إصابة ابنة عمها «جهاد» بالمرض، كانت النقطة الفاصلة في حياة «هاجر»، فلم تتخيل يومًا أنها ستكون سببًا في بقاء ابنة عمها على قيد الحياة بين أحضان أسرتها وأبنائها، فالأطباء أكدوا أن المريضة تحتاج إلى التبرع بفص كبد للبقاء على قيد الحياة، فلم تستطع هاجر الوقوف مكتوفة الأيدي، ومن دافع حبها لابنة عمها، قررت أن تكون المتبرعة بفص الكبد.
هاجر سيد، تخرجت في إحدى معاهد التمريض بمحافظة أسيوط، ومنذ أيام، أصيبت ابنة عمها بإعياء شديد، نُقلت على إثره إلى المستشفى، تروي «هاجر» لـ«الوطن»، معاناة ابنة عمها، وبحث الأطباء عن متبرع بفص كبد لها: «كانت في حالة صعبة جدًا وحالتها بتتدهور، الأطباء قالوا في الأول إن ممكن تكون عندها مشاكل في المرارة، بس بعد كده ظهر عليها أعراض انتفاخ، والأطباء قالوا إنها محتاجة تبرع بفص كبد».
«هاجر» توافرت فيها شروط التبرع
طلبت «هاجر» على الفور من أسرتها أن تكون هي سعيدة الحظ بإنقاذ حياة ابنة عمها، ورغم محاولات الأسرة بالكامل التبرع، يشاء القدر أن ابنة أسيوط هي الوحيدة التي توفرت بها شروط التبرع، هي وفرد آخر من العائلة: «أهلي رفضوا في الأول وكلهم خضعوا لفحوصات التبرع، بس أنا الوحيدة اللي توافرت فيا الشروط أنا وأحد أفراد العائلة، بس هو رفض بسبب الخوف».
اختلاف فصيلتي الدم.. مشكلة جديدة
سافرت «هاجر» والمريضة «جهاد» إلى مستشفى عين شمس التخصصي لإجراء زراعة فص الكبد، ولكن هناك، قال الأطباء أن اختلاف فصيلتي الدم يمكن أن يؤدي إلى حدوث مضاعفات ومشاكل، وأن السبيل إلى النجاة أصبح ضعيفًا: «مضيت إقرار إن لو حدث وفاة فالمستشفى أخلت مسؤوليتها، وضحيت بحياتي عشان حياة أم، أنا عملت ده عشان ابنة عمي وابتغاء مرضات الله، وما أملاهُ ضميري عليا».
نجاح العملية
نجحت العملية رغم صعوبتها، وعادت الأم «جهاد» إلى ممارسة حياتها الطبيعية مرة أخرى، رغم المضاعفات التي تلت عملية التبرع وزراعة فص الكبد، تستكمل حديثها لـ«الوطن»: «محستش بأي خوف، لكن التجربة كانت صعبة، ومرت الحمد لله، وتعبت بعد العملية لأن سني صغير وتعبت نفسيًا من القعدة في العناية وماكنتش بشوف حد من أهلي، فحالتي ساءت وحصل لي شوية مضاعفات، ومكناش مصدقين إن العملية نجحت الحمدلله».
تعليقات الفيسبوك