عواصف وفيضانات تضرب بقوة في أمريكا وآسيا وأفريقيا
إعصار «ياجى» تسبب فى دمار كبير شرق آسيا
على مدار ساعات قليلة، ضربت موجة أعاصير متزامنة مناطق متفرقة من أنحاء العالم، بداية من الساحل الجنوبى الشرقى للولايات المتحدة الأمريكية، مروراً بسواحل نيجيريا فى غرب القارة الأفريقية، وصولاً إلى فيتنام فى جنوب شرق آسيا، لتخلف وراءها خسائر هائلة فى الأرواح والممتلكات، كما تركت مدناً بأكملها فى ظلام دامس، وسط تحذيرات من استمرار التداعيات الناجمة عنها حتى وقت لاحق من هذا الأسبوع.
العاصفة «فرانسين» تتسبب فى قطع الكهرباء عن 450 ألف منزل فى جنوب شرق الولايات المتحدة
فمنذ أواخر الأسبوع الماضى، بدأت العاصفة الاستوائية «فرانسين»، التى صُنّفت فى البداية كإعصار، فى التحرك داخل البر فى جنوب الولايات المتحدة، لتحرم السكان من الكهرباء، وتثير مخاوف واسعة من حدوث فيضانات شديدة، وبثت محطات تليفزيون محلية صوراً لبلدات اجتاحتها العاصفة، حيث غمرت المياه بعض الشوارع، ووضع السكان أكياساً من الرمل لحماية ممتلكاتهم، وانقطعت الكهرباء عن أكثر من 450 ألف منزل وشركة فى عدة مناطق فى جنوب شرق الولايات المتحدة، منها نحو 380 ألف منزل فى ولاية لويزيانا وحدها.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن آثار العاصفة طالت ولايتى ميسيسبى وألاباما المجاورتين، حيث انقطعت الكهرباء عن أكثر من 75 ألف منزل وشركة، وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية من أن «الأمطار الغزيرة تنتشر عبر ميسيسبى وألاباما وشمال فلوريدا»، فيما توقع مركز الأعاصير الأمريكى أن تتراجع حدة العاصفة «فرانسين» مع تحركها داخل البر، بعد وصولها إلى اليابسة فى لويزيانا، نهاية الأسبوع الماضى، كإعصار من الفئة الثانية، ثم تراجع إلى الفئة الأولى مع بداية هذا الأسبوع، وفقاً للمركز الوطنى للأعاصير.
وتراجع تصنيف «فرانسين» ليصبح عاصفة استوائية، تصاحبها رياح شديدة بسرعة بلغت 85 كيلومتراً فى الساعة، وتسببت العاصفة فى ارتفاع مستوى سطح البحر بين متر ومترين، كما صاحبها هطول أمطار غزيرة فى مناطق من لويزيانا وميسيسبى وألاباما وفلوريدا، كما أثرت العاصفة على منطقة مدينة نيو أورليانز على نحو خاص، حيث دعا رئيس البلدية السكان إلى الاحتماء فى منازلهم، وتعرضت هذه المدينة الكبيرة فى لويزيانا لدمار واسع فى أغسطس 2005، بسبب الإعصار «كاترينا»، أحد أكثر الأعاصير حصداً للأرواح فى تاريخ الولايات المتحدة، إذ أسفر عن مقتل أكثر من 1800 شخص.
إعصار «ياجى» يقتلع الأخضر واليابس فى شرق آسيا
وفى جنوب شرق آسيا، لقى أكثر من 143 شخصاً مصرعهم نتيجة الأمطار الغزيرة الناجمة عن الإعصار «ياجى»، خصوصاً فى شمال فيتنام، التى شهدت فيضانات هائلة، بينما أبلغت دول مجاورة عن سقوط أولى الضحايا على أراضيها، وبحسب مصادر محلية، فقد أودى انهيار التربة فى إحدى القرى بإقليم «ولا كاى»، شمال فيتنام، بحياة 22 شخصاً على الأقل، واعتبر أكثر من 73 آخرين فى عداد المفقودين، وبعد أكثر من يومين على مرور الإعصار، لا تزال فيتنام تكافح أهوال العاصفة الاستوائية، التى ضربت شمال البلاد فى وقت سابق من الأسبوع الماضى، بأمطار غزيرة، ورياح عاصفة بسرعة تجاوزت 150 كيلومتراً فى الساعة.
وأفاد سكان محليون بحدوث فيضانات غير مسبوقة منذ عدة عقود، خصوصاً فى العاصمة هانوى، حيث أدى ارتفاع منسوب «النهر الأحمر» إلى إجلاء مئات الأشخاص، وقال «نجويين تران فان»، الذى يعيش بالقرب من ضفاف نهر هانوى منذ 15 عاماً: «لم أكن أعتقد أن المياه سترتفع بهذه السرعة، إنّه أسوأ فيضان شهدته فى حياتى»، وأضاف الموظف البالغ من العمر 41 عاماً، والذى تمكّن من نقل أثاث بيته إلى الطابق العلوى: «لو ارتفعت المياه أكثر قليلاً، لكان من الصعب جداً علينا المغادرة».
وأكدت وكالة إدارة الكوارث فى فيتنام أن الأمطار الغزيرة، الناجمة عن إعصار «ياجى»، تسببت فى حدوث انهيارات أرضية وفيضانات مميتة، فى المناطق الشمالية، مشيرةً إلى أنه تم تسجيل 143 قتيلاً، وفق أحدث حصيلة بالإضافة إلى فقدان 59 آخرين، كما حدثت أضرار جسيمة فى الممتلكات وتعطلت الأعمال والصناعة وطلبت بعض المدارس فى هانوى من الطلاب البقاء فى منازلهم حتى نهاية الأسبوع، بسبب مخاوف من تجدد الفيضانات، بينما تم إجلاء آلاف السكان الذين يعيشون فى المناطق المنخفضة، وفقاً لمصادر ووسائل إعلام حكومية.
وفى غرب القارة الأفريقية، أودت الفيضانات الشديدة فى مدينة «مايدوجورى»، بشمال شرق نيجيريا بحياة ما لا يقل عن 30 شخصاً، وأجبرت أكثر من 400 ألف شخص على النزوح من منازلهم، بحسب ما أعلن مسئولون محليون، وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ، حزقيال مانزو، إنه بعد يوم من اجتياح مياه الفيضانات آلاف المنازل فى عاصمة ولاية «بورنو»، فقد بلغت حصيلة الضحايا الذين أمكن حصرهم 30 قتيلاً، بينما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زبيدة عمر، موظفة أيضاً بالوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ، قولها إن «الوضع فى مايدوجورى مخيف للغاية، لقد اجتاح الفيضان نحو 40% من المدينة بأكملها، وقد أُجبر الناس على ترك منازلهم، وتناثروا فى كل مكان».