بريد الوطن.. "الهدهد" في القرآن الكريم
الهدهد فى القرآن
لم يرِد ذكر «الهدهد» فى القرآن إلا مرة واحدة، وكان رمزاً لـ«الصدق والإصلاح والإخلاص»، فى قصته مع نبى الله سليمان، عليه السلام، حيث كانت قصة عجيبة، بطلُها طائر «الهدهد» الذى كان سبباً فى إصلاح مدينة بأكملها، وتبدأ القصة بتفقُّد سيدنا سليمان للطير، وملاحظة غياب «الهدهد».. توعَّده نبى الله بالقتل والتعذيب: «وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِىَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ لأعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ»، هنا أتى «الهدهد» موضِّحاً بكل شجاعة: «أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ»، فأخبره عن أحوال مملكة «سبأ» فى اليمن «إِنِّى وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شىء وَلَها عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُها وَقَوْمَها يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ»، ذهب غضبُ «سليمان» على «الهدهد»، لأنه أتى بخبر عظيم، فكتبَ «سليمان» رسالةً إلى ملكة سبأ يدعوها فيها إلى الإيمان بالله هى وقومها، وأمر «الهدهد» بإلقائها على قصرها دون أن يشعرَ به أحد، مختبراً صدقه قائلاً: «سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ»؟، فذهب «الهدهد» ونفَّذ ما أُمر به.. قرأت الملكة الرسالة، فجمعت قومها واستشارتهم، ثمَّ قررت إرسال هدية إلى «سليمان»، لترى تعامُله معها.. عندها تأكَّد صدق «الهدهد».. رفض «سليمان» الهدية، ودعا «بلقيس» وقومها إلى الإسلام، فقبِلت هى وقومها قائلة: «رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، بصدق وإخلاص وشجاعة «طائر»!
رزق عبدالمنعم خليف
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com