«الميكنة» سرَّعت وتيرة الأعمال في العاصمة الإدارية.. وتوفير خدمات متعددة للموظفين
إحدى الموظفات بـ«الإنتاج الحربى» أثناء دخولها مقر الوزارة
بدأ موظفو وزارة الإنتاج الحربى المنتقلين إلى العاصمة الإدارية أول أيام انتقالهم إليها قبل قرابة شهرين مع مخاوف متعددة بشأن كيفية الانتقال إليها، إلا أن تلك المخاوف سرعان ما تبددت، بعد معرفتهم بتعاقد وزارة النقل مع شركات لإمكانية اشتراك موظفين معهم للانتقال من وإلى العاصمة مقابل اشتراك شهرى، بحسب ما ذكرت سارة سامى، موظفة فى الوزارة، موضحة أن ذلك يتزامن مع توفير خدمات القطار الكهربائى الخفيف الذى يربط بين الخط الثالث لمترو الأنفاق والعاصمة الإدارية الجديدة.
«سارة»: قطار وأوتوبيسات وميكروباصات لتسهيل الوصول لـ«الحي الحكومي».. ومنظومة العمل اختلفت بشكل كامل
ووصلت محطات القطار الكهربائى الخفيف، كما توضح «سارة» لـ«الوطن»، إلى مدينة الثقافة والفنون داخل العاصمة الجديدة، مع وجود أوتوبيسات كهربائية تنقل الموظفين من المحطة إلى الحى الحكومى، فضلاً عن وجود «ميكروباصات»، تصل لمناطق عدة، بينها رمسيس على سبيل المثال، مع قرب حصول المتقدمين على وحدات سكنية فى العاصمة أو «بدر» فى الفترة المقبلة.
وتوضح الموظفة فى «الإنتاج الحربى» أن انتقالهم إلى العاصمة الإدارية لم يمثل «عزال»، من مقر قديم إلى آخر جديد، وإنما هناك اختلاف تام فى منظومة العمل والفكر، وهو ما جهّزتهم الدولة له عبر التدريبات المكثفة التى خضعوا لها، من تدريبات بشأن التحول الرقمى، والمنظومات الإلكترونية الحديثة، فضلاً عن موضوعات بشأن قيم الولاء والانتماء، والفكر الإيجابى، والحوكمة ومكافحة الفساد، بالتعاون بين الوزارة والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة وهيئة الرقابة الإدارية.
وتلفت إلى أن الانتقال إلى العاصمة شهد تغييراً جذرياً فى أمور كثيرة، أهمها «بيئة العمل»، وذلك عبر الوجود فى مبانٍ مُجهزة بأفضل التجهيزات التكنولوجية، فضلاً عن الوجود فى مكان أوسع، مع وجود ديوان عام الوزارة مع الهيئة القومية للإنتاج الحربى فى مبنى واحد، بما حسَّن التنسيق المشترك، ووفر الوقت والجهد، سواء فى الاجتماعات أو غيرها من الموضوعات التى تحتاج للتنسيق المشترك. وتشيد «سارة» بالاهتمام بتجهيزات الموظفين من ذوى الهمم فى مبانى وزارات الحى الحكومى، عبر توفير مسارات خاصة لمن يستقل «كرسى متحرك»، أو وسائل مساعدة أو أطراف صناعية، بداية من الدخول من باب الوزارة، وصولاً لدورات المياه وغيرها، معتبرة ذلك احتراماً من الدولة لـ«إنسانية ذوى الهمم».
وتنوه بأن الوزارة تتجه إلى التحول الرقمى، بما يجعلها تستغنى عن الورقيات بالتدريج، مشيرة إلى مساهمة ذلك فى مواجهة التغيرات المناخية والتكيف معه، خاصة مع إيجابية هذا الأمر فيما يتعلق بالقضايا البيئية والتحول الرقمى. وتشير إلى أن «التحول الرقمى» يبدأ من «ماكينات البصمة» المتعددة الموجودة فى مدخل الوزارة الرئيسى، بما يضمن عدم التزاحم أو التكدس خلال الدخول أو الخروج من الوزارة وصولاً لكل شىء فى آلية العمل.
«حسانين»: بدأنا الاستغناء عن الورقيات تدريجيا.. ونلجأ لمنظومة إلكترونية «مؤمّنة»
ويلتقط مصطفى حسانين، مدير عام السكرتارية الفنية بمكتب وزير الإنتاج الحربى، أطراف الحديث، مشيراً إلى أن «الإنتاج الحربى» هى وزارة ذات طبيعة خاصة، ومن أميز وزارات العاصمة الإدارية نظراً للانضباط الشديد فى آلية ومنظومة العمل، فضلاً عن توافر التكنولوجيا الحديثة وذات الطبيعة الفائقة. ويضيف أن فكرة الحى الحكومى مميزة للغاية، وتسهّل من التعاون والتنسيق المشترك بين الجهات الحكومية وبعضها البعض.
