سد اللاهون.. رمز عمره 4 آلاف سنة في الحضارة المصرية
سد اللاهون بالفيوم
نحو 4 آلاف سنة مرت على بناء سد اللاهون أحد عجائب الحضارة المصرية الخالدة الذي ما زال صامدًا ويعمل بكفاءته حتى الآن في موسم الفيضان في الشتاء من كل عام حيث يتولى حجز المياه الزائدة عن إقليم الفيوم في شهر يناير من كل عام من تأسيسه في عهد الأسرة المصرية الثانية عشر وحتى الآن، على الرغم من كونه أقدم سد في التاريخ.
وتستعرض «الوطن» حكاية سد اللاهون، وأين يقع؟ ومن شيده ولماذا، وسر صموده إلى الآن، ودوره في حماية الفيوم من الغرق في فصل الشتاء من كل عام.
أين يقع سد اللاهون؟
ويقع سد اللاهون على بحر يوسف، بمنطقة اللاهون بدائرة مركز شرطة الفيوم، وسُمي سد اللاهون بهذا الاسم نظرًا لأنّه شيد في منطقة كانت تُعرف قديمًا باسم «راحن» أي «فم البحيرة» لوقوعها في المدخل الجنوبي الشرقي للفيوم، ثم تم تحويرها إلى كلمة «لاهون» في اللغة القبطية، وجرى إضافة «ال» التعريف خلال العصر الإسلامي، ويعد إعجازا هندسيا فنيا معماريا يصعب تقليده إلى الآن.
من هو الملك الذي أقام سد اللاهون؟
وأُقيم سد اللاهون على يد الملك أمنمحات الثالث سادس ملوك الأسرة الثانية عشرة، في عصر الدولة الوسطى، والذي عُرف بحرصه على استصلاح أراضي الفيوم، وإجراء العديد من الإصلاحات الزراعية، والإدارية والمالية، وأنظمة الري بها لاستغلال موارده بالشكل الأمثل.
لماذا أنشأ الملك أمنمحات الثالث سد اللاهون؟
وأوضحت نيرمين عاطف مدير إدارة الوعي الأثري بآثار الفيوم في تصريحات خاصة لـ «الوطن» أنّ سبب إنشاء الملك أمنمحات الثالث سد اللاهون يرجع إلى مواجهة الفيضان الذي كان يتسبب في إغراق الفيوم والحد من أضراره، وتخريب أراضيها الزراعية، بل وخسائر بشرية في بعض الأوقات، فضلًا عن الاستفادة من مياه الفيضان بتخزينها في منخفض الفيوم، لذلك أقام سد اللاهون الكبير وبه عدة فتحات لتقوم بتصريف المخزون من المياه والتي عُرفت بقناطر الفيوم.
هل يوجد سد اللاهون حتى الآن؟
وأشارت إلى أنّ سد اللاهون لا زال يوجد حتى الآن، وقد تولى السلطان الظاهر بيبرس تجديده وإعادة بناءه من الحجر الصلب، في العصر المملوكي، لضمان استمرار تنظيم دخول المياه إلى الفيوم عبر بحر يوسف، ثم تم ترميمه مرة أخرى عام 1512 في عهد السلطان الغوري.
ما النتائج المترتبة على بناء سد اللاهون؟
وبيّنت أنّ النتائج المترتبة على بناء سد اللاهون تمثلت في حماية إقليم الفيوم من الفيضان، وإنقاذ الأراضي الزراعية من الغرق، وزيادة الرقعة الزراعية بإقليم الفيوم، وتخزين مياه الفيضان ليتمكنوا من استخدامها وقت الحاجة.