الأم المثالية بالدقهلية 2023.. مكافأة 30 عاما من الكفاح بعد وفاة الزوج
الأم المثالية في الدقهلية
سارت إيمان أحمد علي درب الحياة تواجه كثيرا من الصعاب، بداية من وفاة زوجها، حيث وجدت نفسها وحيدة أمام صراع مع الحياة برفقة 3 أبناء، واكتملت دائرة الفقد بابنها الذي رحل عن عالمنا بعد معاناة مع مرض القلب.
صبرت «إيمان» صاحبة الستين عاما علي كل ابتلاء مرت به في حياتها، فقابلته بالرضا، حتى نالت لقب الأم المثالية، تقديرا من بناتها لتضحيتها، وصمودها أمام الصعاب التي مرت بها في حياتها، حتى استطاعت أن ترسو بهن على شاطئ الأمان.
«حنان»: أمي تستحق لقب الأم المثالية
حنان محمود، ابنة السيدة «إيمان» قالت لـ«الوطن»، إن والدتها كانت تستحق لقب الأم المثالية، لذا قررت أن تكافئها وتقدم لها في المسابقة: «قررت أنا وأختي أن نقدم لأمي في المسابقة، وبالفعل بدأنا نجهز الورق، وهي عرفت وفرحت جداً، وقعدت تعيط كانت فرحانة أوي، وإحنا حبينا نكافئ أمنا، بعد رحلة طويلة كانت مليئة بالمشاكل والصعاب اللي واجهتها علشان تحمينا وتحافظ علينا».
تربية الأبناء بعد وفاة الزوج
وبحسب «حنان»، ابنة قرية دماص بالدقهلية، فإن والدتها بدأت رحلة كفاح كبيرة منذ وفاة والدها: « بابا اتوفى وكان عندي 9 سنين، ومعايا أخت، وأخ وكل دول مسؤولية ماما، خاصة أن المعاش 74 جنيها، يعني صعب تدبر أمورها بيهم، فبدأت تكافح، وقامت بتربية الطيور من أجل المساندة في مصاريف البيت».
وأضافت، أن والدتها عانت كثيرا مع أهل زوجها وأهلها: «بعد ما والدي توفي كان قبل وفاة أبوه أو أمه فحصل خلاف بسبب الإرث، وإن والدنا مات الأول، لكن ماما تخطت كل ده وقدرت تقف على رجليها، لغاية ما أهلها حاولوا يقنعوها تتجوز من زوج أختها بعد وفاة أختها، لكن ماما رفضت، لأنها كانت رافضة مبدأ الزوج نهائي بعد بابا».
غير أن كل الصعاب التي مرت بها «إيمان» لم تكن بقدر الوجع الذي نالته بعد اكتشاف مرض ابنها تقول الابنة صاحبة الـ37 عاما «اكتشفنا إنه عند مرض القلب في أولي إعدادي، ومن هنا بدأت رحلة كفاح كبيرة معه، وفضلت تحت رجله في كل مكان في المستشفى، وتسعي لآخر لحظة جنبه، لكن وفاته كانت هي الصدمة، مقدرتش تستحملها وتعبت جامد لدرجة بقى يجي لها أزمات قلبية».
وأضاف «حنان»، أن والدتها عانت الكثير بعد وفاة شقيقها: «صعب ابنها يموت وهو عنده 26 سنة، كان نفسها تفرح بيه وتشوفه عريس، لكن ده قدر ربنا ليها، وهي مؤمنة جدا، في بينها وبين ربنا عمار كبير، دايما صابرة وبتحمد ربنا على كل حاجة حصلت معها».
وذكرت الابنة، أنه منذ وفاة شقيقها ووالدتها دائمة الحضور إلى المقابر يوم الخميس من أجل زيارته: «كل يوم خميس تذهب للمقابر لبابا وأخويا، مينفعش يوم خميس يعدي من غير ما تروح ليهم، تقول لو مش قادرة اتحرك شيلوني ودوني، وتفضل قاعدة معهم تعيط وتتكلم معهم».
وأضافت «حنان» أن والدتها تطمح أن تنال مكافأة خاصة في الحياة، ألا وهي زيارة بيت الله الحرام: «ماما تروح الحج، وبكده هي مش عايزة أي حاجه في الدنيا».