«أبو شمعة» لسه منور.. فوانيس «عم عتمان» على قديمه وبـ40 جنيه
عتمان محمود
يجلس منحني الظهر، يستخدم معداته البسيطة لمدة 3 أشهر في تصنيع فوانيس الصاج والصفيح، التي تدخل البهجة والفرحة على قلوب الأهالي، ثم يعود عتمان محمود، 80 عاما، إلى مهنته الأساسية في سمكرة بوابير الجاز، ليستمر على هذا الحال لمدة 60 عاما، من الشقاء والتعب، لم يمل أو يكل خلالها لحظة.
لم يهو «عتمان» المذاكرة والذهاب إلى المدرسة يوميا، واكتفى بحصوله على الشهادة الابتدائية، ليقرر العمل في مجال سمكرة بوابير الجاز، إذ كان يهرب من والده، ويذهب إلى أحد معلمين المجال في المحلة الكبرى بمحافظة الغربية: «والدي عرف إني بهرب من المدرسة، وأروح عند واحد سمكري، قالي أنت غاوي المهنة دي خلاص كمل فيها».
السمكرة مصدر قوت «عتمان» في الدنيا
أصبحت السمكرة هي مصدر قوت «عتمان» في الدنيا، حتى أنه لم يتجه للعمل مع والده في أحد أفران الخبز، ليستقل بذاته ويعتمد على نفسه، وبعد معرفته أسرار المهنة، قرر أن يفتح ورشة خاصة به، لجميع أنواع السمكرة: «بعد كده قولت ليه مشتغلش في الفوانيس جنب شغلي الأساسي، وصرفت منها على ولادي الخمسة».
ينتظر «عتمان» شهر رجب من كل عام، حتى يبدأ في تصنيع فوانيس رمضان بخاماتها المختلفة، منها الزجاج والصاج والصفيح، وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، ثم تجميعها إلى فوانيس بأحجام مختلفة: «أول ما رمضان يقرب أبدأ في شغل الفوانيس، وفضلت على الحال ده لمدة 60 سنة، ولحد النهاردة مكمل».
تطوير أشكال وخامات الفوانيس
طوَّر الرجل الثمانيني من أشكال وأحجام وخامات الفوانيس بتطور الزمن، مثل فانوس الشمعة، الذي يبدأ سعره من 40 جنيها إلى 70 جنيها، وتتراوح أسعار الفوانيس في المجمل بين 100 جنيه و650 جنيها، بالإضافة إلى فانوس البرج ويصل طوله إلى 150 سنتيمترا، ويصنع من الزجاج والصاج معا، أو باستخدام خامة الصفيح الأصفر.