في ذكرى وفاة «طبيب الغلابة».. كيف وهب محمد مشالي نفسه لخدمة الفقراء؟
الدكتور الراحل محمد مشالي «طبيب الغلابة»
4 سنوات مرت على رحيل الدكتور محمد مشالي، الذي أطلق عليه أبناء قريته لقب «طبيب الغلابة»، الذي لم يتوانَ الطبيب المتخصص في أمراض الباطنة وطب الأطفال والحميات يومًا عن خدمة الفقراء، حتى رحل عن عالمنا في 28 يوليو 2020 عن عمر ناهز 76 عامًا، إثر هبوط مفاجئ في الدورة الدموية.
من هو محمد مشالي طبيب الغلابة؟
محمد مشالي المعروف إعلاميًا بـ«طبيب الغلابة» ولد في بمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة عام 1944، وتخرج في طب قصر العيني القاهرة عام 1968، وتنقل للعمل في عددٍ من الوحدات الريفية داخل محافظة الغربية، وتزوج من طبيبة كيميائية وأنجب منها 3 أبناء هم: «عمرو، وهيثم، ووليد»، كما كان مُتكفلًا برعاية إخوته وأبناء أخيه الذي توفي مبكرًا وتركهم له.
الدكتور محمد مشالي تدرّج في العديد من المناصب داخل مستشفيات محافظة الغربية، فـ بحسب تصريحات تليفزونية لعمرو محمد مشالي، الابن الأكبر للطبيب الراحل ، فقد شغل منصب مدير مستشفى الأمراض المتوطنة ثم عمل مديرًا لمركز طبي في طنطا حتى خرج على المعاش في 2004، كما أنّ لديه 3 عيادات الأولى في مدينة طنطا، بجوار مسجد السيد البدوي، والثانية في قرية محلة روح، والثالثة في قرية شبشير الحصة، بمركز طنطا التي افتتحها عام 1975.
كيف وهب محمد مشالي نفسه لخدمة الفقراء؟
سنوات طويلة كرّسها الطبيب محمد مشالي لخدمة الفقراء الذي شعر أنّه ينتمي إليهم، إذ لم يزد ثمن الكشف عن 10 جنيهات في إحدى عيادات طنطا، أما العيادتان الموجودتان في المدينة نفسها فقيمة الكشف فيهم 5 جنيهات فقط، فبحسب تصريحات تليفزونية سابقة للطبيب الراحل قبل وفاته، فقد نشأ في أسرة بسيطة، وبسبب ضيق الحال كان مُهددًا بعدم الالتحاق بكلية الطب بسبب زيادة مصروفاتها: «أنا حصلت على الثانوية العامة بتفوق ووالدي أخدني علشان يقدملي في كلية الطب في القاهرة ولقى أنّ المصاريف هتبقى غالية فقالي يا ابني المصاريف هتبقى غالية، ويشاء ربنا اليوم ده الرئيس جمال عبدالناصر يصدر قرار مجانية التعليم ولولا القرار ده مكنتش اتعلمت».
وصية من والد محمد مشالي على فراش الموت، وأخرى من أساتذته في طب القصر العيني كانت سببًا في أن يهب الطبيب السبعيني نفسه لخدمة الفقراء، يقول في تصريحات سابقة: «والدي قبل ما يموت قالي بوصيك يا محمد اوعى يجيلك واحد غلبان وتاخد منه كشف، أما أحد أساتذتي الكبار اللي درسوا لي في طب قصر العيني، قال لنا اللي بيسعى للمال يروح يشتغل في البورصة والاستيراد والتصدير، لأن الطب مهنة إنسانية».