موظفو المطاعم يكشفون خطة التعايش الآمن: بوابات تعقيم.. ومنع التجمعات
هيثم
رحب عدد من العمال بما يتردد حول عودة الحياة إلى طبيعتها تدريجيا في الفترة المقبلة، مشيرين إلى أنه قرار طال انتظاره لتعويض الخسائر التي تكبدوها بسبب تقليل العمالة في بعض الأماكن والاقتصار على خدمات الدليفري، الأمر الذي بدوره قلل من فرص الحصول على مصادر دخل إضافية بجانب المرتب الأساسي والذي تأثر كثيرا بفعل الأزمة.
من جانبهم أوضح عدد من مديري المطاعم بالقاهرة الكبرى أن هناك إجراءات استثنائية ستتخذها الإدارات لتأمين العمال وكذلك العملاء حال صدور قرار بعودة العمل داخل المطاعم والسماح باستقبال جمهور ، مشيرين إلى أن هناك نية كبيرة إلى تطبيق أنظمة التباعد كما حدث في بعض مطاعم الدول الأوربية إلى جانب تقليل عدد العملاء وتوفير أدوات تعقيم ووقاية وبوابات وكذلك توزيع كمامات على الزبائن في حال عدم ارتداء أحد العملاء كمامة.
في هذا الإطار يقول هيثم عبدالحميد، مدير علاقات عامة بسلسلة مطاعم شهيرة، إن إدارة المطاعم التي يعمل بها قررت أن توفر بوابات تعقيم تثبت على أبواب الفروع، إلى جانب اتخاذ المزيد من الإجراءات الاحترازية كأن يتم تقليل سعة المطاعم حتي لا يكون هناك تكدس داخل المطاعم: "هنستقبل 50% من العملاء والباقي هنخليه ينتظر في سيارته ومش قدام المطعم منعا للتكدس، وجوه المطعم بقى هنهتم أكتر بالكمامات والمطهرات".
يمسك بطرف الحديث حسام سيف منسق تدريب بأحد المطاعم الكبرى، ويقول أنه في بداية الأزمة بدأ الإقبال يقل حتى أصبح منعدما وذلك قبل قرار الحكومة بإغلاق المطاعم، مستشهدا بأحد فروعهم في منطقة الهرم الذي كان يشهد ازدحاما بشكل مستمر إلى حد دفع إدارة سلسة المطاعم التي يعمل بها إلى وقف الخدمة به نهائيا والاكتفاء فقط بالدليفري بعد أن كان يتم تسليم الأطعمة أمام المطعم: "مفيش استغناء عن العمال وكل عامل ملتزم إنه يلبس كمامة ونتمنى الفترة الجاية نفتح تاني علشان نعوض خسائرنا".
وعن استعدادات المطعم في حال إعادة فتح المطاعم للجمهور مرة أخرى يقول "سيف" أن أحد موظفي إدارة الجودة بالمطاعم التي يعمل بها سيمر يوميا للتأكد من تطبيق إجراءات الوقاية، والعميل لن يسمح له بالدخول دون إرتداء كمامة والمرور على بوابات التعقيم: "الترابيزات هتترتب بشكل جديد بحيث تكون بعيدة عن بعضها، ده غير إن شغلنا كله هيكون سوشيال ميديا علشان العمل لما يجي يكون عارف هو محتاج ايه ومقرر وده تجنبا لكثرة الحديث بين العمال والعملاء وبكده ممكن فرص انتقال الفيروس".
ويقول مجدي بشري مدير مطاعم، بأحد الشركات الخاصة أنه تقرر عقد دورة تدريبية للموظفين عن كيفية التعامل في الفترة القادمة مع الكمامات إلى جانب التدريب على كيفية التطهير والتعقيم بشكل يحمي من انتقال الفيروس:"الترابيزات هيكون بينهم مسافات متر ونص وبدل ما يقعد ٦ أفراد هتبقى اتنين"يشكو "بشري" من الوضع السئ الذي عاني منه هو وزملائه لفترة طويلة بسبب فيروس كورونا المستجد ويقول أن الافرع الآن لم تعد تحقق الإيرادات التي تضمن للعمال مرتباتهم ما دفع إدارة المطاعم إلى تحمل رواتب الموظفين.
ويتابع:"عندنا رغبة إن المطاعم ترجع تشتغل تاني، ومن ضمن الحاجات اللي هنكون حرصيين عليها هي استمرار تغليف الطعام بشكل محكم منعا للتلامس وتوصية أفراد الدليفري بعدم ملامسة باب العميل أو الجرس الخاص به"، يحط الطلب قدام الباب والعمبل يسيب الفلوس على الشنطة، ده غير إنه هيفضل مستمر في لبس، الكمامة والجوانتي".
يتفق معهم في الرأي محمد عبدالرحمن صاحب أحد شركات صناعة الأكياس البلاستيكية، الذي يؤكد أن الجميع يسعى لعودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى بعد أشهر عدة من الخسائر:" عندي العمال مبتخرجش من المصنع وبيباتوا فيه منعا لانتقال العدوى والعربيات اللي بتنقل الأكياس قبل ما تدخل بتتعقم".
ويقول محمد علي خليل، مراقب جودة في أحد مصانع غزل المحلة المخصصة لإنتاج الكمامات، إنه لا بد من أن يحافظ كل مواطن على صحته التي هي تاج على رأسه وألا يستهين أحد بالفيروس المستجد، مشيرا إلى ضرورة توجيهه حملات توعوية للفئات الأقل تعليم حتى يتسنى لهم التعرف على الضرر المحدق الذي سينال من الجميع: "شغالين بطاقة 50%، وعندنا 3 ورديات، الأولى مع التانية بتشتغل أربع أيام، والوردية التالتة تيجي أربعة برضه وده بيتم بالتبادل ما بينهم، بنطبق إجراءات الوقاية من خلال لبس الكمامة في فترة الشغل والكمامات، عندنا أربع بوابات تعقيم، وكمان فيه تباعد وعدم استخدام أدوات بعض الشخصية".
يقترح "خليل" أن يتم تسليم العمال كمامات بتكلفة المادة الخام وذلك نظرا لارتفاع تكلفة الكمامات خارجيا، مشيرا إلى أن إدارة الشركة قررت أن تدرس متطلبات السوق حتي تساعد الدولة في إنتاج الكمامات وحينها بدأ التفكير في تعديل بعض الماكينات كي تنتج كمامات.
ويقول هاني عبد الحليم عامل بوفية بأحد مصانع الكمامات أنه يشعر لأول مره بأن الدولة تعمل على حمايته خاصة بعد أن قرر الحكومة منح أصحاب الأمراض المزمنة إجازات مدفوعة الأجر: " مجلس الإدارة قرر توفير المواد المطهرة ومنع العمال من التجمع على الغدا".
ويؤكد "هاني" أنه حال عودته للعمل سيعمل على الحفاظ على الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة للحد من إنتشار فيروس كورونا المستجد: "هستخدم كوبايات بلاستيك، وهطهر كل نص ساعة".
ويري أحمد عيد، عامل بأحد مطاعم التمر بالدقهلية أن إعادة فتح المؤسسات التي تستقبل عملاء أمر جيدا ولكن لابد من دراسته بشكل جيد قبل إتخاذ هذا القرار مشيرا إلى أن عمال مصنعه ملتزمة بارتداء كمامات والتطهير المستمر، متمنيا عودة الأمور إلى ماكانت عليه في قبل الأزمة.