بريد الوطن.. أنا عابر فى حياتك يا صديقى
الخوف
يا صديقى، كُنتُ أخوض معارك نفسية وحدى، وكُنتَ قابعاً مكانك ببرود أعصابِك والهدوء الذى يحوم حول رأسك، لم أكُن أتظاهر بالحزن والتعب كما كُنت تظُن، كانت المعارك القائمة بداخلى تقتُلنى بالبطىء، سقوطى لم يَكُن بالأمر السهل، كُنتُ مُجبراً على الخروج من معركة والدخول فى حربٍ عالمية. يا صديقى أنا مُتعبٌ جداً لا تسألنى ما بى فأنا لا أعرف الإجابة، بداخلى أُناس أصابتهُم العِلة بل بداخلى مقبرة لأموات على قيد الحياة، بل والله إن بداخلى أشياء مُشتتة وغير معروفة، تُريد أن تعرف حالى؟ فكيف لى أن أجيبك وقد رحلت من كانت كُل حالى، أخبرنى كم مرةً بكيت وأنزلت من مُقلتيك فيضاً من الدموع تحت وسادتك حتى إنك إن عصرتها أصبح تحت قدمك أنهار من الدموع، تركتنى وحدى وحيداً فى قبرى الملعون، لا تتعجب من حَديثى مَعك فأنت من أخذتَ بيدى لهذه المرحلة، أتذكُر حينما احتجتُك وركِبتُ مَعك فى قطار الأصدقاء ومن ثَم تَركتَنى وألقيتَ بى فى محطة الفراق، نظرت إلى جسدى وتناسيت قلبى حتى تفتق من الوحدة، أخبرتنى عن سبب هذيان جسدى وروحى وقُلتُ لك إننى بخير وللأسف الشديد صدقتنى، تظُن أننى أُهلوس، إذاً أخبرنى ما هو شعورك إذا فقدت الإحساس بالشغف تجاه الحياة، أنا ميت تغذى الناسُ بأفكارى العقيمة وقالوا إننى فقدتُ صوابى بل نهش أصدقائى جميعهم بلا استثناء فى روحى، أصبحتُ مُدمناً للوحدة، أنا مُجرد عابر فى حياتك فقط، لا تُبالِ بحديثى، إنها خُزعبلاتى.
أحمد حامد كشك
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com