أشعار الإمام الشافعي.. كلمات حاضرة وأداة للإصلاح والهداية رغم مرور 1200 عام
مسلسل رسالة الإمام الشافعي
مسلسل رسالة الإمام، حقق انتشارا واسعا حاز على ثقة المشاهد منذ اللحظات الأولى لعرضه عبر شاشات المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال موسم السباق الرمضاني الجاري.
وتدور أحداث مسلسل رسالة الإمام في نهاية القرن الثاني وبداية الثالث الهجري، حينما كانت الدولة المصرية تشهد تحزبات وتعصبات كبيرة للاستحواذ على السلطة، علاوة على إضافة الضغوط الاقتصادية وتعددية المذاهب.
وتحرص «المتحدة» على تقديم النماذج الدينية المعتدلة التي تسهم في تجديد الفكر الديني والحث عن التجديد، ومواجهة التطرف والغلو.
كلمات الإمام الشافعي
كلمات الإمام الشافعي ما زالت حاضرة، رغم مرور 1200 عام على رحيله، إذ تعيش أبياته الشعرية في وجدان الجميع، فهو ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقه الإسلامي، ومؤسس علم أصول الفقه، ومؤلف كتاب «الرسالة» أول كتاب في علم أصول الفقه، وهو العالم الذي مزج في فقهه بين طريقة أهل العراق والحجاز، وهو أيضا إمام في علم التفسير وعلم الحديث، وعمل قاضيا وعرف بالعدل والذكاء.
وأخرج الإمام الشافعي شعرا كلماته كالسيف الحاد في قوتها، بردا وسلاما على آذان السامعين، ولؤلؤ مكنون في قلوب الحافظين، إذ حاول من خلالها تجديد إحساس القلب المسلم بالحياة والإنسان، واستخدمه في تجديد الخطاب الديني.
أشعار الإمام الشافعي.. سهولة ويسر
الشيخ عبد العزيز النجار أحد علماء الأزهر الشريف، تحدث عن أشعار الإمام الشافعي، قائلًا إنه كان يتناول الأمور الاجتماعية والأخلاقية من خلال كلمات أبياته، واهتم بجانب أخلاق المجتمع ما يبرز في قوله الشهير «نعيب زماننا والعيب فينا، ومال لزماننا عيب سوانا»، لافتًا إلى أنه على رغم من كان في زمانه من الفتن والحروب وكثرة المذاهب الفقهية والفلسفية، فقد كان شعره سهلا وسلسا تناسب عبارته كل العصور، فتصل إلى وجدان المتلقي بسهولة ويسر.
وأضاف «النجار» لـ«الوطن»، أن شعر الإمام كان يتميز أيضا بعدم الإطالة حتى تصل الحكمة المنشودة للمستمع بلا ملل، فشعره كان مليئا بالعبر والمواعظ، وكانت أغراض الشعر لديه محددة وليس كباقي الشعراء الذين تتعدد عندهم أغراض الشعر، فكانت كلماته تتميز بالأمور الأخلاقية والاجتماعية والحكم التي تساهم في نشر الوعي الديني عند المتلقي، التي يحتاجها الناس في كل زمن ووقت، فكما كانت مهمة في زمان الشسافعي، أصبحت الآن أكثؤ أهمية في زماننا هذا.
الشعر وتجديد الخطاب الديني
وأوضح الشيخ الأزهري، أن الفكاهة كان لها حظا في شعر «الشافعي»، وذكر موقفا طريفا حينما كانت أم الإمام تصنع له طعام بالخبز والزيت ويشتكي من أنه يحرق كبده، فكتب شعرا لهذه الواقعة، قائلا: «تأميني بالزيت قالت مبارك وقد أحرق الأكباب هذا المبارك»، وكان أيضًا يتميز بنسب الفضل لمن سبقه بالعلم والفضل، فيعترف دوما بالفضل لصاحب الفضل مثل كلامه عن الإمام أبي حنيفة، قائلا: «لقد زان البلاد ومن عليها إمام المسليمن أبي حنيفة بأحكام وآثار وفقه، كآيات الزبور على الصحيفة فما بالمشرقين له نظير ولا بالمغربين ولا بكوفا».
وتابع أن استخدم أبيات شعره لتجديد الخطاب الديني، من خلال كلماته عن الأخلاق وحسن الحوار، واستحضر منها: «إذا شئت أن تحيا سليما من الأذى وحظك موفور وعرضك صيّن لسانك لا تذكر به عورة أمرىء فكلك عورات وللناس ألسن، وعينك أن إبدت إليك معايبا فصنها وقل يا عين للناس أعين»، هذا الشعر مس قلوب الناس ولامس قضايا الحياة المختلفة، ما له دور كبير في تجديد الوعي الديني في كل العصور.