قرية «كفر عون» أصبحت بلا بطالة.. ومشروعات صغيرة غيرت حياة الأهالي
رجب ربيع عمدة قرية «كفر عون» داخل أحد المشروعات
على بُعد عشرات الكيلومترات من مركز كفر الدوار بالبحيرة تقع قرية «كفر عون»، تلك التى يُطلَق عليها «قرية بلا بطالة»، ترى ذلك عند تجولك فى شوارعها، تراها خاوية تخلو من تجمعات الأهالى، إذ أقبل سكانها جميعاً على العمل داخل المشروعات التى أعدتها القرية بعد ما اجتمع الأهالى والكبار على أن يكونوا قرية منتجة، حتى أسطح المنازل أصبحت خضراء، بعد ما قرر الأهالى الاعتناء بالزراعات التى أصبحت مصدر رزقهم فى الآونة الأخيرة، حسبما أشار «رجب ربيع»، عمدة قرية كفر عون أثناء حديثه مع «الوطن».
العمدة: «أول مشروع تكلف 1500 جنيه جمعناهم من بعض»
ويروى العمدة أنهم بدأوا مشاريعهم الصغيرة داخل القرية بمبلغ 1500 جنيه، إذ جمعه الأهالى من بعضهم وقرروا ابتكار بعض الأعمال لزيادة دخلهم الشهرى، وبدأت تلك المشاريع بعيش الغراب باعتباره أقلها تكلفة وأسرعها فى دورة رأس المال، وتابع: «ربنا وفقنا وقدرنا نزوّد رأس المال وننفذ مشاريع أكتر، وقررنا دمج سيدات القرية فى العمل معهم بناء على رغبتهن، إذ طلبن تنفيذ الحرف اليدوية التى يبدعن فيها».
«سيدات كفر عون منتجات مبدعات مبهرات»، واصل «ربيع» حديثه بتلك الكلمات، معبراً عن فخره بنساء القرية، إذ يقفن جنباً إلى جنب بجوار أزواجهن، بعدما قررن تحمل المسئولية والمساهمة فى تحقيق الاكتفاء الذاتى للقرية.
ورغم بساطة أهلها وعدد سكانها فإن قرية «كفر عون» أصبحت حديث المواطنين فى الآونة الأخيرة، كونها قضت على البطالة لدى شباب القرية، وتابع: «عدد منازل القرية بلغ 370 منزلاً، و21 منهم يقومون بزراعة أسطحهم».
«من مخزن مواد متهالكة إلى مصدر رزق الأسر وجنة منتجة»، هكذا وصف العمدة مشروع زراعة الأسطح بتلك العبارة، موضحاً أنه يتم زراعة 4 محاصيل فى العام على السطح الواحد، وتتمكن الأسر من الحصول على احتياجاتها وتصدير الفائض منها، إضافة إلى بيع الشتلات للمزارعين، كونها تعتمد على الزراعة الأورجانيك دون اللجوء إلى السماد الكيماوى.
وعن الورش داخل قرية كفر الشيخ أوضح «ربيع» أن عددها بلغ 9 ورش يعمل بها سيدات وفتيات وأطفال القرية، إذ يتناوب الجميع عليها على مدار اليوم طبقاً لأوقاتهم، فالبعض يعمل صباحاً والآخر مساء، موضحاً أن كل فئة عمرية داخل «كفر عون» لها عملها المحدد داخل تلك الورش، إذ يبدع الأطفال فى الأعمال البسيطة مثل التريكو وعمل الإكسسوارات، والنساء فى صناعة السجاد والكليم التى تتطلب بعض المجهود البدنى.
وأشار إلى أن القرية تشهد بشكل مستمر تنفيذ العديد من الورش لتدريب الأهالى على الأعمال داخلها، ويجرى توزيعهم بناء على رغبتهم، موضحاً أن الأمر تطور حالياً، حيث أصبح التدريب قائماً فيما بينهم.
ويروى أن آخر الأعمال المستجدة داخل الورش هى صناعة السجاد من جلود الأبقار والماعز، وأبدعت الفتيات فى تلك الحرفة التى تعتمد بشكل كبير على أدوات بدائية، بالإضافة إلى مجهود عضلى من السيدات، موضحاً أن التسويق لذلك المنتج أكبر من غيره، مضيفاً: «أصبحنا بلا بطالة، و95% من سكان القرية يعملون»، عبارة فخر رددها عمدة كفر عون بعدما أصبحوا نموذجاً يُحتذى به، ويلقون الدعم من كافة الجهات المعنية داخل نطاق محافظة البحيرة من مسئولى مشروعات ومسئولى الزراعة لمتابعة زراعتهم.
نائب المحافظ: «نقدم كل الدعم للأهالي.. ونفتح أبواب المعارض داخل المحافظة لتسويق منتجاتهم»
وقالت الدكتورة نهال بلبع، نائب محافظ البحيرة، إنها تدعم قرية كفر عون، حيث تم فتح أبواب المعارض داخل المحافظة لتسويق منتجاتها، مشيرة إلى أن المحافظة بكافة أجهزتها تقدم كافة أنواع الدعم، وتدعوهم بشكل مستمر إلى المشاركة فى المعارض داخل نطاقها وخارجها.
وأوضحت «نهال» أن المحافظة تساند أهالى القرية بالمشاركة فى أهم المعارض بمختلف المحافظات وليس فى البحيرة فقط، والتى من بينها معرض «ديارنا»، الذى تنظمه وزارة التضامن، حيث يشارك العديد من أهالى القرية فى عرض منتجاتهم والتعريف بأعمالهم وإبداعاتهم.