ويلفت «حسانين» إلى أن طبيعة العمل فى وزارة الإنتاج الحربى مع الانتقال للعاصمة الجديدة تختلف تماماً عن آلية العمل القديمة، بداية من الاستغناء التدريجى عن الورقيات، والاتجاه لمنظومة إلكترونية مؤمّنة وغير قابلة للاختراق، على حد وصفه. ويشير إلى أن كل وثيقة أو ملف موجود على المنظومة الإلكترونية يكون خاصاً بالشخص العامل عليه فقط، ليشاركه بعدها مع مديره المباشر أو الأشخاص ذوى الصلة بهذا الموضوع، وأن المنظومة بها درجة سرية لكل ملف.
ويتوافق حديث «حسانين» مع ما ذكره أحمد عبدالخالق، مدير عام بالإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، لافتاً إلى أن الانتقال للعاصمة الإدارية بمثابة نقلة تكنولوجية تؤدى لسهولة التنسيق بين الوزارات، وتيسير الأعمال الحكومية عبر «الميكنة»، بما يوفر الوقت والجهد واستقبال المكاتبات وإرسالها. ويشدد «عبدالخالق» على استقرار العمل داخل العاصمة الإدارية، مع انتظام المواصلات والخدمات وغيرها، وبالتبعية معدلات العمل والإنجاز.
وعزا مصطفى سرور، موظف فى مكتب الوزير، التطور التكنولوجى الكبير الذى تشهده العاصمة الإدارية الجديدة إلى توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، ببناء «الجمهورية الجديدة»، مضيفاً: الحكومة «لم تعزل»، ولكن منظومة العمل الإدارى تغيرت للأفضل، وتم تقريب الجهات الحكومية من بعضها البعض، وبالتالى وتيرة إنجاز أعمال أسرع.
«عاطف»: مطاعم وصيدليات وكافيهات
ويلتقط أحمد عاطف أحمد، أخصائى علاقات عامة ومراسم بالهيئة القومية للإنتاج الحربى، أطراف الحديث، لافتاً إلى أن الموظفين لدى بداية انتقالهم لم يعتادوا هذا الانتقال، لكن الوضع حالياً أصبح طبيعياً، مضيفاً: «الوضع الآن أفضل كثيراً مما كان عليه يوم 1 يونيو 2023 مع بداية انتقالنا».
ويضيف «عاطف»: «المكان كويس، وفيه خدمات مثل صيدليات ومطاعم ووسائل نقل جيدة جداً».
«نعيم»: ربط الجهات الحكومية إلكترونيا
وشدد حسام نعيم، أخصائى علاقات عامة ومراسم، على أن الانتقال للعاصمة الإدارية سهّل التواصل والتنسيق مع الجهات الحكومية والإدارية الأخرى فى أداء أعمالهم، عبر التواصل المباشر، أو استخدام المنظومات الحديثة للربط بين الجهات الحكومية وبعضها البعض.
«سمر»: الدورات التدريبية أهّلتنا لـ«التغيير»
وتؤكد سمر محمد، محامية فى مكتب المستشار القانونى للوزير، أن الدورات التدريبية التى حصل عليها الموظفون قبل الانتقال للعاصمة أهّلتهم لـ«تقبُّل التغيير التكنولوجى» الذى تم فى منظومة عملهم، موضحة أنهم لدى انتقالهم للعاصمة الإدارية تواصلوا مع الزملاء فى الوزارات الأخرى الذين انتقلوا قبلهم، ونقلوا لهم خبراتهم. ولفتت إلى وجود تقييم دائم من قبَل مسئولى الوزارة والهيئة القومية للإنتاج الحربى لملف الانتقال، وغيره من الموضوعات، مع علاج وتلافى أى ملاحظات، بما يؤدى لرفع الكفاءة الإنتاجية.
وتذكر رنا طارق، أخصائية بالمكتب الفنى بالإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، أن المنظومات الإلكترونية وقاعدة البيانات تُسهل كثيراً من عملية أرشفة المعلومات الجديدة، والبحث فى قواعد البيانات واسترجاعها بكل سهولة، بعدما كانوا يستغرقون وقتاً طويلاً فى البحث والتدقيق. وشددت على أن الميكنة أسهمت فى سهولة العمل وزيادة معدلات الإنجاز والإنتاجية بشكل كبير.