«جلود الأضحية» ملايين مهدرة في صناديق القمامة.. كيف يمكن استغلالها؟
جلود الاضاحي
روائح كريهة تملأ أنوف المارة في شوارع القاهرة، تستمر لمدة أيام بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحى المبارك، السبب فيها معلوم للجميع، ويتلخص في إلقاء أغلب جلود الأضاحي في صناديق القمامة، وفقًا لما قاله محمد مهران رئيس شعبة الجلود في الغرفة التجارية.
طرق السلخ الخاطئة تحول الجلود إلى «هوالك»
وأضاف رئيس شعبة الجلود لـ«الوطن»، أنَّ إلقاء جلود الأضاحي ثروة قومية يمكن استغلالها والاستفادة منها عبر دخولها في صناعة الجلود وإنتاج منتجات تصلح للسوق المحلية أو تصدريها للخارج ما يزيد من الحصيلة الدولارية للبلاد في حال التصدير، وتقليل الاستيراد فيما يخفف الضغط على العملة الصعبة في حالة بيع تلك المنتجات في السوق المحلية، موضحًا أنَّ طرق السلخ الخاطئة وغير السليمة تحول تلك الجلود إلى «هوالك» لا يمكن الاستفادة منها وإلقائها في صناديق القمامة.
وعن فرص استغلال تلك الجلود بشكل أفضل، قال «مهران»، إنَّ أغلب الأضاحي يتمّ ذبحها في المنازل أو الشوارع من قبل أشخاص عاديون لا يملكون الخبرة الكافية في علمية السلخ ما يعرض جلد الأضحية إلى قطوع تحولها إلى جلود غير صالحة للاستخدام الصناعي، ورغم ذلك يمكن استغلال تلك الجلود عبر تصدريها، إذ تقطع بمقاسات 30 سم في 30 سم لاستخدامها في صناعة الغراء والجلاتين الطبي وعدد آخر من الصناعات المختلفة».
قرار وزاري يعيق الاستفادة من «هوالك الجلود»
وأكّد «مهران»، أنَّ هناك قرارًا وزاريًا تمّ إصداره في يونيو 2011 يعيق تصدير «هوالك الجلود» يجب العمل على إلغائه في فترة الـ3 أشهر التي تتزامن مع عيد الأضحى لتسهيل استغلال هذه الثروة المهدرة في الشوارع، وجلب عوائد دولاريه منها والحفاظ على البيئة وصحة الأنسان.
جلود البقر في حدود الـ500 جنيه
وتوقع رئيس شعبة الجلود أنَّ تكون جودة جلود الأضحية هذا العام أفضل من الأعوام السابقة نتيجة لارتفاع أسعارها، مشيرًا إلى أنَّ جلود الاضحية تباع هذا العام في حدود الـ500 جنيه تقريبًا للأبقار والجاموس مقابل 150 جنيهًا السنوات السابقة ما يشجع الجزار على الحفاظ عليها وعدم تعريضها لقطوع أو تلفيات، فيما تصل أسعار جلود المعاز والاغنام إلى 30 جنيهًا تقريبًا.
19623 رأسًا من الأضاحي ذبحت في مجاز الحكومة خلال 2022
في المقابل، أعلنت وزارة الزراعة، العام الماضي أعداد الأضاحي التي تمّ ذبحها داخل المجازر الحكومية على مستوى الجمهورية، والتي وصلت إلى 19623 رأسًا من الأضاحي المختلفة البقر، والجاموس، والجمال، والأغنام، والماعز.
تاريخ صناعة الجلود في مصر
وكانت صناعة الجلود والمدابغ ترتكز في القاهرة بشارع شريف، وفي عام 1864 قرر الخديوي إسماعيل نقل المدابغ من شارع شريف، إلى مدينة الفسطاط بمصر القديمة، ومع تزايد حركة العمران، قررت الحكومة في عام 1952، نقلها إلى منطقة البساتين، ولكن لم يكتمل انتقال كافة المدابغ، حتى بدأ التفكير الحكومي في الانتقال الخامس إلى منطقة الروبيكي ببدر في عام 1995، وفي 2017، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بضرورة إنهاء مشكلة نقل مدابغ سور مجرى العيون في منطقة مصر القديمة إلى مدينة الجلود بمنطقة الروبيكي في مدينة بدر.
مدينة الروبيكي لصناعة الجلود
وأنشأت الدولة المصرية «مدينة الروبيكي» على مساحة 490 فدانًا، وافتتحها الرئيس السيسي في يوليو 2020، باستثمارات ضختها الحكومة بلغت 2.3 مليار جنيه، بهدف إنشاء منظومة متكاملة بأحدث التكنولوجيا العالمية في مجال دباغة الجلود، وتضم 3 مراحل، بدءً من دباغة الجلود والمنتجات الوسيطة، وحتى الوصول للمنتجات النهائية، تضم المدينة 195 مصنعًا، وتحقق معدل نمو صناعي بقطاع الجلود يصل إلى 7% سنويًا، والمشروع يُحقق معدل إنتاج سنوي يصل إلى 150 مليون قدم2.
صناعة الجلود من أقدم المهن في التاريخ
ووفقًا لما ذكره موقع «Mahileather.com» فإن صناعة الجلود من اقدم المهن في التاريخ، وتلعب دورا اقتصاديا عالميا ينتج مجموعة واسعة من السلع، مثل الأحذية والحقائب والملابس، حيث يصل إنتاج الجلود العالمي من الأبقار الى حوالي %65، و%15 من الأغنام، و%11 من الخنازير و%9 من الماعز، وتشير التقارير أن %50 من الجلود المنتجة تدخل في الأحذية، تليها الأثاث، والملابس، وبعض الأجزاء في السيارات والطائرات.
وتتنوع مصادر الجلود الطبيعية منها أبقار وماعز وأفاع وجلود التماسيح، ولكل مصدر منها صناعته المختلفة التي يدخل فيها، وتشمل أنواع الجلود الطبيعية، الأبقار - الأفاعي - النعام - التمساح - سمك الراي اللاسع - القرطبي.
وتحتل الصين المرتبة الأولى عالميا في صناعة الجلود بواقع %16.3، ثم إيطاليا بنسبة %14.5، وفيتنام %12.0، وألمانيا %6.5، وإندونيسيا %4.8، وفرنسا %3.7، إلى جانب بلجيكا، والبرتغال، والهند.