«النيروز» عيد المصريين
«النيــروز» عيد المصريين
اليوم.. بداية السنة القبطية 1740 وهى امتداد للتقويم المصرى القديم الذى يسجل 6265 عاماً
فى مصر، تعانقت القلوب، وتصافح المحب والمحبوب، والتقى يوسف ويعقوب، وكلم موسى على أرضها ربه، وجاءها المسيح لاجئاً، فتقدّس التراب بخطى العذراء وهى تحمله، فهنا مبدأ التاريخ وأصل الحضارة الإنسانية، التى تسلسلت فى سلاسل لم تنسل إحداها عن الأخرى يوماً، منذ أن وحّدها «مينا» قبل أكثر من خمسة آلاف عام. تلك مصر التى عَرّفت العالم «التقويم» وحساب الأيام والسنوات، قبل 6265 عاماً، منذ أن وضعه الحكيم الفلكى «توت» عام 4241 قبل الميلاد، وقسّمت السنة إلى فصول، والفصول إلى شهور، والشهور إلى أيام، فى حسبة ارتبط بها الزرع والماء، وكانت مصدراً للخير والنماء. يبدأ اليوم «توت» ليطوى التاريخ عاماً ويفتتح عاماً جديداً، ليحتفل المصريون بعيد قديم قدم تلك الأرض، توارثوا مظاهره جيلاً بعد جيل، وسجلوه على جدران معابدهم، ووثّقوه فى فلكلور شعبى خالص، ربط بين الآلهة والبشر فى مصر القديمة.
«تقويم» لم يتخلّ عنه المصريون حينما عرفوا عبادة «التوحيد»، واستمروا فى العمل به كما هو حتى إن غيروا اسمه لـ«التقويم القبطى»، تخليداً لذكرى تضحيات أجدادهم فى عهد الإمبراطور الرومانى دقلديانوس، حيث صفّروا تقويمهم القديم وبدأوا العدّ فى التقويم الجديد ابتداءً بجلوس هذا الإمبراطور على العرش عام 284 ميلادية، ليحمل هذا التقويم اليوم رقم 1740. تنوعت التقاويم مع انفتاح الحضارات على مصر «ميلادى وهجرى»، ولكن ظل المصريون يحتفظون فى صدورهم بتقويمهم القديم، يورثه الفلاحون لأبنائهم، ليرسموا مواسم الزراعة، يذكره الكهنة فى كنائسهم حتى لا ينسوا تاريخ من سالت دماؤهم دفاعاً عن عقيدتهم، ويحتفل به المصريون جميعاً احتفاءً بتاريخ لم يسبقهم إليه أحد حتى يوم الناس هذا، ليكون الأول من توت «عيداً للمصريين» اسموه «النيروز».