالى، ويتم إعداد ملف متكامل بها ويتم إرساله إلى رئاسة الوزراء، مؤكداً أن جلسات الحوار من شأنها أن تجعل المواطنين شركاء فيما يتم تنفيذه من مشروعات أو ما يقدم من خدمات. وأشار، فى ختام تصريحاته، إلى أنه تم عقد 4 مؤتمرات حوار مجتمعى حضر فيها ما يقارب 7 إلى 8 آلاف مواطن.
جهود متطوعى مبادرة حياة كريمة واضحة للعيان فى مختلف أنشطة المؤسسة، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بجلسات الحوار المجتمعى، وهم لديهم تجاربهم التى يمكن أن يرووها لتعكس هذا الجهد، منها محافظة قنا، حيث تحدثت «الوطن» مع عمرو الضمرانى وهو أحد متطوعى المبادرة، الذى لخص الهدف من جلسات الحوار المجتمعى بأنها تهدف إلى تحويل المواطن فى القرية إلى شريك لمؤسسة حياة كريمة فى المشروعات التى يتم تنفيذها.
وأضاف «الضمرانى»: «كل ما تقوم به مؤسسة حياة كريمة فى الصعيد بمثابة حلم حقيقى لنا، لم نرَ من قبل مسئولاً أو مؤسسة تأتى لتستمع إلى أهالينا، الحديث عن وجود جلسات حوار مجتمعى فى الصعيد أمر كان من الخيال، لكنه الآن من حياة كريمة أصبح واقعاً».
ولفت إلى أن دور المتطوعين هو التواصل مباشرة مع الأهالى والتعرف على تطلعاتهم المستقبلية، وإقناعهم بأهمية المشاركة فى جلسات الحوار المجتمعى.
أحمد سليمان، أحد متطوعى مؤسسة حياة كريمة بمركز أولاد صقر بمحافظة الشرقية، يقول إن الحوار المجتمعى يبدأ من خلال تجولنا كمتطوعين فى القرى والقرى التابعة للحديث مع الأهالى والعمد والمشايخ عن مؤسسة حياة كريمة وأهمية الحوار المجتمعى وضرورة مشاركتهم فى هذه الجلسات والتعرف على مطالبهم واحتياجاتهم.
وأضاف «سليمان»، فى تصريح لـ«الوطن»: «نحن كمتطوعين يمكننا القول إننا نعقد جلسات حوار مجتمعى مصغرة، يتم من خلالها التعرف على مشكلات الناس والحديث عنها مثل مشكلات المياه أو الصرف الصحى أو مشكلات متعلقة بالوحدات الصحية، ونعمل على إقناع المواطنين بضرورة المشاركة فى الجلسات».
ولفت المتطوع إلى أنه بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يقللون من أهمية جلسات الحوار المجتمعى أو العائد منها، فإننا لا نتركه وإنما نتحدث معه ونعرض عليه تجارب المبادرة السابقة وما أنجزته، لأن الهدف لمؤسسة حياة كريمة هو الوصول إلى كل المصريين انطلاقاً من أن مبادرة حياة كريمة هى لكل المصريين.
وعن أهمية جلسات الحوار المجتمعى من الناحية السياسية، يقول الدكتور إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن جلسات الحوار المجتمعى التى تنظمها مؤسسة حياة كريمة على مستوى الوحدات المحلية والمحافظات ذات أهمية سياسية كبيرة، لأنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك استماع للمواطنين والتعرف على حوائجهم ومعرفة مطالبهم.
وقال «بدر الدين»، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن هناك أمراً آخر مهماً، وهو أن جلسات الحوار المجتمعى التى تجرى بشكل غير مركزى أى على مستوى القرى والوحدات المحلية والمحافظات، يتناغم مع إجراء جلسات الحوار الوطنى الذى أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى يتم على مستوى الدولة ككل، فهى تمثل فرصة للتعرف على مطالب المواطنين فى المناطق المختلفة كل حسب احتياجاته، إذ إن هناك محافظات ساحلية ومحافظات زراعية ومحافظات تعتمد على الزراعة، وبالتأكيد لكل محافظة من تلك المحافظات مطالب مختلفة، ومن ثم تتم مراعاتها.
ويرى الدكتور إكرام بدر الدين أيضاً أن هذه الجلسات بمثابة استطلاع آراء للمواطنين تؤخذ فى الاعتبار من قبل القائمين أيضاً على الحوار الوطنى، كما أنها تشكل حلقة وصل بين الدولة والمواطن، مؤكداً أهمية أن تكون هناك قنوات اتصال بين المواطن والمؤسسات المختلفة فى الدولة.