بريد الوطن.. الدوائر المغلقة (قصة قصيرة)
الانعزال
كان يتمنى فى قرارة نفسه أن يصبح ثرياً مثل صديقه -الذى قام على حد قوله بتشغيل مخه- ليتكسب مئات الآلاف من تحالفات باطلة وممارسات مخزية، ليكون بين ليلة وضحاها من الأثرياء الذين يُشار إليهم بالبنان، من عِلية القوم كما يقولون، ولما عزم الأمر على المضى قُدماً ليقطع الطريق الذى قطعه صديقه سمع خبر وفاته إثر حادث أليم.. مات وخلف وراءه الأموال والعقارات والأبناء والنفوذ والسطوة، مات ولم يأخذ معه سوى ثلاثة أمتار من القماش الأبيض معدوم القيمة، مات وبقيت سيرته العفنة عَلكة فى أفواه الناس، من أين أتى بهذه الأموال؟ وكيف فى سنوات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة يصبح فاحش الثراء وهو الفقير المعدم؟ فى تلك الليلة وحينما خَلد إلى نومه رأى فى المنام صديقه يتقلب على جمرات مُستعرة.. يُحاسب على كل قرش كيف جلبه وفيما أنفقه.. رآه يبكى بكاءً مريراً ويتمنى أن يعود إلى الدنيا ليُصلح من شأن نفسه، ولكن هيهات للمرء أن يعود من الممات.
أشرف غازى
قاص مصرى – البحيرة
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com