بريد الوطن.. بين المجاملات والتملق
التملق
بينما يتجاهل البعض تشجيع ومدح مَن حولهم، يفرط آخرون فى استخدام كلمات الإطراء، وأحياناً يصل الأمر إلى المبالغة الشديدة فى وصف المشاعر، وقد انتشر ذلك مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير، فما دلالة ذلك؟
هناك فهم مغلوط عند البعض يخلط بين المجاملات والتملق، فكلمة مجاملة تعنى وصف الآخر بما نراه عليه بالفعل ونحمِل له فى القلب وذلك تشجيعاً على التقدم والنجاح، أما كلمة تملق فتأتى فى أصل اللغة بمعنى لطف الحديث والود «بما ليس فى القلب» إما طمعاً فى الآخر أو لأسباب أخرى.
ولكى نستطيع التمييز بينهما بطريقة أكثر دقة وبساطة علينا أن نُدرك بعض الفروق الجوهرية، فمن سمات التملق أنه يوجه لفئة معينة فقط من أصحاب المناصب ويستمر مدحهم لحين انتهاء العمل المشترك، وقد يفرط المتملِق فى امتداح من لم تجمعه به أية علاقة سابقة وذلك لغرض معين، وفى جميع الأحوال يُمَارَس التملق على سبيل الاعتياد وليس بغرض الاهتمام بالآخرين، بينما المجاملة تأتى من كلمة جَمَال، وهنا يمدح الإنسان كل ما يراه جميلاً ولا يحمل أغراضاً خفية، فمشاعره طيبة نحو الجميع، وهنا تكون المجاملات على سبيل الاهتمام بالآخر ومحبة الخير للجميع.
أخيراً تذكر أن هناك من اعتاد على سلوك التملق ولا يدرى أنه كذلك، إنه سلوك مؤذٍ لنفوسنا وللآخرين فاحذر منه.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية
وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com