"نيفين".. سيناوية تحدت الظروف وفرضت اسمها على سوق "التطريز والهاندميد"
بحثت عن عمل إضافي لإعالة بناتها الثلاثة وأمها المريضة بعد انفصالها
العريش
لم تتطلع إلى مساعدة من أحد رغم ظروفها الصعبة، جاهدت لشق طريقها معتمدة على ذاتها، وسط معاناة واجهتها بعد انفصالها عن زوجها، مقررة اقتحام سوق العمل للإنفاق على والدتها المريضة بالسرطان وبناتها الثلاثة.
"نفين المطري" 44 عامًا، موظفة ضمن حصة 5% لذوي الاحتياجات الخاصة، تقيم بشقة سكنية في حي الزهور بالعريش، في شمال سيناء برفقة بناتها الثلاثة، في مراحل التعليم المختلفة، إلى جانب والدتها مريضة السرطان، واجهت معاناة كبيرة في حياتها بعد التضخم الذي ضرب الأسواق فلم يعد دخل الوظيفة الحكومية يكفي نفقات علاج والدتها المريضة أو تكلفة تعليم بناتها.
قررت نيفين" اقتحام سوق العمل بتعلم فن "التطريز السيناوي" لتطريز الثوب والوشاح والشنطة بما يقارب "الهاند ميد" لتستعيد ذكرياتها مع هذا العمل اليدوي الذي بدأت ممارسته أثناء دراستها الإعدادية حتى وصلت المرحلة الثانوية: "كنت أعمل بشكل محدود أثناء دراستى فى الاعدادية والثانوية، وبرغم حصولى على مجموع يؤهلنى للالتحاق بإحدى الكليات فى محافظة مجاورة، إلا أن والدي رفض بحجة خوفه من الغربة وأنا فتاة وتحكمنا العادات والتقاليد".
وأضافت: "بعد انفصالي عن زوجي، زادت المصروفات والأعباء، وكان لابد من البحث عن عمل بجانب وظيفتي يساعدني على تحصيل مصروفات بناتي ونفقات علاج والدتي" وأشارت إلى تواصلها مع نادي العريش الرياضي واتفقت مع الإدارة على عقد دورات تدريبية للفتيات عن التطريز.
وتابعت: "تواصل معى مركز اينار فى فيصل بالقاهرة وقمت بعقد دورات تدريبية للفتيات، وتم اختياري ضمن فريق (يد لا تعرف المستحيل) وكنت ممثلة عن سيناء.. وكانت أولى بدايات حصولي على المال حينما اشتركت فى إحدى معارض القاهرة، واستطعت تكوين فريق عمل بعد تدريبهم بشكل منظم وممنهج، وكنت أجمع المنتجات وأبيعها فى المعارض، وكانت تاتينى"أوردارات" كثيرة من تجار القاهرة والاسكندرية، وبدأت في تحصيل دخلا يساعدنى فى تحقيق متطلبات بناتي وأمي المريضة".
وأشارت إلى اشتراكها فى دورة نظمتها وزارة الإتصالات للتسويق الإليكتروني، ما ساعدها على تسويق منتجاتها عبر الإنترنت خلال أزمة كورونا: "نجحت في فرض اسمى بين كبار المنتجين على مستوى الجمهورية فى مجال التطريز السيناوي".
ونصحت الفتيات بضرورة اقتحام سوق العمل، وعدم انتظار الوظائف، لأن ناتج ربح أسبوعا أكثر من راتب شهر للموظفات، ولكن عملية البداية تكون صعبة قليلا وبعدها تصبح الأمور عادية، وكل شئ ينقص إلا العلاقات والتربيطات فإنها تزيد يومًا بعد يوم، ووجود الانترنت فتح لنا آفاق لم نستطع الحصول عليها في أي وقت مضى.